حالة مفاجئة من انتفاخ الشفتين والأطراف والطفح الجلدي والغثيان، ما سببها؟

0 390

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا مصابة بمرض فجائي لا أعرف ما هو سببه؟

أصاب بألم في المعدة وأكون غير مرتاحة معه، وبعدها -تقريبا بساعة- يحدث احمرار وحكة في الأطراف، اليدين والرجلين وانتفاخ بهما، وطفح جلدي في البطن والفخذ، وموزع تقريبا في الجسم كله، وحكة في الرأس، وبعدها استفراغ مع خروج براز يشبه الإسهال، واستفراغ متكرر بعد فترات، مع دوخة ورعشة، وخمول وكسل وفتور، وفقدان الشهية ومغص، وبعد مضي عشرة ساعات تقريبا أبدأ في التحسن بدون أخذ العلاج، ولكني أستحم بالسدر.

في شهر جاءتني الحالة مرة واحدة، والشهر الذي بعده مرتين، والذي بعده لم تأت الحالة، والشهر الأخير جاءت مرة، وأسأل الله أن تكون الأخيرة.

في البداية كانت الأعراض أقل، ولكن آخر مرة كانت قوية؛ بارتفاع السكر، وألم في الأسنان، وثقل باللسان، وجفاف الشفة وانتفاخها، وتغير الصوت، وانتفاخ اليدين، لم تختفي الأعراض بسرعة، وبعد مضي عشرة ساعات ذهبت للطوارئ، ووجدوا السكر مرتفعا رغم أني لا أعاني من السكري.

للمعلومية التنميل مستمر في جسمي، خاصة في منطقة الفخذين، وفي الأنف أشعر بتقرص عند قراءة القرآن أو بدون قراءة، أقصد مضايقة دائما، وحكة في العينين.

قبل الحالة كان عندي ألم في أسفل ظهري حتى أنني لا أقدر أن أركع مثلما كنت، ولكن بعد مضي الحالة بيومين أو ثلاثة تحسنت.

زرت الطبيب ولم أخرج بفائدة، قال: لي تحسسي أنت بنفسك الأسباب، يمكن أن تكون من نوعية الأكل، أو غيرها.

أصبحت أبتعد وأخاف من الأكل الذي يسبب الحساسية: الأجبان، والألبان، والسمك، والموز، رغم أني سابقا كنت أعاني فقط من حساسية الفول السوداني، والحلبة، ولم أمرض منهما، منذ سنوات -والحمد لله- لم تأتني الأعراض قوية مثل الآن، نزل وزني سريعا في خلال أربعة أيام.

هل هذا المرض عضوي، أم روحاني؟ وماذا أفعل؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الهاشمية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.

إن ما تعانين منه هو ما يسمى بتحسس الأغذية، وهذا ما قاله لك الطبيب، والتحسس من الأغذية تظهر أعراضه خلال الساعتين الأولتين من تناول الطعام، ويظهر بشكل:

- تنميل حول الفم.
- طفح جلدي متعمم على الجسم.
- تورم في الشفتين وأحيانا الحلق والأطراف.
- أحيانا يحصل ضيق في النفس بسبب تضيق القصبات.
- آلام في المعدة وأحيانا إسهال.
- الدوخة وأحيانا فقدان الوعي.

الأطعمة التي عادة ما تسبب هذه الحساسية:

- الأطعمة البحرية.
- المكسرات.
- البيض.
- الفول السوداني.

الطريقة المثلى والموثوق بها إذا كان لدى المريض حساسية من بعض الأطعمة الخاصة التي لاحظها المريض أنها مرتبطة بالأعراض، هي: أن تتركي الطعام المشكوك فيه لمدة أسبوعين على الأقل، وبعد ذلك ارجعي للطعام نفسه، ولاحظي إذا ظهرت أعراض الحساسية على جلدك، احمرار على الجلد، وحكة، فإنه من المؤكد أن هذه الأطعمة هي المسبب للحساسية، ولا بد من الإقلاع عنها.

الطريقة الثانية: أن يتم إجراء تحليل للدم لمعرفة نوع التحسس لأي مادة غذائية.

الطريقة الثالثة هي: إجراء تحليل على الجلد ويسمى Prick test، حيث يحقن الجلد في الساعد، أو منطقة الظهر بكميات قليلة من الأطعمة المشتبه فيها، فإذا كان هناك تحسس من أي نوع من الأطعمة يظهر انتفاخ في الجلد وتكون النتيجة إيجابية.

هذه الاختبارات تتم عند طبيب مختص بالحساسية أو طبيب الجلد، إذا ثبت أن هناك أطعمة تسبب حساسية في الجلد، فليس هناك علاج فعال للقضاء على الحساسية، ولكن يمكن التخفيف من أعراضها ببعض الأدوية التي تخفف من الأعراض مثل: مضادات الهستامين، وفي الحالات الشديدة يتم إعطاء المريض إبرة خاصة يأخذها بنفسه مباشرة عند بدء الأعراض، لذا يفضل مراجعة طبيب مختص بأمراض الحساسية لإجراء هذه الاختبارات، للتأكد من نوع الطعام الذي يسبب لك الحساسية.

نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.

++++++++
انتهت إجابة الدكتور محمد حمودة، استشاري أول باطنية وروماتيزم.
وتليها إجابة الدكتور محمد عبد العليم، استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
++++++++

جزاك الله خيرا وبارك الله فيك، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

من خلال ما ذكر في رسالتك أرى أن الجانب النفسي ليس له دور كبير في حالتك، الذي يظهر أنك تعانين من حالة حساسية تزداد وتنقص حسب المؤشر الخارجي الذي يثيرها، والدور النفسي قد يكون بسيطا، وإن كنا لا نتجاهله، بمعنى أن أمراض الحساسية دائما مصحوبة بشيء من القلق، وقطعا القلق يجعل الإنسان في وضع يحس فيه بشيء من عدم الارتياح، وينشغل بالحالة التي يعاني منها.

الذي أراه – أيتها الفاضلة الكريمة – وكما ذكر لك الطبيب هو أن تتجنبي الأطعمة التي تسبب لك الحساسية، ومن وجهة نظري أنه من الضروري أن تذهبي إلى طبيب مختص في أمراض الحساسية، وهم - الحمد لله - كثر جدا، سيقوم الطبيب بأخذ التاريخ المرضي بتفاصيل دقيقة جدا، ومن ثم يطلب منك الفحوصات اللازمة في مثل هذه الحالات، وبعدها – أي على نتائج الفحوصات ووجهة النظر الإكلينيكية للطبيب – سوف يضع لك الطبيب الخطة العلاجية الكاملة، مع الشرح المطلوب، والتحوطات التي يجب أن تتخذ في مثل هذه الحالات.

إذا حالتك في المقام الأول هي حالة جسدية، الجانب النفسي فيها ليس مهما، وفي ذات الوقت لا أعتقد أنه مرض روحاني، لكن دائما المسلم يكون يقظا وفطنا، ويحرص على صلاته ودعائه وأذكاره.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات