حياتي صارت مأساوية ولا أستطيع حتى الصلاة؛ لكثرة حاجتي للتبول.

0 339

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أنا لا أعرف كيف أبدأ، لكن حياتي صارت مأساوية جدا لدرجة أني صرت أتمنى الموت.

منذ 6 سنين حصل لي أني كنت نائمة وفجأة بلت على نفسي مثل الأطفال الصغار، في ذات اليوم تكرر معي هذا الشيء، لكن وأنا مستيقظة ولست نائمة، ويكون رغما عني، لكن بشكل بسيط، مجرد نقط لا أكثر.

أصبحت أحس بحاجة للذهاب إلى الحمام كل ساعتين أو ثلاثة، وتطور الموضوع للحاجة كل دقيقة، حاولت أن أتأقلم مع الموضوع من غير أن يحس أحد، لكن صرت انطوائية جدا، وأعزل حالي عن الناس وعن كل شيء، لدرجة أن أهلي أنفسهم يظنونني مدمنة على الإنترنت أو شيء مشابه، لكن أنا أحاول أن أختبئ عن الكل.

أحس بحاجة شديدة للذهاب للحمام لكني إذا ذهبت لا ينزل شيء، وهذا يصيبني بالجنون.

لم أذهب لطبيب؛ لأن الموضوع حساس ومحرج كثيرا، سواء أمام أهلي، أو الأطباء، لكن قبل شهر ذهبت لطبيب؛ خوفا من أكون مصابة بالسكر، أو غيره.

صرت لا أستطيع الجلوس على السفرة مع أهلي، ولا آكل ولا أشرب، ولا أنام بشكل طبيعي، ولا حتى أدرس، حتى الصلاة أصبحت أصعب شيء علي، لا أستطيع أداء الفرائض مثل أي إنسان طبيعي، حتى حفظ القرآن الذي هو أحب شيء لقلبي، لم أعد أمسك المصحف إلا وقت أن يكون عندي امتحان بسورة معينة، أضغط على نفسي لإمساكه، وجسمي صار مرهقا جدا؛ لأني أشد على نفسي كثيرا حتى جسديا.

حتى الآن أجلس بوضعية معينة مخجلة لأمنع نفسي من الذهاب للحمام، وتزيد هذه الحالة بعد الاستحمام حتى نفرت منه، وزيادة على المرض صرت كسولة جدا وخاملة، وأنام كثيرا، مع العلم أني لا أحب النوم، وأحس بإرهاق وكآبة.

أتمنى من أي أحد أن يكون عنده حلا للمشكلة، أو يدعو لي، والحمد لله على كل حال.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كثرة الشعور بالحاجة للتبول لها عدة أسباب، هنالك أسباب عضوية، وهنالك أسباب نفسية.

الأسباب العضوية منها: الالتهابات، خاصة التهابات المسالك البولية، وبالنسبة للجانب النفسي: القلق والوسوسة هي الأسباب الرئيسية لهذه الحالة.

أنا أريدك ألا تضخمي الأمر وتعتقدي أنك تواجهين مصيبة، هذا أمر بسيط علاجه، وكل المطلوب منك هو أن تذهبي إلى طبيبة، ليس من الضروري أن تكون طبيبة مختصة في تخصص معين، طبيبة الأسرة، أي طبيبة الرعاية الصحية الأولية سوف تكون كافية جدا، فاذهبي إليها، واشرحي لها ما بك، وليس هنالك ما يجعلك تحسين بالخجل أو الاستحياء، فهذا عرض يحصل لجميع الناس.

وكل ما هو مطلوب أن تقوم الطبيبة بفحص البول والتأكد من عدم وجود أملاح أو التهابات أو شيء من هذا القبيل، وهذه إن وجدت يمكن علاجها تماما، بعد ذلك يمكن أن تتبعي إرشادات معينة تساعدك، أهمها تمارين الاسترخاء، وتمارين الاسترخاء تؤدي إلى الاسترخاء العضلي الجسدي، وبعض الناس تكون المثانة لديهم حساسة وعصبية، أو ما يسمى بالمثانة العصبية أو العصابية، هؤلاء يستفيدون كثيرا من تمارين الاسترخاء.

طبقي هذه التمارين من خلال استشارة إسلام ويب والتي هي تحت رقم (2136015) فيها إرشادات مفيدة توضح كيفية تطبيق هذه التمارين، وهنالك أدوية معروفة أنها تساعد في علاج هذه الحالات، إذا كانت مرتبطة بالقلق، عقار يعرف باسم (إمبرامين)، هذا هو اسمه العلمي، واسمه التجاري (تفرانيل)، وإن رأت الطبيبة أن هناك حاجة له سوف تصفه لك حسب عمرك.

إذا الموضوع في غاية البساطة وفي غاية السهولة -إن شاء الله تعالى-، لا تحملي كل هذه الأثقال على رأسك، الحياة طيبة، وأنت قطعا صغيرة في السن، لديك طاقات، لديك آمال، اجتهدي في دراستك، كوني مثابرة في تواصلك الاجتماعي، واحرصي على بر والديك.

أما ترك الصلاة والتكاسل عنها: فإنه أمر خطير جدا وعظيم، أمسلم أنا حين لا أصلي؟! أمسلم بالاسم فقط؟ المسلم عنوانه صلاته، المسلم هو من استسلم لأمر الله ولطاعة الله، ولأوامر الله ونواهيه، الصلاة عماد الدين، الصلاة نور: (من حافظ عليها، كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نور ولا برهان ولا نجاة، ويأتي يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف) وهي أول ما يحاسب عليها العبد يوم القيامة.

لا يمكن للإنسان أن يعالج مشكلة بمشكلة أسوأ منها، فأنت لست في كارثة أو في مأساة، ارجعي إلى صلاتك، راجعي إلى تفكيرك الطيب الإيجابي، والمشكلة يمكن علاجها تماما كما أوضحت لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات