أشعر بالكتمة وآلام في البطن من شدة التفكير والقلق، فما الحل؟

0 268

السؤال

السلام عليكم

أنا طالبة جامعية، أصبحت في هذه الفترة أعاني من اكتئاب شديد، وتوتر وقلق من الدراسة لا تذهب عن بالي إلا في وقت النوم، ودائما أشعر بالكتمة وآلام في البطن من شدة التفكير والقلق.

وأتذكر أسماء الأشخاص الذين تركتهم في حياتي بشكل متكرر في ذهني وعقلي الباطني، مثل: (فلانة وفلانة وفلانة وفلانة)، هل هذا وسواس أم ماذا؟ مما يسبب لي الذعر؛ التفكير فيهم.

ولا أستطيع السيطرة على نفسي في المحاضرات والامتحانات والمذاكرة، بل عند الامتحان أصاب بتوتر شديد، وألم في البطن شديد، يفقدني التركيز بسبب التفكير فيهم، فما الحل؟

تعبت جدا، فكل يوم يمر أبكي من الهم؛ لدرجة أن كل يوم أستيقظ من النوم أشعر بالضيق، وألم البطن، والهم والكآبة، وعدم الراحة النفسية، أتمنى أن يكون العلاج من غير أدوية، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا أرى أنك تعانين من وساوس حقيقية، فهذه الاجترارات والذكريات وما يصحبها من قلق دليل على أنك حساسة بعض الشيء، ولديك أيضا ميولا وجدانيا لا يخلو من الهشاشة، وربما يكون أيضا لديك القابلية والاستعداد للقلق النفسي.

أنت لست مريضة، هذا هو الذي أؤكده لك، هذه مجرد ظاهرة، ولا أريدك أبدا أن تنعتي نفسك بالاكتئاب، لا، أنت لست مكتئبة، هي مجرد عدم القدرة على التواؤم أو التكيف نسبة للقلق الذي هو جزء من البناء النفسي لشخصيتك كما ذكرت لك.

خذي الأمور ببساطة أكثر، الجئي إلى ما نسميه بالتفريغ النفسي، والتفريغ النفسي يقوم على أساس أن الإنسان يكون معبرا عما بداخله، والتعبير عن الذات لا يأتي إلا من خلال التواصل الاجتماعي الجيد، ابدئي بأفراد أسرتك، كوني متفاعلة إيجابيا، كوني متواصلة، كوني نشطة، يجب أن يكون لك حضور وبروز في أسرتك، واسعي دائما في بر والديك، وأيضا على مستوى الجامعة وزميلاتك، أكثري من التواصل الاجتماعي، وهذا قطعا سيكون ذا فائدة كبيرة بالنسبة لك.

اشغلي نفسك بأكاديميتك، واسعي في أن تكوني من المتميزات، هذا يقضي تماما على القلق السلبي، ويؤدي إلى بناء قلق إيجابي يعود عليك -إن شاء الله تعالى- بخير كثير.

أيتها الفاضلة الكريمة: تدربي على منهج من مناهج الاسترخاء، وأفضلها التنفس المتدرج، لتطبيقه: اجلسي في غرفة هادئة، ودعي محيطك يكون هادئا، تأملي في شيء جميل، أو اقرئي آيات من القرآن الكريم بصوت منخفض، أغمضي عينيك، ثم بعد ذلك خذي نفسا عميقا وبطيئا عن طريق الأنف، املئي صدرك بالهواء، اقبضي على الهواء لمدة أربع إلى خمس ثوان، ثم بعد ذلك يأتي الزفير وهو إخراج الهواء، والذي يجب أن يكون قويا وبطيئا وعن طريق الفم.

كرري هذا التمرين خمس مرات متتالية بمعدل ثلاث مرات في اليوم، سوف تجدينه مفيدا ومفيدا جدا، وتمارين الاسترخاء التي تسبق النوم وتكون قبل أذكار النوم دائما فيها فائدة وخير كثير جدا للإنسان، والنوم المبكر أيضا سيكون ذا فائدة كبيرة جدا بالنسبة لك.

إذا هذا هو الذي أنصحك به، ولا أعتقد أنك في حاجة لعلاج دوائي، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات