ينتابني شعور بالإحباط والاكتئاب وتشتت الذهن.. فساعدوني

0 208

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من تشتت في الذهن وعدم تركيز أثناء الصلاة وتلاوة القرآن والمذاكرة، كما ينتابني شعور بالإحباط واليأس، ونوع من الاكتئاب والحزن والقلق اللاإرادي، وأحيانا يكون نتيجة التفكير بمشاكل متراكمة، كما أعاني من تقلب المزاج، وبطء البديهة، وتفكير وسرحان، وهو مستمر نتيجة لنظرتي العميقة في أبعاد المشاكل، وتنبئي الذي دائما ما يصيب، وعدم انتظام النوم، وحالة من النعاس في وقت العصر حتى وإن تناولت الشاي، ودائما أعاني من آلام العصب (الأبهر) في الكتف، وبعض أجزاء الجسم التي وإن عالجتها سرعان ما تعود.

كما أني لا أستطيع كبت مشاعري بتاتا حتى في الناحية الشكلية تظهر علي علامات الفرح والحزن، وقد استخدمت علاجا نصحني به طبيب، اسمه (deanxit) ولكن لم أشعر بتحسن، أريد السعادة وراحة البال، فكلما تغافلت عن مشاكلي وبدأت أتفاءل أتفاجأ بمشكلة جديدة، وأعود مكتئبا.

لدي المقومات للنجاح، ولكن الضغوطات تحبسني، فبالله عليكم ساعدوني؛ فإن من فرج عن أخيه كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة.

وفقني الله وإياكم للخير والسعادة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمشكلتك تنضوي في انخفاض المزاج لديك، وكذلك الأفكار السلبية، وهذا النوع من الاكتئاب يعتبر هو السبب الرئيسي لتشتت الذهن وانشغال التركيز والشعور بالإحباط وافتقاد الدافعية.

أيها الفاضل الكريم: أنا ألاحظ أنك لا تعمل، وهذه مشكلة كبيرة جدا، العمل هو أفضل وسيلة تأهيلية للرجل، والعمل يطور المهارات ويرفع المعنويات، ويحسن التركيز ويقوي الإرادة ويزيل الاكتئاب، وذلك بجانب منافعه الاقتصادية.

أول خطوة يجب أن تعالجها هو أن تبحث عن عمل، أي عمل، ولا تجد لنفسك عذرا وتقول: (أنا مكتئب، أنا حزين، أنا متضجر، فلماذا أعمل) لا، لا تحكم على نفسك بهذه المشاعر السلبية، اتبع ما هو إيجابي، وهو ضرورة أن تجعل عملا من أجل علاجك. هذه هي النقطة الأولى.

النقطة الثانية: تنظيم الوقت، والسعي لأن تنام مبكرا، وأن تمارس رياضة، هذا يبعث فيك نشاطا وحيوية ممتازة جدا، ويجعلك -إن شاء الله تعالى- تتخلص من الشعور بالإجهاد والنعاس السلبي الذي تعاني منه.

ثالثا: لا بد أن تكون لديك أهداف، فأنت -كما ذكرت وتفضلت- أنه لديك مقومات النجاح، لديك الأسس، ولديك الطاقات التي استودعها الله تعالى فيك، فما عليك إلا أن تخرجها، وامتثل قوله تعالى: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}. كما ذكرنا: العمل، حسن إدارة الوقت، التفكير الإيجابي المتفائل، حسن التواصل الاجتماعي... هذا كله علاجات وعلاجات مطلوبة.

وأعراضك الجسدية التي ذكرتها كلها ناتجة من الاكتئاب، والرياضة تعتبر أساسا ضروريا للمساعدة في إزالة هذه الآلام، وإن شاء الله تعالى تحس بانبعاث النشاط، وتجدد الطاقات ويزول الإجهاد.

العلاج الدوائي مطلوب في حالتك، والديناكسيت عقار لا يكفي، وهو علاج للقلق وليس لعلاج الاكتئاب، من أفضل أدوية علاج الاكتئاب والتي تساعد في تجديد الطاقات بصورة إيجابية العقار الذي يعرف باسم (بروزاك) واسمه العلمي (فلوكستين) وربما تجده تحت مسميات أخرى في اليمن، ابدأ في تناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم –أي عشرين مليجراما– تناولها بعد الأكل صباحا أو مساء، استمر على هذه الجرعة لمدة شهر، ثم اجعل الجرعة كبسولتين في اليوم، وهذه هي الجرعة العلاجية المطلوبة في حالتك، استمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر أخرى، وهذه هي المرحلة الوقائية، ثم اجعلها كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

إذا أيها الفاضل الكريم: أشرنا للتشخيص وللآليات والسبل التي يمكن أن تساعدك وتجعلك سعيدا، فأرجو الالتزام بالتنفيذ، وأسأل الله تعالى أن يأخذ بيدك وأن يعافيك ويشفيك، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات