كيف أتغلب على نوبات الصرع وأخرج من المنزل؟

0 240

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسعد الله صباحكم بكل خير.

أنا شاب, عمري 32 عاما, متزوج ولدي أربع أطفال, مشكلتي هي: كنت أعاني من شحنات كهربائية منذ 8 سنوات, والحمد لله لم تأتن النوبة منذ خمس سنوات, وقد راجعت الطبيب قبل خمس سنوات, فوصف لي دواء (تجرتول 400) 3 مرات يوميا لمدة سنة, وبعدها يترك الدواء تدريجيا, وآخر مرحلة من سحب الدواء هي نصف حبة, آخذها يوما, وأتركها يوما, وكان هذا تقريبا عام 2011, ولكني للأسف لم أمش على كلام الطبيب.

كان ينتابني خوف من أن يعود لي الصرع إذا لم أتناول الدواء في اليوم, وحتى الآن أنا على هذا الحال, نصف حبة يوميا, وللأسف صارت معي مشكلة أخرى, وأقول: الحمد لله على كل حال.

صرت أخاف الخروج من المنزل, وكانت تراودني أفكار أني سأصرع, والمهم أني التزمت المنزل, ولم أخرج منه تقريبا مدة سنتين إلى يومك هذا, وكلما حاولت الخروج تأتيني أعراض هي: خفقان بالقلب, وتسارع بالنبضات, وتعرق, ورعشة, وعدم القدرة على التركيز والتوازن, وتعب, وإرهاق, ودوخة, وتلعثم بالكلام.

حتى الآن لم أستطع زيارة الطبيب, ولا أعلم ماذا أفعل, فأهلي يعانون ويخافون أن تتدهور حالتي بسبب هذا الحال.

أتمنى من الله ثم منكم مساعدتي للتخلص من هذه المشاكل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مبارك حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا أطمئنك تماما أن التجراتول دواء متميز ودواء فاعل ودواء سليم، وبجانب أنه يتحكم في البؤر الصرعية, فهو أيضا مثبت ومحسن للمزاج لدى كثير من الناس، وكثير من الإخوة الذين يعانون من مرض الصرع تجدهم يطمئنون كثيرا إذا تناولوا جرعة صغيرة من هذا الدواء, حتى وإن لم تأتهم نوبات لسنوات طويلة، هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: الأعراض التي تنتابك هي أعراض مخاوف قلقية ولا شك في ذلك، والذي أنصحك به هو أن تذهب مباشرة وتقابل الطبيب – الطبيب النفسي– أنت بالفعل محتاج لدواء مضاد للمخاوف مثل عقار يعرف باسم (زولفت) ويسمى علميا باسم (سيرترالين) ويسمى تجاريا أيضا باسم (لسترال) أو عقار يعرف تجاريا باسم (سبرالكس) ويسمى علميا باسم (إستالوبرام) بجرعات صغيرة، يضاف إليهما عقار يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل) ويسمى علميا باسم (سلبرايد) ويعرف بـ (جنبريد) في المملكة العربية السعودية تجاريا.

هذه الأدوية سوف تساعدك كثيرا على التخلص من كل هذه الأعراض، لكن لا بد أن تكون حالتك تحت الإشراف الطبي النفسي المباشر، هذا من أجل أن نضمن أنه لن تحدث لك تفاعلات سلبية ما بين الأدوية، كما أن استمراريتك على التجراتول أنا أراها لا بأس بها أبدا، لكن يا حبذا لو سبق هذه الاستمرارية إجراء تخطيط للدماغ مثلا، وأن تقوم ببعض الفحوصات الطبية المختبرية.

إذا حالتك بسيطة، علاجها هو على هذه الأسس التي ذكرتها لك، والأدوية سوف تفيدك كثيرا ولا شك في ذلك، لكن الإشراف الطبي النفسي أعتقد أنه أجدى وأفضل، والحمد لله تعالى أنت رجل لديك كثير من الإيجابيات: لديك الأسرة، لديك المهارات الاجتماعية والمجتمعية، ويجب أن تعيش حياة طيبة وهانئة وعادية جدا، دون الشعور بأي نوع من النقص والإعاقة من الحالة التي حدثت لك.

ولا بد أن تدفع نفسك لأن تخرج أخي الكريم، وأنصحك بشيء بسيط: دعاء الخروج، قل (بسم الله توكلت على الله) وصل مع الجماعة، هذه فيها خير كثير وكثير جدا، أمور لها قيمة عظيمة، نعم هي عبادات نحتسب من خلالها الأجر عند الله تعالى، لكنها أيضا تفيدنا في أمور الدنيا كالقلق والمخاوف والحاجة إلى تطوير المهارات الاجتماعية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات