أحس بالنقص بسبب الخجل وأكره نفسي بسبب ذلك.. كيف أكون اجتماعيًا؟

0 221

السؤال

السلام عليكم

عمري 18 سنة، والمفروض أني جريء وشجاع، لكني على العكس تماما، فأنا خجول جدا، وأستحي كثيرا عندما أتكلم مع الناس، وهذا الشيء يزعجني جدا وكرهني في نفسي وأتعبني، أريد أن أتغلب على هذا الخجل، وأكون إنسانا عاديا، ما الحل؟ وما هي أسباب الخجل التي أعاني منها؟ هل هو نتيجة لتجارب تعرضت لها في صغري؟ لأني عندما كنت صغيرا كنت أتعرض للضرب وبعض الإهانات وأثرت علي في شخصيتي، وصرت خجولا وضعيفا.

أتمنى أن تساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا على هذا الموقع.

يبدو من خلال سؤالك أن عندك حالة من الخجل الاجتماعي، ونعم ما أنت فيه له علاقة قوية بما مررت به من تجارب الحياة، وخاصة ما وصفت من الامتهان الجسدي بالضرب والامتهان النفسي بالإهانات....

ولا شك أيضا أن لهذا علاقة وثيقة مع الطريقة التي عوملت بها في طفولتك من قبل أسرتك، ومع تجارب الحياة التي مررت بها، وليس مجرد خلل، أو ضعف في الشخصية، أو ما شابه ذلك، فتجارب الحياة هي التي أوصلتك لهذه الحال حيث تشعر بالخجل، أو الانطوائية، وقلة كلامك مع الناس...

هل يستطيع الإنسان تجاوز تجارب الطفولة؟ الجواب نعم، ليس بالسهل أحيانا، إلا أنه ممكن.

ومن أهم علاجات الخجل الاجتماعي، والذي قد يصل لحد الرهاب والخوف، هو العلاج السلوكي والذي يقوم على إعادة تعليم الشخص بعض السلوكيات والتصرفات الصحية كبديل عن السلوكيات السلبية، فبدل تجنب الأماكن والمواقف المخيفة أو المخجلة، فإنه يقوم بالتعرض والإقدام على هذه المواقف والأماكن حتى "يتعلم" من جديد كيف أن هذه المواقف والأماكن ليست بالمخيفة، أو التي يحتاج أن يخجل منها كما كان يتصور سابقا، ويشرف عادة على هذه المعالجة الطبيب النفسي أو الأخصائي النفسي، والذي يحتاج أن يكرر جلسات العلاج عدة مرات.

ولكن ليس بالضرورة على كل من يعاني من الخجل الاجتماعي أن يذهب للأخصائي النفسي، فكثير منهم يعالج نفسه بنفسه، وأنت يمكنك أن تقوم بهذا، والمطلوب منك الآن العمل على اقتحام مواقف الاختلاط بالناس والتعامل معهم، وعدم التجنب، فالتجنب لا يزيد مشكلة الخجل إلا تعقيدا، ويؤخر الشفاء منها، وسترى وخلال فترة قصيرة كيف أن ما كنت تخشاه من بعض المواقف في مواجهة الناس ليست مخيفة كما تعتقد الآن.

وأنصحك أيضا بقراءة كتاب عن حالات الخجل الاجتماعي، فمعرفتك بهذا يزيد من احتمال تعافيك، وهناك على هذا الموقع الكثير من الأسئلة والأجوبة المتعلقة بهذا الموضوع، مما يشير إلى مدى انتشار مثل هذه الحالات، وإن كان معظم الناس يتجنبون الحديث في هذا الموضوع لخجلهم منه.

وأدعو الله تعالى لك بالتوفيق والنجاح في أقرب فرصة.

مواد ذات صلة

الاستشارات