مخاوفي الوسواسية حول الموت كيف أتخلص منها وأتجاوزها؟

0 388

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أبلغ من العمر 22 سنة، منذ ثلاثة أشهر بدأت معاناتي مع الاكتئاب، لا أدري هل ما أعانيه اكتئاب، أم لا؟ ولكن هذا ما أشعر به.

أود أن أكلمكم بالتفصيل عن حالتي وهي كالتالي: في أخر أيام شهر رمضان، كنت ذاهبة للنوم، ولكنني لم أستطع النوم، وراودتني مجموعة من الأفكار حول الموت، وأن عائلتي سيصيبهم أمر ما وأنا بعيدة عنهم، لأنني متزوجة، بعد هذه الأفكار أصبحت أرجف من الخوف، وأصابني ضيق في النفس، ولم أستطع النوم بسهولة.

في اليوم التالي أصبحت أبكي بكاء شديدا، واسودت الدنيا في عيني، وأصبحت لا أريد العيش، ولا فعل أي شيء من أعمال المنزل، ولا حتى واجباتي الزوجية، أصبحت أتردد دائما لبيت عائلتي، ولا أريد العيش مع زوجي أبدا، وهذه الحالة مستمر معي إلى الآن.

أصبحت الآن دائمة التفكير في الطلاق، وأريد العودة إلى بيت أهلي، لأني إذا تواجدت معهم تزول مخاوفي بنسبة 80٪، وحينما أعود إلى بيت زوجي تزداد مخاوفي، أكره العزلة والوحدة، ولا أريد الجلوس وحيدة أبدا ،ماذا يجب أن أفعل؟ وهل هذه أعراض اكتئاب؟ أم شيء آخر؟ أرجو منكم المساعدة فأنا متعبة جدا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ البثين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق، والسداد.

بدأت معاناتك كما ذكرت قبل ثلاثة أشهر، والبدايات كانت مخاوف وسواسية، هنالك أفكار عن الموت، وهنالك وساوس أن مكروها سيقع على عائلتك، وهذه هي المخاوف الو سواسية، وهي مؤلمة جدا للنفس، مما ينتج عنها شعورا تلقائيا سلبيا، شعورا بالكدر، شعورا بعسر المزاج، وهذا يؤدي إلى المزيد من المخاوف.

ارتباطك الشديد بعائلتك، وعدم رغبتك في العيش مع زوجك: هذا أيتها الفاضلة الكريمة، أدى إلى ما نسميه بعدم القدرة على التواؤم، أو عدم القدرة على الأداء والتوافق، بمعنى أنك تعيشين في محيط جديد عليك - محيط الزوجية -، وهذا الأمر لم يكن مستساغا لديك، خاصة أنه في الأصل لديك قلق، ومخاوف وسواسية.

فإذا تشخيص حالتك: هي عدم قدرة على التكيف، أو عدم القدرة على التواؤم، نسبة لحالة الخوف الوسواسي التي اعترتك، وهذا أدى إلى مشاعر اكتئابية، لكن لا نقول أنك مصابة بالاكتئاب النفسي، إنما هي مشاعر اكتئابية فقط.

أيتها الفاضلة الكريمة، الذي يجب أن تقومي به: أن تعيدي ترتيب أوراقك، أن تعيدي ترتيب أفكارك، أن تحددي أسبقياتك في الحياة، وتقومي بما هو راشد، ونافع، ومفيد لك، لابد أن تكوني على درجة من الذكاء، واللباقة، لتحافظي على زواجك.

دعي الكلام والتفكير في الطلاق، وأن تعودي إلى أهلك: هذا كلام غير مقبول أبدا، ليس هنالك ما يدعوك لذلك، الزوجية علاقة رصينة، علاقة فيها الرحمة والمودة والسكينة، علاقة يجب أن تقدر، ويجب أن تكون عندك مساهمات إيجابية لتحافظي على زوجك وزواجك.

كوني حصيفة، - استعيذي بالله تعالى - من هذا النوع من التفكير، اجلسي مع زوجك، وزعي وقتك بصورة جيدة، تواصلي مع أهلك، التواصل والاتصال أصبح سهلا جدا، لتخرجي من العزلة، انخرطي في نشاطات متعددة، أعمال المنزل، الاهتمام بالزوج، الذهاب إلى مراكز تحفيظ القرآن.

ويعرف تماما أن الإنسان يتطبع ويتكيف مع وضعه، لكن إذا كانت هنالك كراهية مطلقة وأفكار مسبقة بأن هذا المكان لا يناسبني أو هذا الزوج لا يناسبني، هنا قد تحدث الإشكالية، لا، المكان طيب والزوج أطيب، وأنت صغيرة في السن، وأمامك - إن شاء الله تعالى -، أوقات رائعة جدا.

هذا هو الذي يجب أن تنتهجيه وتفكري على نسقه، وليس هنالك ما يمنع أن تتناولي دواء بسيطا جدا، يعرف باسم (فلوناكسول)، هذا مزيل للقلق وللتوتر، تناوليه بجرعة نصف مليجرام أي - حبة واحدة - صباحا ومساء لمدة شهر، ثم اجعليها حبة صباحا لمدة شهر، ثم توقفي عن تناوله، دواء بسيط وغير إدماني، وسليم جدا.

احرصي على صلاتك في وقتها، والدعاء والاستغفار، والخوف من الموت لا يأتي بالموت ولا يطيل الحياة، ولا بد منه، قال تعالى:{كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون}، وقال أيضا:{من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون}.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات