الانترنت قد يكون وسيلة مساعدة للتعلم

0 318

السؤال

السلام عليكم.

هل الجلوس على الانترنت في أوقات الفراغ حرام أم حلال؟ مع العلم أني أتابع مثلا مقالات دينية وطبية، وأبحث عن أشياء أريد فهمها أو معرفتها في الدين أو الطب، وأبحث عن وصفات تجميلية مثلا للشعر والبشرة ووصفات طبخ، وأحيانا أدخل الفيس بوك للتواصل مع صديقاتي، ولا أضيف أي شاب، فقط أضيف الفتيات اللاتي أعرفهن، هل ما أفعله تضييع للوقت؟ مع العلم أني أقرأ القرآن وأحفظه، وأقرأ الأذكار، لكن مع هذا يظل عندي وقت فراغ لا أدري ماذا أفعل فيه فأجلس على النت.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ mema حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الفاضلة- في موقعك إسلام ويب، وإنه ليسرنا تواصلك معنا في أي وقت، ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.

بخصوص ما سألت عنه –أختنا- فإننا ابتداء نشكر لك حرصك على تحري الصواب أملا في رضى الله عز وجل، وهذا يدل على سلوك حسن، فالمسلم مأمور أن تكون حياته وحركاته وسكناته كلها لله عز وجل، قال تعالى: {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين} فهو محاسب على وقت شغله فيم شغل؟ وعلى وقت فراغه فيما قضاه؟ وقت أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن أول ما يسأله عنه العبد بين يدي الله هو عمره ووقته فيما أفناه؟ فقال -صلى الله عليه وسلم-: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع، عن عمره فيما أفناه، وعن جسده فيما أبلاه، وعن علمه ماذا عمل فيه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه).

وأما الانترنت -أختنا الفاضلة- فلا حكم له مستقل بذاته، لأنه مثل الآلة التي في بيتك، الحكم لا يكون فيها بل يكون في آثارها، فمثلا السكين في البيت لا حكم له مستقل إلا إذا ذكرت الأثر، فإن قلت لترهيب الناس أو قتلهم أصبح محرما، وإن قلت للطهي والطعام أضحت مباحة، كذلك الانترنت إن كان الأثر كما أسلفت بحث عن علم وذكر، وشي من المباح الذي لا حرمة فيه، مع عدم تضييع الفرائض أو حق الأهل، فهذا أمر مباح بل تأخذين أجر الاجتهاد في قراءتك الدينية عليه، وإن كان الانترنت على غير ذلك من متابعة الأفلام أو وسيلة لاكتساب الحرام، أو يؤدي إلي ذلك فلا شك في حرمته، أو كان البحث عن علم وتفقه لكنه يضيع الفرائض أو الواجبات، فلا شك أنه بذلك يحرم، عدا ذلك فكما أسلفنا هو وسيلة نسأل الله أن تكون لك طاعة وقربة.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات