أشكو من العصبية وكثرة التّشوُّش في التفكير، ما الحل؟

0 238

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب، عمري 18سنة، أعاني كثيرا من كثرة التفكير، والتعصب على أتفه الأسباب.

سهرت في الأسبوع الماضي مع أصحابي، وكنت أتحدث معهم، ويمازح بعضنا بعضا، وإذا بمؤخرة رأسي أحس وكأنها نار، بعدها وقفت وأنا أحس نفسي في حلم، أحس أني في دائرة مغلقة، أحسست أني في عالم آخر، موقف رهيب لا أستطيع وصفه بالكلمات.

أصبحت أشعر وكأني سأفقد عقلي، ومرة أقول: إن معي جلطة، وازدادت نبضات قلبي، فقلت: إنه مرض الموت، ووجدت صعوبة في التنفس، فأصبحت أتشهد، وأيقنت حتما أنها نهايتي، وشعرت ببرد شديد، وأصبحت أرجف بشدة، ثم غطاني أصحابي، وأغمضت عيوني، وأصبحت على هذه الحالة حوالي ثلث ساعة.

بدأت أتحسن تدريجيا، وذهبت إلى منزلي وأنا مصاب بالدوخة، وأحس نفسي مهلوسا، فنمت، وفي صباح اليوم الثاني مازلت أشعر بصداع خفيف إلى متوسط في شق رأسي الأيسر، وأحس أني في حلم، والآن تحسنت تماما، ولم أخبر أهلي أو غيرهم بذلك.

أرجو أن تساعدوني، وتشخصوا حالتي، بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

النوبة التي حدثت لك حين وصلت قمة شدتها، وأتاك الشعور بأنك تعاني من جلطة، وأن نبضات قلبك قد ازدادت، وأن هذا ربما هو الموت، هذه نوبة فزع أو هكذا تسمى، والفزع أو الهرع هو نوع من القلق النفسي الحاد جدا، يأتي دون أي مقدمات، ويأتي لصاحبه بالمشاعر التي تحدثت عنها، وتكون في بعض الأحيان هنالك أعراض سابقة لهذه النوبات، مثل: القلق البسيط، والتشوش في التفكير –كما ذكرت–، وشيء من عدم الارتياح، والانقباض النفسي الداخلي.

الحالة إذا –أيها الفاضل الكريم–، هي حالة قلق حاد نسميه بنوبة الهرع، -والحمد لله- بدأت حالتك في التحسن، فلا توسوس حول الموضوع أبدا، تجاهله تماما، لكن عود نفسك ألا تمسك في داخل نفسك، ألا تحتقن، يعني كن معبرا عن نفسك؛ لأن التعبير عن النفس هو أفضل الوسائل لما نسميه بالتفريغ النفسي، والتفريغ النفسي يزيل احتقانات النفس مما يجعل الإنسان لا يكون عرضة للقلق الحاد أو التوترات من هذا النوع.

واحرص أيضا على الرياضة، أي نوع من الرياضة سوف يفيدك، ونظم وقتك، ولا تسهر، النوم المبكر دائما فيه خير كبير وكبير جدا، خاصة بالنسبة للشباب، وصرف الانتباه عن هذه الحالات يكون أيضا من خلال الاجتهاد في الدراسة، وأن تصلي صلاتك في وقتها، وأن تكون حريصا على وردك القرآني اليومي، وتسعى دائما في بر والديك، هذا يجعلك -إن شاء الله تعالى- في حالة صحية ممتازة جدا.

في بعض الأحيان ننصح بأدوية بسيطة لعلاج مثل هذه الحالات، لكني أعتقد –ونسبة لعمرك– أنك لست في حاجة لأي علاج دوائي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات