السلام عليكم

أنا شخص لدي معاناة منذ سنتين بالضبط، وهي نبضات القلب التي تزعجني، ولا تجعلني أنام إذا أتتني، ذهبت المستشفى مرتين، المرة الأولى كشف علي الدكتور كشفا كاملا مع تحاليل، ومع الأشعة التلفزيونية، وركبت جهازا في صدري لمدة 24 ساعة، وكلها سليمة، فتفاجأت واستغربت من هذه الضربات السريعة، ما هو سببها؟ وذهبت مرة أخرى إلى دكتور مختلف، وطلعت النبضات طبيعية، هذه النبضات توترني عند النوم، وتأتيني شبه يومية في أوقات مختلفة، أما عند النوم فقط مرة في الأسبوع، وبعض الأحيان تستمر لأيام.

علما أن عمري 24 سنة، ولا أدخن، ولا أشرب المنبهات إلا قليلا، ولدي أعراض نفسية هي الضيق، والكآبة، والتوتر، والقلق، وأستخدم حبوبا منذ ثلاثة أسابيع، علما أني أعاني من المشكلة من قبل استخدامي للحبوب.

وهل تؤثر هذه الضربات علي في الموت المبكر، أو السكتات القلبية أجارنا الله وإياكم؟

وجزاكم الله خيرا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علاء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.
حالات الخفقان أمر شائع جدا، ومعظم حالات الخفقان سببها هي ما يسمى بخوارج الانقباض، وهو نوع من الإخفاق الطفيف غير الضار في إيقاع ضربات القلب، ففي الوضع الطبيعي تتولد ضربات القلب بشكل إشارة كهربائية في منطقة خاصة تسمى منطقة العقدة الجيبية, وتنتقل الإشارة إلى كافة المناطق في القلب عبر جهاز نقل خاص يشبه الأسلاك الكهربائية, فيحدث تقلص في عضلة القلب يتم عبره ضخ الدم الموجود داخل القلب إلى الجسم, إلا أنه أحيانا يتم توليد إشارة كهربائية من منطقة القلب خارج هذا النظام, فتدعى (بالخارجة) ،وقد تكون قوية أحيانا لدرجة تسبب انقباض عضلة القلب, فيشعر بها المريض، وتدعى هنا بخارجة انقباض -أي النبضة الإضافية المولدة لتقلص القلب، وهي تأتي في مرحلة أبكر من الوقت الاعتيادي للضربة في نظم القلب.

وقد تأتي عدة ضربات وراء بعضها، وقد تستمر لعدة ساعات، ثم تنتظم.

على الأكثر أن ما تعاني منه هو خوارج الانقباض، وهي تعتبر طبيعية عند كثير من الناس إلا إن بعض الناس يشعرون بها مع كثرة تناول المنبهات، والقلق، والتوتر، وقلة النوم، والسهر، ومع تناول بعض الأدوية، فالقلق يؤدي إلى زيادة إفراز الادرينالين من الجسم، وهذا يؤدي إلى زيادة تنبه العضلة القلبية ويؤدي إلى خوارج انقباض -والحمد لله- فإن تصوير القلب لم يظهر أي مشكلة في عضلة القلب، أو في صمامات القلب، وقد يكون أن الأطباء قد شاهدوا هذه الضربات الإضافية على التخطيط واعتبروها طبيعية.

ففي حالات كثيرة لا يشعر المريض بالخوارج, ويتم اكتشافها صدفة أثناء إجراء تخطيط قلب كهربائي, أو إجراء مراقبة القلب لمدة 24 ساعة (هولتر), أو غيره، إلا أن بعض المرضى يشعرون بشعور مختلف نتيجة حصول هذه الضربات الإضافية، فبعض المرضى يشعر بتوقف القلب لفترة قصيرة، ثم عودته للنبض، والسبب أن خارجة الانقباض حين تحدث يتوقف القلب قليلا حتى موعد الضربة القلبية النظامية التالية، وهو ما يشعر به المريض، وبعض المرضى يشعرون بضربة القلب قوية وممتلئة, وأحيانا قد يشعر بأن رأسه، أو صدره، أو عروقه تتحرك مع الشعور بالضربة، أو أنه يسمع بنبض في الأذن -خاصة أثناء النوم-, ويعود السبب هنا إلى أن القلب يتوقف لفترة قصيرة بعد خارجة الانقباض، إلا أن امتلاء البطين بالدم يستمر؛ مما يجعل حجم الدم المتجمع ضمن القلب أكبر, وحين يعود للعمل تكون كمية الدم التي يضخها كبيرة؛ لذلك يشعر بها المريض الذي تكون أعضاء جسمه متعودة على حجم أصغر من الدم في الضربات الطبيعية وبعض المرضى يشعرون بضيق التنفس والتعب الشعور بالقلق والخوف المرافق لهذه الخوارج.

ويجب أن تتعرف على أسباب هذه الضربات الإضافية، وأكثر أسبابها هي حالات الخوف والقلق, أو أحيانا الفرح الشديد, والجهد الزائد، وقد تكون نتيجة لحالات مرضية خارج القلب مثل: فقر الدم، وزيادة في نشاط الغدة الدرقية، وبعض الأدوية، وهناك حالات لها علاقة بأمراض القلب، والصمامات -والحمد لله- أنه قد تم استبعاد أي مشكلة عندك في عضلة القلب، أو الصمامات.

ومعظم الحالات لا تشكل خوارج الانقباض -أي خطورة حقيقية- حين تكون معزولة, وتحدث بشكل متقطع ومتباعد، وهي لا تحتاج للعلاج, وإنما لطمأنة المريض, وعلاج الأسباب إن وجدت, والإقلال من المنبهات, والتوقف عن التدخين, والنوم الكافي, وهي قد تؤدي إلى الشعور بالانزعاج, خاصة حين تتكرر بشكل كثير.

وكثرة القلق فإنها كما ذكرنا يمكن أن تسبب هذه الضربات فحاول أن تمارس تمارين الاسترخاء، فهذا يساعد بإذن الله، وإن استمرت الأعراض، فيمكن تناول اندرال inderal 10 ملغ مرتين في اليوم، ويمكن زيادة الجرعة إن لزم.

نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.