كلما أتقدم لخطبة فتاة لا أرتاح تجاهها، هل العيب فيً؟

0 316

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا رجل في أمس الحاجة للزواج والعفاف، وتعبت كثيرا من الفتن في مجتمعنا، تقدمت مؤخرا لخطبة أخت، فقالت لي أنها لا يمكنها الزواج إلا بعد سنة كاملة نظرا لظروف دراستها، فهل أوافق وأصبر أو أجدد البحث عسى أن أجد من تقبل الزواج على فترة قصيرة؟
نفع الله بكم، ولا تنسانا شيخنا من صالح الدعاء.

نفسيتي متعبة، كلما أتقدم لخطبة أخت لا أرتاح تجاهها، لا أفهم حالي، أحس أن برأسي فيروسا، لربما نظرا للاختلاط في مجتمعاتنا، أتمنى الفتاة الملتزمة، وفي نفس الوقت الجميلة، قمت بحساب عدد الأخوات اللاتي تقدمت لهن منذ 3 سنوات، فوجدتهن 17 أختا، فهل العيب في؟

أتمنى إرشادي نفع الله بكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ قيس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنرحب بك -ابننا الكريم- ونشكر لك الرغبة في الخير، ونؤكد لك أننا في زمان التبرج والفتن بحاجة إلى أن نعجل بالحلال، فإن الإنسان إذا لم يدخل نفسه في ساحة الحلال والمتعة التي أباحها الله سيجد نفسه في ميادين الحرام، خاصة إذا كان ممن لا يغض بصره، وعدم غض البصر إشكال كبير جدا للإنسان قبل زواجه وبعد الزواج.

ولذلك نتمنى أن تبدأ مسيرة الزواج بتوبة لله نصوح، تجتهد في أن تغض بصرك، وتبتعد عن مواطن النساء، وإذا اخترت فتاة فلا تنظر إلى غيرها؛ لأن الشيطان يزين لك المتبرجة ويزين لك الحرام، والشيطان يستشرف المرأة عند خروجها يزينها للناس، يركز على مواطن الزينة في نفسها رغم أنها قد تكون قبيحة، لكن لأنها حرام فإن الشيطان يزين الحرام، ويزهد في الحلال، فعجل بإتمام مراسيم الزواج، ولا تكثر التردد في اختيار الفتيات، فإنك لن تجد فتاة بلا عيوب، كما أنك لست ناقصا من الخطايا والعيوب، ولكن طوبى لمن غمرت سيئاته في بحور حسناته، فمن الذي ما ساء قط؟ ومن له الحسنى فقط، ولكن إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث.

ولذلك نتمنى أن تعجل بهذا الأمر، فخير البر عاجله، وتجتهد في أن تختار الفتاة التي تسعدك وتسعدها، وعليك أن تغض بصرك، وأن تؤسس حياتك على الخوف من الله -تبارك وتعالى-، والرغبة فيما عنده.

ونحب أن توقف مسلسل العبث بمشاعر الفتيات، فإن هذا العدد الذي تقدمت إليه عدد كبير، ولكنك أشرت إلى سر من الأهمية بمكان، وهي أن الإنسان إذا أطلق بصره -كما قال ابن الجوزي- لم تكفه نساء بغداد وإن تزوجهن، هذه خطيئة كبيرة ينبغي أن تنتبه لها، فتغض البصر، وإلا فإنك مستقبلا ستفقد اللذة في الحياة الحلال عياذا بالله، فتعوذ بالله من شر هذه المعصية، واعلم أن النظر سهم مسموم، والسهم المسموم يفسد بدن الإنسان، كما أن النظر إلى الحرام يفسد قلب الإنسان، فعمر قلبك بالخشية والمراقبة لله تبارك وتعالى، واختر ما تريد من الفتيات الملتزمات، واجعل بصرك محدودا ومقصورا عليها، كما أن عليها أن تقصر بصرها عليك، وعند ذلك ستجدون المتعة والسعادة في الحياة الحلال.

نسأل الله لنا ولك ولشبابنا التوفيق والسداد، ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونسعد بتواصلك الدائم، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات