أوسوس في الصلاة بأني أرتاح منها وليس أرتاح بها فأعيدها، كيف أصل لليقين فيها؟

0 281

السؤال

السلام عليكم

أنا في الصلاة أحيانا يوسوس لي الشيطان بأني لا أريد الصلاة، وأني أريد أن أرتاح منها وليس أرتاح بها وهكذا، وفي بعض المرات أعيد الصلاة لأن ضميري يؤلمني، وأنا لا أريد هذا الحال، أريد اليقين بأن أعرف أن صلاتي صحيحة، وأني أريد أن أرتاح بها، فكيف أخشع؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك - ابنتنا الكريمة - في استشارات إسلام ويب.

اهتمامك – أيتها العزيزة – بصحة الصلاة وحرصك على أن تخشعي فيها أمر في غاية الأهمية، ونحن نشجعك على هذا السلوك، ونتمنى لك - بإذن الله تعالى - أن تصلي إلى ما ترومين وتقصدينه.

وصحة الصلاة مرتبطة بالقيام بأركانها وتحقيق شروطها، بأن تصلي في الوقت لا قبله، وأن تتطهري طهارة البدن والثياب من الأحداث والأنجاس، بأن تتوضئي وتكون ثيابك طاهرة وكذلك بدنك والمكان الذي تصلين فيه، واستقبال القبلة، فهذه شروط تسبق الصلاة، ثم تأتين بالصلاة مستكملة الأركان، بأن تنوي الصلاة التي تصلينها، وتعينينها هل هي ظهر أو عصر؟ ثم تؤدين باقي الأركان: القيام في صلاة الفريضة، وقراءة الفاتحة – عند كثير من العلماء – ولو كنت خلف إمام، والركوع باطمئنان، ثم الرفع من الركوع باطمئنان، ثم السجدة الأولى باطمئنان، والسجدة الثانية باطمئنان، والجلوس بينهما باطمئنان، وهكذا تفعلين في الركعات الباقية، والجلوس للتشهد الأخير، وقراءة التشهد، ثم الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم السلام.

وموقعنا مليء بالفتاوى التي فيها بيان كيفية الصلاة وأركانها وشروطها، فندعوك إلى قراءة هذه المباحث من التصفح الموضوعي في مركز الفتوى.

أما الخشوع في الصلاة فإن ذلك يحضر - بإذن الله تعالى - إذا جاهدت نفسك على التفكر في أقوال الصلاة وأفعالها، فتفكرين حال قيامك في الوقوف بين يدي الله تعالى، ومعاني الكلمات التي تقرأينها، وفي الركوع بالتواضع لله تعالى والخضوع له، ومعاني الكلمات التي تقولينها في الركوع، وكذا الحال في السجود، فاستحضار القلب والتفكر في أقوال الصلاة وأفعالها يستجلب به الخشوع، ومن أسباب الخشوع أيضا قطع الشواغل قبل الدخول في الصلاة، فإذا كنت مشغولة بأمر يمكن إنهاؤه قبل الصلاة فهذا ينبغي أن تفعليه، فقد نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الصلاة والإنسان يدافع الأخبثين (البول والغائط) وعن الصلاة بحضرة الطعام للجائع، ونحو ذلك، فينبغي للإنسان أن يبتعد عن الأسباب التي تشغله حال صلاته.

واحذري كل الحذر من وساوس الشيطان بأنك لم تصلي صلاة خاشعة، أو غير ذلك حتى يكره إليك الصلاة ويبغضها إليك، فهذا من كيده ومكره، فاحذري كل الحذر من الاستجابة له، فإنك وإن صليت صلاة ناقصة الخشوع فإن ذلك أرضى للرحمن سبحانه وتعالى من أن تتركي الصلاة، بلا شك ولا ريب، فاحذري من مكائد الشيطان والوقوع في شباكه، فداومي على الصلاة على أية حال كانت، ولكن جاهدي نفسك بقدر الاستجابة للخشوع فيها، والقيام بها على الوجه الذي شرعه الله.

نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يأخذ بيدك إلى كل خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات