يعاودني القلق والخوف مع أني مستمر في العلاج

0 344

السؤال

بداية أشكر العاملين في هذا الموقع، وأسأل الله أن يجعل ما يقومون به من خدمة للناس في ميزان حسناتهم.

أرجو أن يكون صدركم رحبا بما أود طرحه؛ لأني سأكثر الأسئلة.

منذ ما يقارب الأربع السنوات أصبت بنوبة هرع، ووسواس الخوف من المرض، والموت، ثم بعد ذلك أصبت برهاب الساحة، والخوف من المجهول، وكنت قد أخذت في هذه الفترات دواء باكسيل 25 مع سيريكويل 25، وعندما أشعر بالتحسن بعد 4 أشهر أتوقف عن تناول الدواء من تلقاء نفسي، ولم تأتني نوبة فزع في هذه الفترة الممتدة منذ 4 سنوات، إلا أنني دائم التفكير بها، وعندما أفكر بها أصاب بمغص وارتعاش، وأحيانا أشعر بأني شفيت تماما.

منذ عام قررت ألا أنقطع عن العلاج من تلقاء نفسي، وأن أستمر المدة المطلوبة التي يقررها الطبيب، ولكن وخلال هذه الفترة أصبت بانتكاستين.

علما أني كنت مستمرا في العلاج على الباكسيل25 دون السيريكويل، ولكن أخف حدة من الأعراض السابقة تأتي على شكل خوف من المجهول، ووسواس في أني سأرجع لحالتي القديمة، وأبدأ بالتفكير هل سأستطيع الذهاب إلى هنا، وإلى هناك بمفردي.

علما أني عندما أشعر بالتعافي لا تأتيني، ولا أشعر برهاب الساحة، ولكن عندما يعاودني القلق أشعر بهذا الخوف والقلق والضجر، وأن الوقت طويل، منذ 6 أشهر قررت أن أستبدل الطبيب بسبب بعده عن منطقتي، فتواصلت مع طبيب قرب عملي، قابلته وكانت قد حدثت لي انتكاسة في هذه المدة، فقررت أن أستمر على باكسيل 25، وأن أضيف إليه سيركويل 25 ليلا، وزولفت 50، وبالفعل بعد شهر أحسست بأني قد شفيت تماما فتوقفت عن السيركويل 25، ولم أنقطع عن الدواء باكسيل 25، وزولفت 50، ولكن منذ ما يقارب الـ 15 يوما بدأت عوارض الخوف والقلق تعاودني، وأرشدني أحد الإخوة أن أذهب إلى راق، وكانت المصيبة أن أخبرني بأن بي مسا مما جعلني أتوتر زيادة.

ما أعاني منه الآن على النحو التالي: خوف داخلي مع رعشة داخلية + أتنقل من فكرة مخيفة إلى أخرى مثال ذلك: لماذا أصبت بانتكاسة؟ وهل سأبقى هكذا؟ هل سأعود لحالتي الأولى بعدم استطاعة الذهاب لوحدي؟ ضجر وحزن، والشعور بأن الوقت طويل، يمنعني ما أمر به من الاهتمام الجيد بأطفالي، عندما أستيقظ صباحا أحس بأني متوتر ولا أستطيع البقاء في الفراش، وسواس الخوف من نوبة الهرع، مع العلم بأني قرأت عنها كثيرا، ولم تأتني منذ أربع سنوات، وسواس الخوف من الموت والنوم.

راجعت الطبيب، فطلب مني أن أعود إلى السيريكويل، ولكن هذه المرة بجرعة 50 قبل النوم، وبالفعل بدأت منذ ثلاثة أيام بهذه الجرعة.

ما أود معرفته سأختصره في الأسئلة التالية:

1. لماذا تعاودني الانتكاسة مع أني مستمر على الدواء؟

2. هل سأبقى هكذا طول العمر؟

3. هل الرزمة العلاجية صحيحة؟

4. ما هو عمل السيريكويل؟

5. لماذا أحيانا أمر بـ 4 أو 5 أشهر أرى أني شفيت تماما، ثم بعدها أشعر بأني أتراجع؟

6. هل الاستمرار مدة على الدواء يفقده فعاليته؟ أعترف بأن الحالة الآن أفضل من وقت عدم أخذ العلاج.

7. عندما يعاودني الخوف والقلق أبقى أتابع على الإنترنت من حالهم كحالتي؛ حتى أشعر بشيء من الطمأنينة، فهل فعلي صحيح؟

8. هل فعلا أن ما أمر به عبارة عن مس؟

9. حالة الخوف والرعشة الداخلية ما هو تفسيرها؟ مع العلم أني أعاني حزنا مما أنا فيه، أشعر برغبة في البكاء. وهل هناك دواء يساعدني على الطمأنينة والشعور بالاسترخاء؟ قرأت عن الفولانكسول بأنه جيد لهذه الحالات, فهل يمكن إضافته لهذه الرزمة العلاجية؟

10. ما هي التسمية الحقيقية لما أمر به؟

عذرا على الإطالة، ولكن يعلم الله ما أمر به، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

كما قلت وتفضلت: إن لديك مخاوف ذات طابع وسواسي، وربما يكون الأمر قد بدأ معك بالفعل نتيجة لنوبة فزع أو هرع، ويعرف عن هذه الحالات أنها تنتهي بالإنسان بأن يكون متوجسا ويصاب بما يعرف بالقلق الافتراضي أو التوقعي، لذا تجد أنه دائما يكون هنالك نوع من الخوف من المستقبل، وأن هذه الأعراض سوف تستمر، هذا ليس صحيحا أيها الفاضل الكريم.

حالتك من حيث التشخيص هي كما ذكرت لك بالفعل: تحوم حول القلق الاكتئابي الوسواسي البسيط، وهذه ليست مسميات متعددة، إنما هو مسمى واحد، وربما يكون لك أو عندك درجة بسيطة جدا من تقلب المزاج، لذا تأتي وتذهب هذه الأعراض، لكنك قطعا لم تصل إلى الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، فحالتك إذا اعتبرها ظاهرة وليست مرضا، ويجب أن تنطلق من هذا المبدأ.

الانتكاسة تعاودك – أيها الفاضل الكريم – نسبة لأنك لا تفعل الآليات العلاجية السلوكية، اعتمادك كله على الدواء، فيجب أن تعتمد على التفكير الإيجابي، أن تكون مثابرا، أن تنظم وقتك بصورة صحيحة، أن تضع خططا مستقبلية، وتضع الآليات التي توصلك إليها، ممارسة شيء من الرياضة، الحرص على التواصل الاجتماعي... هذه كلها علاجات تمنع الانتكاسة، قطعا لن تبقى هكذا طوال العمر، وأنت أصلا لست مريضا كما ذكرنا لك، إنما هي ظاهرة.

الرزمة العلاجية صحيحة جدا، السوركويل رائع ومتعدد الاستعمالات حين أوتي به، وقيل إنه علاج لمرض الفصام، وهذا يتطلب جرعة كبيرة، ستمائة مليجرام في اليوم أو أكثر، لكن بعد ذلك اتضح أنه مثبت ممتاز ومحسن للمزاج، وبجرعات صغيرة من خمسة وعشرين إلى مائة مليجرام يعطى كمزيل للقلق والتوتر ومحسن للنوم، ومدعم لمضادات الاكتئاب، وأعتقد أن هذا هو النهج الذي انتهجه طبيبك، وأنا أؤيده في ذلك كثيرا.

الإجابة على سؤالك الخامس قمت بذلك، وأرى أن هذه التأرجحات تأتي من خلال أنك لم تفعل الآليات السلوكية.

سادسا: الأدوية لا تفقد فعاليتها من هذا النوع؛ لأنها ليست لديها خاصية التحمل، أو الإطاقة مثل التي نشاهدها في الأدوية مثل: البنزوديزبينات (Benzodiazepines) والتي على رأسها عقار الفاليم المعروف.

السادسة والسابعة: لا نحرمك أبدا من المعرفة، المعرفة هي رأس الأمر، لكن ليس كل ما يكتب في الأنترنت عن الأمراض صحيحا، كما أن قراءتك لتجارب الآخرين ربما تؤدي إلى نوع من التماهي والإيحاء السلبي، اجعل تواصلك مع طبيبك، واجعله يكون مؤسسا على المعرفة الصحيح والعلم الرصين.

ثامنا: لا أعتقد أنك تمر بمس، لكن كن حريصا على الرقية الشرعية، وأذكار الصباح والمساء، والصلاة يجب أن تكون في وقتها.

السؤال التاسع: الحالة هي بالفعل مكونة من قلق وتوتر ومخاوف، وكما ذكرت لك شيء من تقلب المزاج، وهي ظاهرة، لذا هذه الأعراض التي تأتي تصب في هذا النطاق.

الفلوناكسول: لا داع له؛ لأنك تستعمل السوركويل، وهو دواء رائع جدا. تمارين الاسترخاء وممارسة الرياضة لا شك أنها إضافات عظيمة جدا، فاحرص عليها.

السؤال العاشر: قد أجبت عليه، وأقول لك: بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب، وكل عام وأنتم بخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات