تم زواجي بثانية؛ لحاجتي الماسة إليه، فبدأت المشاكل ضدي من كل الجهات، ماذا أفعل؟

0 348

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب في مقتبل العمر، تربيت وسط أسرة محافظة، كنت مثل كثير من الشباب تراودني الفتن قبل الزواج، وكنت أتحلى بالصبر، على أمل أن تنتهي هذه المأساة بعد الزواج، وأن يحقق لي الزواج الاستقرار النفسي الذي أرجوه، وتزوجت بفتاة ملتزمة وخلوقة، لكنها لم تستطع أن تلبي احتياجاتي، وتحدثت إليها كثيرا، إلى أن وصلت بالحديث معها أن حذرتها، إذا استمر الوضع كذلك، فلا مفر من الزواج بثانية، فهذا خير من الوقوع في الحرام.

تعرفت على فتاة من محيط العمل، ورأيت فيها زوجة مناسبة، واتخذت خطوات تجاه إتمام زواجي بها، ولكن ما إن عرف الجميع بالأمر، حتى قامت حرب، تحولت فيها إلى مجرم بمعنى الكلمة، وتحولت زوجتي إلى ضحية، تعاطف معها الجميع، وتجاهلت كل ذلك، ومضيت قدما في طريق الزواج، بعد أن تحدثت لزوجتي أن هذا الأمر في صالحنا، وأنه لن يؤثر على حقوقها، وأثبت لها ذلك بالتجربة، وكانت في منتهى السعادة في حياتها معي.

يوم أن تم زواجي بالثانية، اشتعلت الحرب مرة أخرى، وغادرت زوجتي البيت، وأصرت هي وأهلها على الطلاق، وقالت أمي: إنها تبرأت مني، وإنها غاضبة علي حتى أتراجع عن الزواج الثاني.

ماذا أفعل؟ لو طلقت الثانية، فسأكون ظلمتها، فهي حقا لم ترد ظلما لأحد، وهي أيضا في أمس الحاجة لوجودي بجانبها، ولو بنصف حياة، وأنا أيضا في حاجة لوجودها معي، ولكن أيضا لا أريد تطليق زوجتي الأولى، خصوصا أني أنجبت منها ولدا، إنني أعيش حالة من الضغط النفسي الذي أثر على كل حياتي، وأحاول أن أبر أمي، ولا أقطعها، رغم تبرئها مني.

أفيدوني، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أيها الأخ الحبيب- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله- تعالى- أن يفرج كربك، وأن ييسر لك أمرك.

الزواج –أيها الحبيب– قد يصير واجبا على الإنسان إذا خشي على نفسه أن يقع في الحرام، وما دمت تخاف على نفسك الوقوع في المعصية والإثم، فإن الزواج في حقك بثانية واجب ما دمت تقدر عليه، وتستطيع العدل بين زوجتيك.

بهذا تعلم أنك لم ترتكب ما حرم الله، وليس لأمك أن تمنعك من هذا الزواج ما دمت محتاجا إليه لتعف نفسك عن الحرام، ولا يلزمك أن تطيعها في تطليق زوجتك الثانية، ولكن الأمر يحتاج منك إلى كثير من الصبر –أيها الحبيب–، ومن حولك سيتفهم الأمر بعد مرور الوقت، فابذل جهدك في استرضاء والدتك، وعدها بأنك سترتب الأمر وستعيد النظر فيه، حتى تخرج بمخرج حسن أمام المرأة الجديدة التي قد أوقعتها أنت فيما أوقعتها فيه.

حاول أن تلقي هذا النوع من الكلام إلى والدتك، وتلطف معها، وأحسن إليها، فإنه وإن لم يلزمك طاعتها فيما أمرتك به، فإن برها والإحسان إليها لا يزال واجبا.

أما الزوجة الأولى، فإن لها من الحق عليك أن تقسم لها وأن تؤدي إليها الحقوق المادية من السكنى والنفقة، ولا تتسرع في طلاقها، فإن تخوفك على ولدك في محله، فإن الولد يحتاج إلى أن يعيش حياة مطمئنة بين أبويه، لذلك نصيحتنا لك أن تصبر، وأن تتحمل أنواع المعاناة التي ستعيشها في أول الأمر، ولكن سيستقر الأمر في الأخير عند الجميع على تقبل الأمر الواقع.

إذا قررت أن تطلق إحدى زوجتيك –الأولى أو الثانية–، فإن الطلاق في حد ذاته ليس حراما، لا سيما عندما تقوم الحاجة وتدعو الحاجة إليه، ولكنه ليس الحل الأمثل لحل مشكلات الأسر والتغلب عليها، بل إنه يخلق في الغالب مشاكل جديدة لا سيما عند وجود الأولاد.

لهذا نحن ننصحك بأن تتجنب الطلاق سواء للأولى أو للثانية ما استطعت، وأن تحاول التغلب على حل مشكلاتك بالأناة والرفق، ونحن على ثقة أن عامل الزمن سيؤثر في حل هذه المشكلة، فإن من حولك سيتفهم الحال، وسيقتنع بالأمر الواقع، لكن ذلك يحتاج إلى وقت.

نسأل الله -تعالى- لك التيسير والإعانة.

مواد ذات صلة

الاستشارات