أصبت بصدمة وذهول بسبب رؤيتي لطفلتي تمارس العادة السرية .. ما توجيهكم؟

0 483

السؤال

السلام عليكم

يا إخوتي عندي مشكلة كبيرة أرقتني وأتعبتني نفسيا لدرجة أنها أثرت على حياتي كلها وعلاقتي مع ابنتي، بدأت المشكلة منذ سنتين، مع العلم أن ابنتي عمرها الآن 6 سنوات، كنت نائمة، واستفقت فجأة وجدتها تحك وبشدة مكان عفتها، وكانت تعاني وقتها من مشكلة الديدان، فأخذتها لدكتور، وكنت أفسر ذلك على أساس حكة ناتجة عن ديدان، وطلبت منها أن توقف هذه الحركة، وفي حالة تكون عندها ديدان تعلمني لاستعمال الدواء، لكنها كانت تعاود الحكة عندما تكون لحالها، وتفطنت لذلك وضربتها على ذلك بشدة.

ومنذ أسبوع كنت نائمة في القيلولة، وانتبهت من النوم لأفاجئ بابنتي تنام على بطنها وتحك منطقة عفتها، وتحرك ساقيها فانصدمت لهول المنظر، ولم أضربها، لكني حاولت أن أفهم منها لماذا تفعل ذلك، رغم أني متأكدة أنها لا تعاني من الديدان، فأخبرتني أنها تلعب رغم أني أحسست أنها تتلذذ بفعل ذلك.

صرت أعيش في دوامة، أفيدوني أعانكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم - يا عزيزتي- لقد عرفت صغيرتك طريقها إلى ممارسة العادة السرية, فالحكة الفرجية هي أحد الطرق ( بل أكثرها شيوعا )، يمكن من خلالها أن تتعرف الفتيات الصغيرات على مثل هذه الممارسة القبيحة, وكثير من الفتيات والنساء ممن يمارسن العادة السرية, لا يذكرن كيف بدأت معهن هذه الممارسة, ولا كيف تعرفن عليها, بل ويجهلن أصلا بأنهن يمارسن ما يسمى بـ( العادة السرية ).

ومن الجيد بأنك قد تنبهت لطفلتك في هذه المرحلة, وأدعوك للتصرف بحكمة وهدوء, فصغيرتك لا تدرك ماذا تفعل, فهي تلهو بهذه الممارسة كما تلهو بأي لعبة أخرى تجلب لها المتعة والسعادة, وعليك التعامل مع هذه المشكلة من هذا المنظور, حتى لا تكبر المشكلة ويصعب التخلص منها.

وأنصحك في البدء بالتحدث إلى صغيرتك بلغة واضحة وبسيطة, وأن تشرحي لها بأن تلك المنطقة من الجسم, هي منطقة خاصة يجب عدم العبث بها, فكما لا يجوز أن ندخل أيدينا ونلمس حدقة العين مثلا؛ لأن في ذلك خطرا كبيرا عليها, كذلك يجب عدم لمس تلك المنطقة، أو العبث فيها؛ لأن في ذلك أيضا خطر وضرر.

وقربي لها الأمر عن طريق اطلاعها على صور مبسطة ( يمكن على شكل رسوم ) توضح لها كيف أن الحك وملامسة المنطقة من الممكن أن يتسبب في نقل الميكروبات, ثم تكاثرها في تلك المنطقة مما سيسبب لها الألم والحكة والحرقة وغير ذلك.

وذكريها بأنها عندما كانت تتألم ولا تنام جيدا من الحكة, فإن السبب كان من مثل هذه الميكروبات والديدان, وأنها إذا استمرت بالعبث بالفرج, فإن الحالة ستعود لها ثانية, واستغلي الفرصة واذكري لها بعض الأشياء التي تعرفين بأنها تخشى حدوثها, أو تخشى فقدانها كان تقولي لها مثلا بأنها حينما ستصاب بالحكة, فإنها لن تكون قادرة على الذهاب معك إلى السوق، أو إلى الألعاب, وستضطر إلى البقاء في البيت لفترة طويلة لتناول العلاج, وهكذا ابتكري ما تشعرين بأنه يجعل من ملامسة طفلتك لمنطقة الفرج يرتبط بذهنها بشيء أو حدث لا تحبه, فهذا سيبعد الممارسة عن تفكيرها, بل وسيجعلها تنفر منها.

وإذا استمرت في هذه الممارسة, فأنصحك بأن تجربي أسلوب (الثواب والعقاب), فعندما تستمع لكلامك, ولا تقترب من منطقة الفرج قومي بوضع نجمة لها على لوح معلق, بحيث تراه يوميا لتكون هذه النجمة علامة على نجاحها, وأكدي لها على أنك ستقومين بمكافأتها إن استمرت في الحصول على نجوم في نهاية الأسبوع مثلا, ونفذي ذلك فعلا بشيء تحبه، أو تختاره هي وقومي بالعكس أيضا, أي إن لم تكسب عددا معينا من النجوم, فإنها ستعاقب, وليكن العقاب في حرمانها من شيء تحبه, (وليس الضرب أو الإهمال), مثلا عدم اصطحابها إلى مدينة الألعاب لمدة أسبوعين, ونفذي هذا العقاب فعلا, وهكذا ابتكري طرقا مستمرة في الثواب وفي العقاب.

وبنفس الوقت أنصحك بزيادة الوقت الذي تقضينه معها, وأن تشاركيها باستمرار اللعب, والحديث, ومشاهدة ما تحبه من برامج في التلفاز وغير ذلك, وأكثري من عناقها وحضنها, واغدقي عليها بكلمات المديح والثناء بشكل مستمر, خاصة عندما تلاحظين قيامها بفعل جيد، أو اتباعها للتعليمات مهما كانت بسيطة, فهذا سيعطيها شعورا بالاطمئنان والسعادة, وبأنها انسانة محبوبة, ومع الوقت ستصبح أسعد, وبالتدريج ستلاحظين بأن صغيرتك قد استغنت عن هذه الممارسة؛ لأنها وجدت ما هو أمتع منها.

نسأل الله عز وجل, أن يديم عليك وعلى صغيرتك ثوب الصحة والعافية دائما.

مواد ذات صلة

الاستشارات