وصفت حالتي بأنها وسواس قهري، وبعد العلاج لم تستقر الحالة فما الحل؟

0 248

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

العمر 38 عاما، سؤالي للدكتور محمد عبد العليم: أعاني -منذ حوالي ستة أشهر- من مرض توتر وقلق ووسوسة لا إرادية، في البداية كانت الأمور سيئة جدا، كنت أعاني من قلة النوم والأكل، وإرهاق وعدم تركيز؛ وذلك جاء بعد أن كنت أفكر بمرض ما، وكنت بحالة يرثى لها، ولا أعرف ما المشكلة، وكل يوم أذهب إلى طبيب وإلى مستشفى، وأجري فحوصات طبية، وجميعها سليمة، وكان الوضع لدرجة أني أسير في الشارع كشخص ضائع.

ثم ذهبت إلى طبيب أمراض عصبية ونفسية؛ حيث شرح لي حالتي وشخصها، وقال: إنه وسواس قهري، وقام بوصف دواء لي:

• xanagls زنكس نصف حبة صباحا ومساء، والآخر deprexan حبة ثلاث مرات بعد الأكل يوميا، وقد شعرت بالتحسن بعد استعمال الدواء فترة أشهر.

وحاليا أنا وضعي غير مستقر، فوقتا أكون بحالة جيدة، وأحيانا متوترا داخليا، وأفكر أني مريض، وعدت لاستعمال الزنكس؛ رغم أني لا أرغب باستعماله بسبب الإدمان.

فما الحل؟ وما الدواء البديل في هذه الحالة؟ مع الاحترام، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نهاد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الذي يظهر لي أنك قد أصبت بنوع من الوساوس المرضية حول صحتك وإصابتك بمرض معين، وهذا نوع من المخاوف الوسواسي كثيرا ما يؤدي إلى ما يعرف بالمراء المرضي، وهو أن الشخص يشك في أنه مصاب بمرض معين، أو يصر على أنه مصاب بمرض معين، بالرغم من أن الثوابت تؤكد غير ذلك.

أخي الكريم: حالتك إن شاء الله تعالى بسيطة، أولا: أريدك أن تسعى دائما لأن تعيش حياة صحية، والحياة الصحية تتطلب النوم المبكر، ممارسة الرياضة، التفكير الإيجابي، التنظيم الغذائي، والحرص على أمور الدين والأسرة، هذه يا أخي دائما تساعد الإنسان لأن يستقر نفسيا وصحيا، فأسعى هذا المسعى.

ممارسة الرياضة مهمة وضرورية، والرياضة تقوي النفوس كما تقوي الأجسام، وهذه النقطة لابد أن تتوقف عندها وتستشعر أهميتها.

بالنسبة للعلاجات الدوائية: الدواء يساعد قطعا، وأي دواء مضاد لقلق المخاوف سيكون مفيدا بالنسبة لك.

الزاناكس لا شك أنه دواء جيد إذا تم تناوله كدواء إسعافي عند الضرورة، أو لأيام قليلة، والسعي لأن لا يدمن الإنسان عليه هذا مهم وضروري جدا، والحمد لله تعالى أنت مدرك لمخاطر الإدمان والتعود.

الدواء الآخر الذي وصفته وهو (deprexan): هذا الاسم غير معروف لدي، لكن غالبا يكون أحد مضادات القلق أو المخاوف.

من الأدوية التي أراها مفيدة ومفيدة جدا في حالتك عقار (سبرالكس)، والذي يعرف باسم (إستالوبرام) دواء رائع جدا لعلاج قلق المخاوف الوسواسي المتعلق بالأمراض.

وأنت أخي الكريم: في هذا العمر -أي ثمانية وثلاثين عاما- ربما تكون أيضا وصلت إلى المرحلة العمرية التي تكون فيها عرضة لشيء من الاكتئاب النفسي، لذا سيكون السبرالكس دواء مناسب لك؛ لأنه في ذات الوقت مضاد ممتاز للاكتئاب.

فيا أخي الكريم: شاور طبيبك حول هذا الدواء، وإن رأى الطبيب أن يصفه لك فهذا أمر حسن، وإن رأى دواء آخر مناسبا فهذا لا بأس فيه أبدا؛ لأن هذه الأدوية متقاربة ومتشابهة، وهنالك اختلافات ما بين الدول من حيث وفرة هذه الأدوية.

إن كان السبرالكس هو اختيارك فابدأ في تناوله بجرعة خمسة مليجرام -أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام- تناولها بانتظام لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة يوميا، استمر عليها لمدة شهر، ثم اجعلها عشرين مليجراما يوميا، وهنا تكون وصلت للجرعة العلاجية الصحيحة والتي يجب أن تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، بعدها خفض الجرعة إلى الجرعة الوقائية، وهي أن تتناول الدواء بجرعة عشرة مليجرام يوميا لمدة أربعة أشهر، ثم خمسة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات