لا أجد ما أقول حينما أكون مع أصدقائي فأنا صامت دومًا.. ساعدوني

0 271

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أود أن أشكركم جزيل الشكر على ما تقدمونه من جهد في حل مشاكل الشباب ولما تقدمونه لنا من نصح وخبرات.

أما عن مشكلتي فهي تلازمني منذ حوالي سنة، فقد كنت متحدثا أجيد الكلام مع الناس، فإذا جلست مع أحد الأصدقاء تجدني أتكلم معه وأتجاذب أطراف الحديث، وأمضي معه وقتا طيبا يدخل السرور على قلبينا، وكذلك إذا تحدثت مع أخي، أو أختي أو إذا كنا مجموعة أصدقاء، فتجدني ظاهرا بينهم أمزح معهم، وأبادلهم الحديث كنت أستطيع أن أدير منتدى صغيرا، وكانت لدي طلاقة بحيث كنت أشعر أنني لو عينت إعلاميا في قناة تليفزيونية لأديت المهمة على أكمل وجه، وكذلك كنت إذا أردت أن أنصح أحدا بنصيحة ما نصحته وأجزلت النصح.

والمشكلة بالتحديد أنني كنت على سجيتي فلا أتكلف، لذلك كانت لدي هذه الصفة الجميلة، أما الآن فقد تغير الحال بما يؤرقني ويحزنني، فصرت لا أستطيع أن أمضي وقتا طيبا مع إخوتي، أو أصدقائي، وأرجوك سيدي ألا تقول لي أن قلة الكلام ميزة، كما قال لي البعض فهي مشكلة تؤرقني وتجعلني انطوائيا على نفسي رغم أنني في الثالثة والعشرين من عمري، وهذا يزيدني اكتئابا فأنا أعاني الاكتئاب وآخذ علاجا له.

الآن أنا أعاني أنني إذا جلست مع صديقي، أو أخي، أو مجموعة من الأصدقاء تجدني لا أتكلم، ولا أجد ما أقوله حتى مع أقرب الأصدقاء فأبذل جهدا كبيرا لمحاولة التفكير في شيء أقوله فلا أجد، فتجدني صامتا؛ لذلك صرت أتهرب من مقابلة الأصدقاء، وهذا كما أسلفت يضاعف حالة الاكتئاب لدى.

أنا أعلم -سيدي- ماذا ستقول...ستقول حاول إيجاد الأشياء المشتركة مثلا بينكما، والسؤال عن الصحة، وعن الدراسة، أو العمل، وعن الأهل، وما إلى ذلك، ولكني حاولت -أقسم بالله- ولكن بلا جدوى، فأنا أقول لك أن هذا يحدث مع أقرب الناس إلي، والذين من المفروض أن الكلام يوجد نفسه تلقائيا حينما أتحدث معهم، وحتى لو تحدثت مع شخص كثير الكلام أجد نفسي أرد على كلامه فقط بكلام مقتضب، ولا أبادر بالكلام فينتهي الحديث سريعا، كذلك تمنعني هذه المشكلة من صلة الرحم.

مع العلم أنني إذا تخيلت موقف مقابلة صديق في ذهني، فإن أفكارا كثيرة وكلاما يرد إلى ذهني لأتكلم به، لكن حينما يتم اللقاء بالفعل أجدني لا أستطيع أن أجمع أفكاري، ولا أجد ما أقول، ومع العلم أنني أعلم أنه إذا قيل لي ألق محاضرة، أو خطبة في جماعة من الناس مهما كان عددهم؛ فإذا جهزت هذه الخطبة تجهيزا جيدا وحددت النقاط التي سأتحدث فيها فلا مشكلة عندي في هذا فأنا لا أخجل من الناس.

أرجوك سيدي أن ترشدني إلى حل عملي واقعي لهذه المشكلة التي تؤرقني منذ عام، وأرجو ألا تقول لي أنه ليس سيئا أن تصمت إذا كنت مع صديق فأنا أقول لك: إن الصمت يكون دائما، وليس أحيانا يكون الصمت، وأحيانا يكون الكلام فإذا كان كذلك فلا مشكلة لدي، ولكن الصمت يكون دائما، ويكون من طرفي أنا فقط، وبصورة محرجة جدا لي.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا، والكتابة إلينا بما في نفسك.
أرجو أن تتذكر أن ما تشكو منه ليس ضعفا في الشخصية، أو شيئا من هذا القبيل، وإنما الغالب أنه بسبب ما ورد في سؤالك ولو بطريقة مختصرة من أنك تعاني من الاكتئاب، وبأنك تأخذ دواء للاكتئاب.

ربما الكثير مما وصفت في سؤالك، ومن التغيير الكبير في حياتك، وفي انتقالك من الانفتاح على الناس والقدرة على الحديث والتخاطب مع الناس، إلى حالة تجد نفسك فيها قليل الكلام، وربما الإحجام عن مقابلة الناس حتى وإن كنت في الأصل اجتماعيا ومحبا للقاء الآخرين، وبالتالي تضعف القدرة على الكلام في الأوساط الاجتماعية إنما هو عرض للاكتئاب، وليس المرض بحد ذاته.

فأرجو أن يكون التركيز على علاج الاكتئاب بالشكل الفعال، أولا بالدواء حيث ذكرت أنك تتلقى علاجا للاكتئاب، فيا ترى ما هو هذا العلاج المضاد للاكتئاب، حيث لا بد من التأكد من أنه الدواء المناسب والجرعة المناسبة، ولذلك أرجو أن تتابع هذا العلاج مع الطبيب النفسي الذي وصف لك الدواء أصلا، وإذا لم تكن تتابع مع طبيب نفسي، فأرجو أن تأخذ موعدا مع واحد منهم، ليتأكد أولا من التشخيص، ومن ثم مناسبة مضاد الاكتئاب الذي تتناوله، ومن بعدها التأكد من أن الجرعة مناسبة لهذا الاكتئاب.

وبالإضافة للعلاج الدوائي، فإننا دوما نقول أنه علاج أساسي إلا أنه ليس كاف وليس الوحيد، فلا بد من التأكد من سلامة نمط الحياة من تغذية، ونوم، وأنشطة رياضية، وغيرها... فهذه كلها يمكن أن تحسن من حالة الاكتئاب.

فاحرص على علاج الاكتئاب بشكل فعال، وستتحسن قدرتك على الكلام والتواصل مع الآخرين.

عافاك الله، وكتب لك الفلاح.

مواد ذات صلة

الاستشارات