ابنتي تتعلق بالأشياء التي تحبها ولا تفارقها حتى عند النوم، فما دلالة ذلك؟

0 256

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ابنتي عمرها 3 سنوات ونصف، شديدة الذكاء، وتتعلق بالأشياء كثيرا، وكل يوم تجد شيئا في المنزل يلفت نظرها ويعجبها؛ تأخذه وتبقيه بيدها طول اليوم، حتى عند النوم لا تفارقه، وهكذا حتى يلفت نظرها شيء آخر وتتعلق به من جديد.

أيضا تأخذ من أغراضنا وتخبئهم بخزانتها، وخاصة أغراضي، وعند سؤالنا عن هذه الأغراض: أين هي؟ تركض وتحرس خزانتها؛ لكي لا نكتشفها، مع العلم أني لا أنهرها أو أضربها، ودائما أقول لها: إنك لو طلبت مني هذا الشيء لأعطيتك إياه.

أريد أن أعرف منكم لماذا تتصرف هكذا؟ هل هذا يدل على نقص حنان واهتمام، أو لتلفت أنظارنا إليها؟ وما الحل؟

أرجو إفادتي، ولكم جزيل الشكر، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رهف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا على هذا الموقع بهذا السؤال.

ومن من الناس لا يحب امتلاك الأشياء، فهذه فطرة في الإنسان، وكما في الحديث (لو كان عنده واد من ذهب لتمنى أن يكون واديان).

تتنوع الصفات النفسية والسلوكية عند الأطفال، وتختلف شدة هذه الصفات من طفل لآخر، فطفل أكثر انطواء، بينما الآخر يميل للاختلاط بالآخرين، وآخر يميل لتقديم ما في يده للآخرين، بينما طفل آخر يحب الاحتفاظ بما لديه... وهكذا، فالناس أنواع وأشكال، وفي كل خير.

قد لا تشير هذه الصفة القوية عند هذه الطفلة الذكية للحرمان العاطفي، ولكن ربما هناك ما يقلقها في حياتها، سواء مشكلة في البيت، أو خارج البيت، فالطفل القلق عادة يمكن أن يطمئن نفسه عن طريق التعلق ببعض الأشياء المادية، كما يحصل معكم، وربما أخذها لبعض حاجياتك مؤشر على حاجتها للتعلق بك أكثر وأكثر.

حاولي أن تقضي معها وقتا أطول، وقوما معا ببعض الأعمال، أو الألعاب المسلية؛ مما يمكن أن يدخل الاطمئنان لنفسها، وتشعر من خلال قضاء الوقت هذا إلى أنك متواجدة معها ولها، وليس لأحد آخر.

لا أدري هل هناك أطفال آخرون في حياتكم؛ بحيث تغار عليك منهم، وتريد أن تحتفظ بك لنفسها؟

اطمئني، فلن يترك هذا السلوك على طفلتك عواقب ومضاعفات غير مناسبة، ومعظم الأطفال بهذه الصفة ينمون ويتجاوزون هذه المرحلة، وإن بقي عندهم شيء من حب التملك، وليس هذا بالضار عموما.

أرجو أن يكون في هذا ما يعين، ولا بأس -أيضا- من قراءة كتاب أو كتب في تربية الأطفال.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات