أعيش أحلام اليقظة، وكلما توترت أنتف شعري، فكيف الخروج من هاتين المشكلتين؟

0 219

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة بعمر 22 عاما، أعاني من أحلام اليقظة من عمر 11 عاما، كنت ولازلت أنعزل بغرفة وأدور حول طاولة بوسط الغرفة وأتحدث، وأفكاري تدور حول أنني فتاة ناجحة ومثابرة واجتماعية وطبيبة، وصرت من بعد مناسبة أو اجتماع بين الأهل والأصدقاء أدخل الغرفة وأدور وأتكلم وأتناقش في الموضوع الذي دار بيننا، وكنت أشعر بالسعادة والاستمتاع جدا.

عندما أكون منغمسة بأحلامي أو متوترة، أنتف شعر رأسي حتى أصبحت صلعاء في بعض المناطق، صرت أنحرج من منظر شعري، فانعزلت فترة عن الناس، وذهبت إلى طبيب نفسي، وقال: إن مشكلتك بسيطة جدا، وأعطاني أملا، ولكنني لم أستمر في الذهاب إليه.

حاولت أن أتحكم في نفسي ولا أنتف شعري، وقد نجحت لمدة أسبوعين فقط، أما بخصوص أحلام اليقظة حاولت ولم أنجح، ماذا أفعل؟ وبماذا تنصحونني لمساعدة نفسي؟ لأنني أريد أن أتخلص من هذه المشكلة، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كما ذكر لك الأخ الطبيب النفسي: حالتك -إن شاء الله تعالى- بسيطة جدا، وأقول لك بأن أحلام اليقظة المكثفة دليل على وجود قلق نفسي، ويذهب بعض العلماء أنها متنفس للنفس الإنسانية، من خلالها يخرج الإنسان الكثير من الأفكار ويتخلص منها حتى لا تتراكم داخليا مما يؤدي إلى احتقانات نفسية سلبية.

كثير من العلماء يرون أن أحلام اليقظة إذا كانت في حدود المعقول مفيدة جدا، لأنها تنشط مقدرات الإنسان الفكرية والمعرفية، وتجعله يبدع ويكون أفكارا جديدة تقوده إلى تخطيط أفضل لمستقبله، وإنجاز لما يريد أن يقوم به.

إذ – أيتها الفاضلة الكريمة – ليس كل أحلام اليقظة شرا، لكن حينما تكون مستحوذة ويكون هنالك إسرافا فيها وتضيع الوقت على الإنسان، هنا نراها أمرا سلبيا.

بالنسبة لنتف الشعر الذي تعانين منه: هو إثبات أنك بالفعل تعانين شيئا من القلق، ونتف الشعر هذا يعتبره بعض العلماء أنه نوع من القلق الوسواسي.

أنا أعتقد أنك محتاجة لأن تمارسي تمارين الاسترخاء بكثافة، وإسلام ويب لديها استشارة تحت رقم (2136015) ارجعي لهذه الاستشارة وطبقي ما بها.

ثانيا: اتفقي مع نفسك أنك سوف تنقطعين لأحلام اليقظة لمدة نصف ساعة فقط في اليوم، أعطيها هذا الوقت، اجلسي، احلمي كما تشائين، تحدثي، هذا النوع من التفريغ النفسي السريع الذي يساعدك، بشرط أن تلتزمي التزاما قاطعا وتضعي برنامجا زمنيا يوميا تديرين من خلاله وقتك لتقومي بواجباتك الحياتية الأخرى، يجب أن تلتزمي بهذا البرنامج، ولا تقضي مع أحلام اليقظة أكثر من نصف ساعة، وحين تطبقين تمارين الاسترخاء سوف تحسين أنه قد حدث امتصاصا تلقائيا لهذه الأحلام.

أريدك أيضا أن تتمسكي بفكرة واحدة، فكرة أتتك من خلال أحلام اليقظة هذه، وطبقي ونفذي هذه الفكرة، مثلا: تصوري أنك كنت كاتبة، كاتبة ممتازة، وعلى ضوء ذلك ابدئي في كتابة موضوع معين، تدارسي هذا الموضوع، اجمعي المراجع المطلوبة، ثم امضي في كتابته، هكذا تعلم الكثير من الذين كانوا يحلمون أحلام اليقظة أن يبنوا مستقبلهم ويكونوا من الناجحين والمبدعين والبارعين.

بالنسبة لموضوع نتف الشعر: لا بد أن تقاومي، لا بد أن تحقري الفكرة، وهناك تمرين سلوكي بسيط جدا: ضعي أصبعيك على رأسك وأمسكي خصلة من الشعر كأنك تريدين أن تنتفيها أو تنزعيها، وقومي فجأة بسحب يدك، ثم اضربي يدك على سطح صلب قوي كسطح الطاولة مثلا، حتى تحسين بألم شديد. الهدف هو أن تربطي ما بين الفعل القلقي الوسواسي (نتف الشعر) وإيقاع الألم على ذاتك، العلماء وجدوا أن هذه المتناقضات – أي الألم والفعل المرغوب فيه، الفعل الوسواسي – لا يلتقيان، وهذا يسمى بفك الارتباط الشرطي.

كرري هذا التمرين عشر مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء. هذا -إن شاء الله تعالى- سوف يخفف عليك كثيرا.

يوجد دواء يسمى (فافرين) واسمه العلمي (فلوفكسمين) وجد أيضا أنه يساعد كثيرا في مثل هذه الحالات، فأرجو أن تراجعي الطبيب، وناقشيه في هذا الأمر – أي تناول الفافرين – بجرعة صغيرة (خمسين مليجراما) ليلا لمدة ثلاثة أشهر فقط، ثم يتم التوقف عن تناوله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات