تنتابني حالة ضيق وقلق وخوف وأرق 3 أيام كل 3 أسابيع.. أفيدوني

0 322

السؤال

نشكركم على ما تقدمونه من خدمات جليلة جعلها الله في ميزان حسناتكم، وجزاكم الله كل خير.

أنا رجل متزوج، وبعمر53 سنة, طبيعتي عصبي المزاج، وحساس وعاطفي.

شاء الله العلي القدير منذ حوالي 12 سنة أن اصاب بمرض في الاذن يسمي (مرض مينيير Ménière's disease) حيث أصبت بدوخة شديدة ودوران وترجيع, وخلال فترة التردد على الأطباء والتحاليل والأشعات لتشخيص المرض، أصبت بحالة من الخوف والهلع الشديد ظنا أن يكون الورم في الرأس، وشعرت بضيق حاد في الصدر، وحرارة في اليدين، والرجلين والظهر والرقبة وإسهال مستمر مع عدم الرغبة في الأكل، وعدم القدرة على النوم، وأصبحت أعاني من حالة قلق حاد، ووسواس قهري، وشعور بالخوف، وتأنيب ضمير.

انقلبت حياتي رأسا على عقب، وتغيرت كل طباعي وعادتي، وتحولت إلى إنسان متشائم كئيب، وفقدت كل متعة في الحياة، أو رغبه في العمل، أو الاختلاط بالناس، وأصبحت انطوائيا محبطا ومتشائما وخائفا.

ذهبت إلى طبيب نفسي، وتم تشخيص الحالة على أنها خوف ورهاب أدى إلى حالة اكتئاب حاد، ووصف لي الدواء ( سيروكسات Seroxat 20mg ) بجرعة ثلاث حبات يوميا، وشعرت بالتحسن مع العلاج، وقويت صلتي بالله بالصلاة والدعاء، وتماثلت للشفاء بفضل الله بعد حوالى تسعة أشهر، وأوقفت العلاج، ورجعت حياتي بشكل طبيعي.

للأسف بعد حوالي شهرين إثر مرض أحد أبنائي عادت حالتي من جديد بنفس الأعراض، فرجعت للطبيب، وقال: إنها حالة انتكاسة، ووصف لي دواء (سيروكسات) مرة أخرى بنفس الجرعة، إضافة إلى دواء (ليزنكسيا 10 مليجرام) LYSANXIA 10 mg) ) ثلاث حبات يوميا، ثم تتناقص تدريجيا نصف حبة كل ثلاثة أشهر، وتوقفت عن تناولها، واستمرت جرعة (سيروكسات)، وشعرت بالتحسن مع العلاج، وعدت إلى حياتي الطبيعية، واختفت أغلب أعراض المرض ما عدا ضيق الصدر لسماع أي خبر سيء، واستمررت في العلاج رغم ضيق الصدر، الذي لم يتمكن الدواء من القضاء عليه لسنوات بنفس الوضع.

لم أتوقف عن الدواء إلا منذ حوالي سنة، وحاليا رجعت حياتي العملية، -والحمد لله- تسير بشكل طبيعي، ولكني بشكل عام لا أشعر بالاستمتاع بالحياة، بل تأتيني حالة ضيق الصدر كل فترة ولمدة ثلاثة، أو أربعة أيام مما يسبب لي حالة من القلق، وعدم القدرة على النوم بشكل جيد، ويصبح الخوف يملئ نفسي وعقلي من توقع المرض والمصائب، وفقدت الاطمئنان والأمان، ولم أعد أطيق سماع الأخبار السيئة، فأصبحت متشائما ومتقلب المزاج، وأضخم كل مشكلة وعصبي وشديد الغضب لأتفه الأسباب، وتأتيني هذه الحالة كل ثلاثة أسابيع تقريبا، فأتناول دواء( ليزنكسيا) حبة يوميا، لمدة يومين، أو ثلاثة إلى أن تختفي الأعراض التي أشعر بها، ثم أتوقف عن تناوله.

السؤال -يا دكتور- هذه حالتي بين يديك، أرجو إفادتي بالعلاج المناسب، والمدة المطلوبة للتماثل للشفاء.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد التواب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

استجابتك للأدوية ممتازة جدا، وأعتقد أن الذي تحتاجه هو الدعم والتدعيم السلوكي، وذلك بمعنى أن تحسن إدارة وقتك، أن تجعل لحياتك أهدافا واضحة، وتضع الآليات التي توصلك لهذه الأهداف، أن تمارس الرياضة باستمرار، وأن تكثر من التواصل الاجتماعي، ولا تتردد كثيرا على الأطباء.

أعتقد أن هذه الثوابت مهمة جدا، تؤدي لدرجة ممتازة جدا من التأهيل النفسي.

والدواء – أخي الكريم – لا مانع من أن تتناوله، ويمكن أن تتناوله بجرعة صغيرة لفترة أطول، وتناول الأدوية عند اللزوم أو عند الحاجة فقط هذا ربما يؤدي إلى نوع من الخلل في مسار الموصلات العصبية، خاصة مادة السيروتونين والنورأدرينالن، وهي المواد الرئيسية في الدماغ التي تتحكم في المزاج.

تناول الدواء بصورة غير منتظمة قد يؤدي إلى ما يعرف بالإطاقة، أو التحمل، وهو نوع من التبلد الذي يصيب الموصلات العصبية، ولا يجعلها تفرز المواد الكيميائية بانتظام.

فيا أخي الكريم: الذي أنصحك به هو أن تتناول جرعة وقائية، والجرعة الوقائية دائما هي نصف الجرعة العلاجية، شاور طبيبك في هذا الموضوع، وحتى لو تناولت الدواء لمدة سنتين أو ثلاث، هذا لا بأس به أبدا.

القلق والتوترات النفسية وكذلك الاكتئاب مثلها مثل الأمراض الأخرى، مثل الضغط والسكر وخلافه، وأعتقد أنك بعد كل هذه السنين -الحمد لله- تعالى توائمت وتكيفت مع ظرفك النفسي الصحي، وتستطيع أن تعرف الأشياء التي تؤدي إلى عسر في مزاجك والأشياء التي تزيل عنك الكدر، هذا أنت مدرك له، وأرجو أن تستفيد من هذه الخبرة.

أخي الكريم: دائما التفاؤل يجب أن يكون هو شعارك، هذا يجعلك تستمتع بالحياة، وابحث عن الرضا؛ لأن الرضا أجمل، والرضا درجة تفوق السعادة من وجهة نظري، واسع دائما في عمل الخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكن متواصلا مع أرحامك، وقم بزيارة المرضى. هذا كله فيه خير كبير جدا لك.

الضيقة التي تأتي في الصدر غالبا تكون متولدة من الكتمان، أو طاقات نفسية سلبية، لذا نقول ممارسة الرياضة، وتمارين الاسترخاء، والتعبير عن الذات، كل ما يدور في وجدانك يجب أن تعبر عنه؛ لأن هذا فيه تفريغ نفسي مفيد جدا، يجعل محابس النفس في وضع ممتاز.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات