تعتريني وساوس بأن الحياة غير حقيقية ولدي رعشة في الأصابع والرقبة.. أريد الخلاص؟

0 243

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب أبلغ من العمر 23 سنة، بدأت حالتي منذ سنتين عندما أصابتني حالة من هلع الخوف من الموت، والإحساس بضيق التنفس، وسرعان ما تغلبت على هذه الحالة لتأكدي من تفاهتها، ولكني مررت بفترات فراغ، وتوتر كبير، وتطور الأمر إلى الإحساس بالاكتئاب، والوساوس القهرية تغلبت على معظمها، آخرها أني تراودني فكرة أن الحياة غير حقيقية، فراجعت طبيبا نفسانيا نصحوني به، فوصف لي دواء سولوتك، واسمه العلمي (سرترالين) 100مغ.

علما أني أتناول الدواء منذ 27 يوما، وبصراحة أحس بتحسن جيد بنسبة 70%، وتلاشي معظم الوساوس، وحالة الكآبة التي كنت أمر بها جراء هذه الوساوس، لكني لم أصل إلى حالة السعادة المرجوة كما كنت في الماضي قبل هذا الابتلاء، لكن هناك راحة نفسية لا بأس بها، وتتحسن مع مرور الأيام.

حالة الوسواس بأن الحياة غير حقيقية لم تتلاشى كليا، ففي بعض الأحيان تتأتي تلك الفكرة إلى خاطري، وأنها ستراودني مدى حياتي، وهي مزعجة جدا، كما أنني أحيانا أعاني من رعشة طفيفة في الأصابع، أو الرقبة، وعدم راحة في خدي الأيسر، فهل هذا عرض لمرض خطير لا قدر الله؟ وهل علي أن أرفع الجرعة إلى 150مغ للإحساس بتحسن أكبر، والإحساس بالسعادة مجددا، وتلاشي الوسواس؟

أرجو منكم نصحي وإدلائكم بتشخيص وتقييم حالتي حسب خبرتكم العالية، وأرجو مدي ببرنامج علاجي أتبعه، وذلك لثقتي الكبيرة بكم والبعد الكبير لمكان إقامتي عن عيادة الطبيب.

شكرا جزيلا، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد الطائي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالحمد لله حالتك طيبة وجيدة، وأن تصل إلى تحسن بنسبة سبعين بالمائة خلال أربعة أسابيع هذا أعتبره أمرا ممتازا جدا للرزمة العلاجية.

الوساوس – أخي الكريم – تقهر من خلال تحقيرها، وعدم مناقشتها، وفعل ما هو ضدها، وكثير من مرضى الوساوس يكون لديهم عسر في مزاجهم، وأنت وصفته بعدم الشعور بالسعادة، أخي الكريم: الإحساس بالسعادة يأتي، والإحساس بالرضا ربما يكون أفضل من الإحساس بالسعادة، وهذا يتأتى من خلال الشعور بالتفاؤل، من خلال عمل الطاعات، أن تكون الصلاة في وقتها، كثرة الذكر والدعاء، تلاوة القرآن، صلة الرحم، بر الوالدين، أن تكون نافعا لنفسك ولغيرك... هذا – يا أخي الكريم – هو الأساس الحقيقي الذي يجلب لنا السعادة.

الجرعة الدوائية التي تتناولها – وهي مائة مليجرام – من السيرترالين أعتقد أنها كافية جدا، لكن من الممكن أن تدعمه بعلاج دوائي آخر وهو (دوجماتيل)، والذي يسمى علميا باسم (سلبرايد) تناوله بجرعة خمسين مليجراما صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم خمسين مليجراما صباحا لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله، لكن استمر على السيرترالين كما هو.

لا أعتقد أن هناك داع لترفع جرعة السيرترالين إلى مائة وخمسين مليجراما.

أيها الفاضل الكريم: كما ذكرت لك اجعل حياتك مفعمة بالتفاؤل، وكن نشطا، وأحسن إدارة وقتك... هذا كله يزيل عنك هذا الذي تعاني منه، ويشعرك -إن شاء الله تعالى- بالسعادة المرجوة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات