أخاف من الخروج من المنزل والمشي وحيدًا.. ماذا أفعل؟

0 308

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحيي القائمين على هذا الموقع العملاق، وأحيي هذا المجهود الجبار.

أنا شاب عمرى 30 سنة، كنت نشيطا، ومحبا للحياة والعمل، لكن منذ حوالي 6 أشهر حصلت معي حادثة حيث إنني كنت أسير في الشارع وأحسست بدوار شديد، وتسارعت نبضات قلبي وكدت أسقط على الأرض، ومنذ ذلك الحين أصبحت أخاف من الخروج من المنزل والمشي وحدي، لكن بعد إجرائي لكل الفحوصات، والتحاليل من قبل الأطباء المختصين تبين أنه مجرد تعب وقلة راحة، حيث منذ أكثر من 3 أشهر بدأت علاجا سلوكيا ذاتيا، لكن تحت إشراف مختص وتقريبا عادت الأمور إلى نصابها، أي شفيت بنسبة 90 بالمئة من القلق والوساوس والاكتئاب؛ إلا أن لدي استعدادا للخروج والتفكير في ذلك، أو البقاء في البيت وحيدا وأخاف من الإصابة بنوع من الفزع والخوف من السقوط، أو الدوخة، أو الموت بسكتة قلبية.

كذلك ينتابني نوع من التوتر الذي يتمثل في بعض الحالات على شكل أعراض جسدية كالدوار، الغثيان، عدم القدرة على البلع، وغيرها من الأعراض.

ورغم هذا فقد استطعت الكفاح والنضال من أجل استرداد حياتي الطبيعية إلا أنه بقي جزء صغير على ذلك، ومن هنا -دكتوري العزيز- ماذا أفعل؟ وما هي الأدوية اللازمة لذلك؟ مع العلم أنني تناولت حبوب القديس جون 150 ملغ، وقد طردت القلق من صدري نهائيا، وقد حصلت على حبوب من عيار 300 ملغ، ولم أتناولها بعد.

للعلم: أنا من الجزائر، وأتمنى أن تصف لي دواء بدون وصفة طبية إن أمكن طبعا، ويباع في الجزائر، وإن كان غير ذلك، هل بالإمكان شراء الأدوية من الإنترنت مثل موقع الصيدلية الكندية أو البريطانية؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ tito حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وكل عام وأنتم بخير.

أعجبني في رسالتك – أيها الفاضل الكريم – أنك تعرف مشكلتك وتعرف الحلول، وهذا أمر جميل، المخاوف أيا كان نوعها تواجه من خلال التحقير، والقيام بما هو مضاد، والتفكير الإيجابي، والمواجهات، والتفكر والتدبر والتأمل الإيجابي، وهذا هو منهجك - أيها الفاضل الكريم - لطرد القلق، والوساوس، وعسر المزاج الذي عانيت منه.

الآن ما تعاني منه من توتر وأعراض جسدية حين تفكر في الخروج من المنزل وتفتقد أمانه، هذه صورة من صور ما يعرف برهاب الساحة، وهو نوع من الخوف النفسي الذي يأتي للإنسان إذا كان في أماكن مفتوحة أو مزدحمة أو فقد أمان بيته أو خرج دون رفقة، وهذا بالفعل يستجيب استجابة ممتازة لدواء مثل (زولفت)، ويسمى علميا باسم (سيرترالين)، ويسمى تجاريا أيضا (لسترال).

عشبة القديس أو عشبة قصبة القلب لا بأس بها، لكني أعتقد أن تناول دواء مركز ومحضر بصورة علمية أفضل لك كثيرا، وفي معظم الدول السيرترالين – وهذا هو الداء الذي أراه أحسن كما ذكرت – لا يحتاج لوصفة طبية، وإن احتاج الدواء لوصفة طبية فليس من الضروري أن تذهب إلى طبيب نفسي، يمكن أي طبيب تعرفه كالطبيب العمومي (مثلا) يمكن أن يقوم بوصفه.

جرعة السيرترالين التي تحتاج لها هي أن تبدأ بنصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجراما – تتناولها يوميا بعد الأكل لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة ليلا، استمر عليها لمدة أسبوعين، ثم ارفع الجرعة واجعلها حبتين في اليوم – أي مائة مليجرام – وهذه هي الجرعة العلاجية بالنسبة لك، علما بأن الجرعة العلاجية القصوى هي أربع حبات في اليوم، لكنك لن تحتاج أبدا لهذه الجرعة.

استمر على الحبتين يوميا لمدة أربعة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة ليلا يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم بعد ذلك تتوقف عن تناول الدواء.

هذه هي المنهجية الصحيحة لتناول جرعات هذا الدواء بالكيفية والطريقة والمدة الزمنية التي ذكرناها، وقطعا الالتزام بتناول العلاج هو مفتاح النجاح والشفاء بإذن الله تعالى.

ممارسة الرياضة أيضا مفيدة، تمارين الاسترخاء أيضا ذات فائدة عظيمة، والإكثار من التواصل الاجتماعي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وكل عام وأنتم بخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات