هل هناك حل لأتخلص من ظنوني وشكي في الآخرين؟

0 268

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة، أبلغ من العمر 25 سنة، أعاني من الضيق الشديد عندما أشاهد شخصا يضحك أو يبتسم أو ينظر إلي، سواء من أقاربي أو أصدقائي، أو حتى الغرباء.

وعندما ينظر إلي شخص؛ يتبادر إلى ذهني أنه يسخر مني، وعندما أسمع أشخاصا يتحدثون في أي قضية أشعر بأني المقصودة، وأنهم يسخرون مني، وعندما أقرأ بعض المواضيع على النت؛ أشعر بأنهم يتكلمون عني، وأصاب بالألم الشديد.

وبسبب هذه الحالة تركت العمل، واستجمعت قواي مرة أخرى، وعدت إليه، ولكن عادت نفس المعاناة، أتألم وأكتئب وأمتنع عن الطعام والشراب، فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ nada حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

هنالك مجموعة من الحالات للأمراض النفسية تسمى بالأمراض الشكوكية أو الظنانية، وتسمى باللغة العربية الفصحى بالأمراض الزوارية، هي مجموعة من الحالات التي يكون الشك فيها مسيطرا على الإنسان، ويكون الارتياب شديدا جدا، وسوء تأويل، وسوء تفسير، وهذا المرض قد يكون شديدا، وقد يكون خفيفا جدا، وأعتقد أن حالتك هي من الحالات الخفيفة.

إذا أنت تعانين من حالة ظنانية أراها بسيطة، وأعتقد أنها مرتبطة بشخصيتك أكثر مما هي مرض ذهاني أو عقلي.

فيا -أيتها الفاضلة الكريمة-: صححي مفاهيمك، حقري هذه الأفكار، أحسني الظن بالناس، وأكثري من الاستغفار والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فهذا يفيدك كثيرا، وأيضا انخرطي في أي عمل اجتماعي أو خيري، تساعدين من خلاله الضعفاء، فهذا يجعلك أكثر طمأنينة للتفاعل الاجتماعي مع الناس.

وإن اشتد عليك الأمر، وكان فوق طاقتك، اذهبي إلى الطبيب النفسي، والذي سوف يقوم بعمل اختبار يعرف باختبارات الشخصية، ومن ثم يحدد إن كان لديك ما يعرف بالشخصية البارونية أو الشخصية الزوارية –وهي الشخصية الشكوكية كما ذكرت لك–، وفي هذه الحالة سوف يتم إعطائك أحد الأدوية البسيطة جدا، أدوية في الأصل هي مضادة للشكوك والظنان، وأنت تحتاجين لجرعة صغيرة جدا من أحد هذه الأدوية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات