أعمل خارج الوطن، وأجد صعوبة في البحث عن زوجة مناسبة، هل أبقى أم أعود إلى بلدي؟

0 311

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 28 سنة، وأعمل في الخارج منذ 3 سنوات, وكانت فكرة السفر منذ البداية، هي تحسين المستوى الاقتصادي الخاص بي، حتى أتمكن من الزواج؛ نظرا لغلاء المعيشة في بلدي.

المشكلة تكمن في أنني خلال الثلاث سنوات السابقة، حاولت في كل إجازة أن أبحث عن زوجة تناسبني، وذلك عن طريق ترشيح أهلي أو أصدقائي لأكثر من واحدة، حتى يمكنني الاختيار منهن خلال فترة إجازتي، ولكن لم أوفق حتى الآن.

كل ما أخشاه، هو أن يتقدم بي العمر وأنا لا أشعر! خصوصا وأن إجازتي السنوية تكون شهرا واحدا كل سنة؛ لذلك أريد منكم مساعدتي في اختيار القرار المناسب، هل أعود إلى بلدي وعملي وأبدأ بتكثيف جهودي في الحصول على زوجة مناسبة لي، وأستقر في بلدي أم أستمر في السفر، وفي هذه الأثناء تبحث عائلتي عن الزوجة المناسبة لي، حتى يمكنني مقابلتها خلال فترة إجازتي السنوية؟

بارك الله فيكم، وجزاكم كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به، ونشكر لك الاهتمام والسؤال قبل اتخاذ القرار، ولن يندم من يستخير ويستشير، ويتوكل على ربنا القدير.

أرجو أن نؤكد لك أن الاختيار عن طريق الأهل والأصدقاء والجيران والمعارف، يعتبر أضمن وأحسن أنواع الاختيار، شريطة أن يكون الرأي النهائي لك وللفتاة؛ لأن (الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف)، ولولا اختلاف وجهات النظر، لبارت السلع، ومن هنا، فنحن ننصح بأن يستمر البحث من قبل أسرتك، وخاصة الوالدة والأخوات طوال السنة، وأنت تتابع الترشيحات، وهذا سوف يسهل عليك، ويوفر لك الوقت -بحول الله وقوته-.

لا يخفى على أمثالك أن الدين والأخلاق قواعد أساسية، وتدخل بعد ذلك الأشياء الأخرى، لكن إذا وجد الدين، فإن الأمر كما قال الشاعر:

وكل كسر فإن الدين يجبره * وما لكسر قناة الدين جبران.

يمكن بعد ذلك النظر في الجوانب الأخرى: كأسرة الفتاة، وصديقاتها، وأحوال إخوانها وأخواتها، والمفاهيم والقناعات التي عندها، وهذه الأمور تعرف بسهولة، خاصة فى الوسط النسائي، كما أن الشريعة تدعو كل طرف إلى البحث والتحري، بل وتدعو أفراد المجتمع للتجاوب لمن يبحث ويسأل بأدب، وسرية تحترم المشاعر، وتصون لكل الأطراف حقوقهم.

نتمنى أن يدرك الجميع أنه ليس عيبا في شاب أن ترفضه الفتاة، وليس نقصا فيها أن يتركها الرجل، والشريعة الغراء تقيم بنيان الأسرة على الرضا التام والانشراح والارتياح والقبول من الطرفين؛ لأن مشوار الحياة طويل، ورباط الزوجية ميثاق غليظ، والزواج مسؤولية وأطفال وعلاقات وأصهار، ورغبة في فضل الواحد القهار.

ننصحك بأن تكون واقعيا في طلبك، واعلم أن النقص طبيعة البشر رجالا ونساء، وأن ما قارب الشيء يعطى حكمه، وتقديم الدين وإرضاء الوالدين خير، وفأل حسن، والمؤمن يهرع للاستخارة إذا صعب التمييز والاختيار بين المعروض، ولأهمية الاستخارة، فقد كان النبى -صلى الله عليه وسلم- يعلمها لأصحابه كما يعلمهم السورة من القرآن، وهى طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير.

نسعد بدوام تواصلك، ونشرف بأن نخدمك ونشاركك الرأى، ونبشرك بأن الخير باق، والفاضلات كثيرات، والرجل هو صاحب القوامة، وبيده بوصلة الأسرة، والمرأة ستكون أطوع لك من بنانك ما أطعت الله، وعرفت حقوقها، ووفرت لها الأمن والحب، واتقيت الله فيها.

نوصيك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يكتب لك الخير، ثم يرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد، وطاعة رب العباد.

مواد ذات صلة

الاستشارات