تفكيري الكثير بالنجاح وإسعاد والديّ يجعل حياتي جحيما

0 259

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم على مساعدتكم لنا، وأدعو الله أن يجمعنا وإياكم في الجنة.

مشكلتي هي مع أمي وأبي، ليس لأنهم يعاملونني بشكل سيء، ولكن مشكلتي هي أنني أريد أن أوفيهما حقهما، وأريد أن أفعل المستحيل لأسعدهما، وهذا أثر على حياتي بشكل كبير؛ لأنني أفشل في هذا.

فشلت عندما حصلت على مجموع سيء في الثانوية، وأدى هذا إلى دخولي كلية الآداب، وكان أهلي يطمحون في دخولي كلية أفضل، ومن هنا بدأ الوجع الأكبر، فأهلي -وبالأخص أمي- لا يظهرون أنهم حزينون على هذا، ولكني أدري بهم، فعندما ترى أمي في الشارع أحدا في سني في كلية أفضل أشعر بالعار، وكأنني أخزيتهم، وأذهب إلى غرفتي وأبكي بكاء شديدا، مع أن أمي لا تظهر أي تعابير للحزن، ولكني أحس بها، وكذلك أبي نفس الموضوع.

تعبت جدا من محاولة إرضائهما وإسعادهما، وكل مرة أفشل، حتى أنني أصبحت أفكر ماذا سوف أعمل عندما أتخرج؟ لا شيء!! وأيضا أريد العمل والحصول على المال حتى أشتري لهم كل شيء، مع أن حالنا ميسور جدا -والحمد لله- ولكنني في أي تفكير لا أفكر في نفسي، وأفكر فيهم، تعبت جدا من كثرة التفكير وعدم النجاح في أي شيء، وهذا جعل حياتي جحيما، فأصبحت أصرخ في أختي كثيرا، وهكذا.

أود مساعدتكم؛ لأتخلص مما أنا فيه، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ omar حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك في موقعك، ونؤكد لك أن كل من في الموقع يتشرفون بخدمة شبابنا والفتيات، ونشكر لك الاستمرار في التواصل مع الموقع، ونحيي مشاعرك النبيلة تجاه والديك، ونهنئك على حرصك على إسعادهم، ونسال الله أن يوفقنا للوفاء لآبائنا وأمهاتنا في حياتهم وبعد الممات.

إن الوصول إلى القمة لا يرتبط بكلية معينة، ولكنه يرتبط بعلو الهمة والسعي في تحقيق الإبداع والتميز والتفوق، مع النجاح في التواصل الفعال، وأمتنا ليست بحاجة لمجرد النجاح، ولكنها بحاجة إلى متميزين في كل التخصصات.

مهما كانت الكلية التي تدرس فيها فإن إصرارك على التفوق والتميز والإبداع، هو الذي يجعل منك شخصية لها وزنها وتأثيرها، وهنا ينبغي أن نصحح المفاهيم، فنحن لا نخرج أطباء فقط أو مهندسين فقط، لكننا نريد من يقودون الحياة، ونحتاج إلى المعلم المبدع والموظف المبدع والجندي المبدع والعامل المبدع.

لا يخفي عليك أن الأرزاق لا ترتبط بالشهادات، ولا بالتخصصات، ورضا الوالدين عن الإنسان إنما يرتبط بحسن الأدب وبكريم الرعاية والاهتمام والاحتفاء، وهذا -ولله الحمد- ما نعتقد أنك تقوم به وزيادة، بل إنك مأجور على مجرد النية الصالحة والرغبة الأكيدة في البر، فلا تغتم ولا تهتم، ولعلك تلاحظ أن والديك لا يظهران الانزعاج من الكلية التي تدرس فيها، بل هذا مستبعد جدا، وهم أهل إيمان، وسعادة المؤمنين في الذي يقدره رب العالمين، وما يقدره لنا العظيم ويختاره فهو أفضل من الذي نختاره لأنفسنا.

اعرف نعم الله عليك وعلى والديك، وقم بالشكر؛ لتنال به المزيد، واعلم أن نعم الله مقسمة، وكلنا صاحب نعمة، ونسأل الله أن يعيننا على شكر النعم.

أخيرا نؤكد لك أن الوالد والوالدة فرحان بك دون انتظار مقابل، وهكذا كل والد ووالدة، ونحن نتكلم بمشاعرهم؛ لأننا مثلهم، وحبنا لأبنائنا بدون مقابل، بل هو مما فطر الله عليه النفوس.

وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات