ما أعاني منه هل هو وسواس أم إلهام؟

0 367

السؤال

السلام عليكم

أنا متزوجة، ولدي بنتان، بعد ولادتي بابنتي الكبيرة أصبت باكتئاب وخوف شديد، وزاد بعد ولادتي بابنتي الصغيرة، صارت تأتيني أفكار ووساوس حول بناتي، خوف شديد عليهما، أخاف أن يعاقبني ربي لأي سبب ولو كان بسيطا.

انتقلت الوساوس إلى وساوس إصابتي بالأمراض الخبيثة، وبعدها انتقلت إلى وساوس سب الله، واختفت كلها، خلال خمس سنوات تتنقل الوساوس، والثلاث السنوات الأخيرة صارت أفكاري مركزة على فكرة واحدة، وهي أنني سوف سأفقد شخصا معينا في بالي، وأنه سوف يموت قبلي في يوم ما، وأصبحت في خوف وهلع، وأن هذا شعور حقيقي.

ولأنني قرأت عن الإلهامات والكشف، فصار عندي خوف وتعب، ووساوس أن هذا إلهام أو كشف، فكيف أعرف أنه وسواس؟ ساعدوني، ما أنا فيه الآن وساوس أم ماذا؟ لأنني تعبت، كل يومي أفكر بهذا الشيء، وصرت أخاف أن يكون هذا إحساسا حقيقيا، الرجاء الرد علي، أنا بحاجة ماسة لردكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم مهنا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت بالفعل لديك قابلية واضحة للوساوس القهرية، فما حدث لك بعد الاكتئاب من أفكار حول بناتك وكذلك الأمراض الخبيثة، هي مخاوف وسواسية، والفكرة التي تستحوذ عليك الآن ونسبة لقراءاتك عن الإلهامات هي أيضا فكرة وسواسية، ولا شك في ذلك -أيتها الفاضلة الكريمة-.

خوفك من أن تفقدي شخصا معينا، وأنه سوف يموت قبلك، هذا فكر وسواسي افتراضي وليس أكثر من ذلك، حقري هذه الفكرة تماما، وأكثري من الاستغفار، واسألي الله -تعالى- أن يحفظك وأن يحفظ من تحبين، ولا تدعي أي مجال لهذا الفكر الوسواسي، هي فكرة وسواسية وليس أكثر من ذلك، وكما ذكرت لك سلفا الذي يظهر لي أنه لديك في الأصل الاستعداد لهذه الوساوس مما يجعلها تظهر من وقت لآخر وبصور مختلفة.

في مثل حالتك أنا أحبذ تناول أحد الأدوية المضادة للوساوس لفترة ليست طويلة، عقار يعرف تجاريا باسم (بروزاك) ويعرف علميا باسم (فلوكستين) بجرعة كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، سوف يغير تماما من أفكارك ويزيل عنك هذه الوساوس، وحين تبنى هذه القاعدة الصلبة -أي قاعدة أن أعيش دون وسواس- هنا سوف تجدين نفسك أنك أكثر ارتياحا وانشراحا -إن شاء الله تعالى- .

المهم ما تعانين منه هو وسواس يعالج من خلال التحقير، والاستخفاف به، وتجاهله، وعدم مناقشته، وحبذا لو تناولت الدواء الذي ذكرته لك، وإن استشرت طبيبا نفسيا هذا سيكون مكملا لإجابتنا على هذه الاستشارة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية، وكل عام وأنتم بخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات