الرهاب الاجتماعي أصابني بالتأتأة في الكلام .. ما النصيحة؟

0 275

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله
أشكركم على هذا الموقع المفيد، الذي أفادني كثيرا في حياتي.

أنا شاب أبلغ من العمر 27 عاما، طالب طب في السنة الأخيرة، أعاني من التأتأة منذ الصغر، ولدي أيضا القولون العصبي منذ الصغر، ولدي عدة مشاكل، أرجو أن أجد لديكم الحل المناسب لها:

1- التأتأة: وهي غالبا تأتيني إذا تكلمت مع أشخاص لا أعرفهم، أو في الاختبارات الشفهية، أو أمام الناس، وتكون خفيفة مع الأهل والأصدقاء.

2- لدي درجة من الرهاب الاجتماعي، والتي أتوقع أنها أحد أسباب التأتأة لدي، وأعراضها: أفكار، ووساوس أن الناس يراقبونني، وأنهم يعلمون ما أفكر فيه، وأنهم أفضل مني، وأبدأ بالتعرق وزيادة نبضات القلب، مع معرفتي بأن هذه الأفكار ليست حقيقية.

3- القولون العصبي.

4- ارتجاع في المريء: وذلك بسبب التوتر والقلق الذي يصيبني في الجامعة، والإكثار من شرب المنبهات.

بدأت في قراءة ما كتب في موقعكم هذا، واستفدت منه كثيرا في عدة جوانب:

- بدأت في علاج الارتجاع بالأدوية المناسبة، -والحمد لله- أموري في تحسن مستمر.
- بدأت في قراءة كتب عن القلق، وبدأت أتعلم كيفية السيطرة على القلق لدي.
- ملاحظة الأفكار السلبية، وأحاول أن أتجاهلها وأن أستبدلها بأفكار إيجابية.
- المحافظة على صلاتي، وأذكار الصباح والمساء، وأحاول أن أواظب على ذكر الله كلما أحسست بالأفكار السلبية.

- لاحظت أن لسترال ( السيرترالين) والانديرال (بروبرانولول) لديها مفعول مناسب لعلاج الرهاب والتأتأة والقولون العصبي والمخاوف لدي، ويوجد أيضا أدوية أخرى مثل: (هالوبريدول) وغيرها، ما مدى فاعليتها؟

ما آمله منكم هو إجابتي عن:

- ما هي العلاجات السلوكية المناسبة لي؟
- هل (اللسترال) و(الانديرال) مناسبان لي؟ وما هي الجرعة والمدة المناسبة؟

وإذا كان هناك أي نصيحة تساعدني في حياتي العملية فقدموها لي.

أسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما شاء الله تبارك الله، أنت تعرف الداء وتعرف الدواء، فاستشارتك جميلة المحتوى، والخطوات العلاجية التي اتخذتها هي خطوات جادة، تدل بالفعل على أن لديك إرادة علاجية أو ما نسميه بإرادة التحسن، وهذا سوف يفيدك قطعا -بإذن الله تعالى، فأرجو أن تسير على نفس المنوال.

الشيء الذي أريد أن أضيفه لك سلوكيا هو الحرص على تمارين الاسترخاء، وممارسة الرياضة، وألا تراقب نفسك أثناء الكلام، وأيضا قم بتسجيل بعض المقاطع واستمع لما قمت بتسجيله، وسوف تجد أن أداءك أفضل مما تتصور، هذا في حد ذاته ذو مردود إيجابي جدا على الأشخاص الذين يعانون من التأتأة.

أيها الفاضل الكريم: التواصل مع أحد المشايخ أيضا سيكون له وقع إيجابي عليك، من حيث قراءة القرآن بالتجويد والإلمام بمخارج الحروف بصورة صحيحة، وأن تتعلم كيف تربط ما بين التنفس وما بين الكلام أو القراءة، فتواصل مع أحد المشايخ، وهذا -إن شاء الله تعالى- تجني منه فوائد كبيرة.

بالنسبة للعلاج الدوائي: هنالك أدوية كثيرة جدا طرحت على أنها مفيدة للتأتأة، أول هذه الأدوية بالفعل هو (هلوبريادول)، ثم أتى دواء آخر يعرف باسم (بموزايت)، ثم اتضح أن الأدوية المضادة لقلق المخاوف، خاصة الخوف الاجتماعي كلها أيضا تفيد، ومنها (لسترال) و(زيروكسات) و(ماكلومابيد) و(إفيكسر).

(الإندرال) هو عامل مشترك -حقيقة- ما بين كل الأدوية التي ذكرناها، فهو يفيد؛ لأنه يكبح موصلات (البيتا)، والتي هي مسؤولة عن إفراز (الأدرينالين)، و(الأدرينالين) هو الذي يؤدي إلى تسارع في ضربات القلب، والشعور بالرعشة والتلعثم.

الوصفة العلاجية التي أراها جيدة بالنسبة لك هي أن تتناول (الهلوبريادول) بجرعة نصف مليجرام فقط، تناولها في الصباح، وألا تزيد الجرعة عن نصف مليجرام؛ لأن هذا الدواء في بعض الأحيان يؤدي إلى نوع من الانشداد والتخشب العضلي إذا كانت الجرعة كبيرة، لكن بجرعة نصف مليجرام يوميا لن يحدث –إن شاء الله تعالى– أي ضرر.

في ذات الوقت تناول الـ (لسترال) ليلا، وجرعة (اللسترال): ابدأ بنصف حبة –أي خمسة وعشرين مليجرام–، تناولها يوميا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة، واستمر عليها لمدة عام، وهذه ليست مدة طويلة أبدا، بعد ذلك خفض الجرعة واجعلها نصف حبة يوميا لمدة شهرين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أما (الهلوبريادول) فتناوله لمدة ثلاثة أشهر بجرعة نصف مليجرام صباحا، و(الإندرال) تناوله بجرعة عشرة مليجرام صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرام صباحا لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله.

أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات