حاولت تكوين صداقات وأشعر بالرفض.. فلماذا يرفضني الأصدقاء؟

0 218

السؤال

أنا شاب عمري27سنة، أعاني من اكتئاب مزمن، وإحباط، وأعاني من وسواس قهري فكري، كذلك أعاني من الرهاب الاجتماعي، وأشعر بالرفض من الآخرين، حاولت كثيرا تكوين صداقات، لكن للأسف تفشل أو أتعرض للخيانة، ومن هنا أصبت بالرهاب والخجل.

لا يوجد لدي أصدقاء، وأرى الناس حولي في العمل يتعارفون ويتزاورون، فأقوم بالتواصل معهم، لكن لا أجد منهم قبولا أو معاملة بالمثل، فأصبحت وحيدا كئيبا، ووزني 125 كيلو فكرت بأخذ السيروكسات إلا أنه يسبب زيادة الوزن، فما العلاج المناسب؟

لا أريد علاجا يسبب النعاس، كما أني أريد أن أعرف سبب رفض الآخرين لي على مدى سنوات عمري، دائما أبحث عن الناس، ولا أحد يبحث عني إلا في وقت مصالحهم.

وشكرا لتجاوبكم معي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ س.م حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأول ما أبدأ به: لا أريدك أبدا أن تعتقد أنك مصاب بأمراض متعددة، أو تشخيصات عدة (القلق، الاكتئاب، الخوف، الوساوس القهرية) هذه متداخلة جدا، وكلها تقوم على مبدأ ما يسمى بالقلق الاكتئابي، فحالتك حالة واحدة، والذي يظهر لي أنها بسيطة، لكن الإشكالية الرئيسية أنك تقدر ذاتك تقديرا سلبيا، وهذا هو الذي يجعلك تشعر بأنك مرفوض من قبل الآخرين، هذه مشاعر كاذبة، مشاعر ليست صادقة، وأول نقاط العلاج هي أن تتوقف عند هذه النقطة، فأنت لست أقل من الآخرين، أنت لست بمرفوض، هذه انطباعات فكرية معرفية سلبية، والإنسان إذا لم يقتلع الفكر السلبي يسبب إشكالية كبيرة جدا، فأرجو أن تفهم ذاتك، أرجو أن تكون أكثر ثقة في ذاتك، لا تكن حساسا حول التعامل مع الآخرين.

وهناك أمور – أيها الفاضل الكريم - تساعد الإنسان على الثقة في نفسه:
أولا: المهارة الاجتماعية، مهارة السلام على الناس، ديننا يحثنا على أهمية السلام (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) تبسمك في وجه أخيك صدقة، {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها}، هذه فنيات اجتماعية بسيطة جدا، من المهارات التي تبني لك قبولا عند الآخرين.

ثانيا: القيام بالواجبات الاجتماعية إن سمعت بمريض فاذهب لزيارته، ففيها أجر عظيم وتطور اجتماعي كبير، إن سمعت بفرح وعرس، وزواج، أو مناسبة طيبة اذهب إليها، الأتراح والأحزان والجنائز كن من السابقين إليها، زيارة أرحامك، الجيران، التعرف على المصلين في المسجد، ويجب أن يكون لك بروز وحضور حقيقي في أسرتك، كن مساهما فيما يطرأ على الأسرة، مساعدات إيجابية، مساعدات مادية، ترتيب الشأن الأسري، هكذا يبني الإنسان نفسه، وهكذا يبني الإنسان ذاته، وهكذا الإنسان يبني مجده، فكن على هذا النسق.

هذا هو الذي تحتاجه، وأنا أريدك أن تأخذ ما ذكرته لك كمفهوم فكري جديد، تجعله هو نبراسك في هذه الحياة، فضع خططا مستقبلية تقوم على التفاؤل، والأمل، والرجاء، مع الأخذ بالأسباب تامة، طور نفسك وظيفيا من الناحية المهارية، وكذلك من الناحية الفكرية.

أيها الفاضل الكريم: لا بأس أن تتناول عقار بروزاك/فلوكستين، أعتقد أنه سيكون إضافة علاجية جيدة جدا، لا يزيد الوزن، يعالج القلق والوساوس والاكتئاب والخوف، والجرعة هي كبسولة واحدة في اليوم، تتناولها بعد الأكل لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها كبسولتين يوميا – أي أربعين مليجراما – استمر عليها لمدة خمسة أشهر، ثم اجعلها كبسولة واحدة يوميا لمدة خمسة أشهر أخرى، ثم كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات