أعاني من رهاب الجمهور وأريد عقارًا يحل مشكلتي سريعا

0 258

السؤال

بسم الله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.

أشكر القائمين على الموقع، وأسأل الله أن يكون ما يقومون به في ميزان حسناتهم.

أنا شاب جزائري مسلم، وأبلغ من العمر 35 سنة، متزوج وأب لـ 3 أطفال. أعمل أستاذا بالمدرسة الابتدائية، وأدرس بالجامعة، أحب العمل، البحث، التعلم، ومحب للعلم، مقبل على الحياة؛ ولست مكتئبا، أعاني من التوتر عندما أتكلم وأخطئ، أو أضع كلمة محل أخرى، لكن ما يؤرقني أكثر هو رهاب الجمهور، وذلك حين أتقدم لإلقاء بحث أمام زملائي في الجامعة أو بمسجد قريتي.

أعراض الرهاب الذي أعانيه: تكون حالتي في البداية جيدة، لكن ومع اقتراب موعد الدرس أو إلقاء البحث؛ أشعر بعدم ارتياح، وأكثر يوم هو يوم إلقاء البحث، وذلك ما حدث معي الأسبوع الماضي، ويحدث معي دائما، عندما أتقدم للإلقاء؛ يبدأ قلبي بالخفقان بشدة، ويظهر العرق على جبيني، (ويجف فمي ويتغير صوتي، ويبدأ بالخفوت والاضطراب ) وتعمدت وضع هذين العرضين داخل قوس؛ لأنهما يظهران علي، ويراهما الناس وهما أشد ما يقلقني.

الدكتور الكريم: أنتم أملنا -وكل من في مثل حالتي- بعد الله، وما أريده هو عقار إسعافي يحل معي المشكلة آنيا -في هذا الأسبوع أو الأسبوعين- لأني مقدم على بحوث أخرى بالجامعة، وعقار طويل المدى يحل معي المشكلة من جذورها.

أتعرض منذ تسعة أشهر أو يزيد لضغط الأسنان في اليقظة عندما أكون في حالة تركيز، وأثناء النوم دائما، لدرجة أنني أستيقظ وفكي يؤلمني. ما سبب هذا يا دكتور؟

وجدت عقارا مكتوبا عليه بالخط الكبير DEPRETINE وبعده صغير paroxétine فهل هو عقار (الباروكسيتين) الذي تقصده في تشخيصاتك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، وأود أن أبشرك أن حالة الخوف الاجتماعي التي تعاني منها هي قطعا من الدرجة البسيطة، وأنت ما دمت تعمل معلما وتدرس في ذات الوقت، هذا يعني أنه لديك ما يكفي تماما من التعرض الاجتماعي الذي يجعلك -إن شاء الله تعالى- تتخلص وتتخطى تماما مشاعر الخوف هذه، والرهبة المصحوبة في المواقف الاجتماعية.

الرهاب الاجتماعي له مكون نفسي، ومكون سلوكي، ومكون بيولوجي، المكون البيولوجي يأتي من خلال نشاط الجهاز العصبي اللاإرادي، حيث الجسم يحضر نفسه من خلال زيادة إفراز مادة الأدرينالين؛ مما يؤدي إلى الشعور بالخفقان، والجفاف في الفم، والشعور بتغير في الصوت، وهذا التغير في الصوت ليس حقيقيا، إنما هو مشاعر، وأؤكد لك حقيقة أخرى: أن هذه التغيرات الفسيولوجية خاصة بك أنت، لا أحد يطلع عليها أبدا، كما أنني أؤكد لك أنك لن تفقد السيطرة على الموقف.

أخي الكريم: أكثر من التعرض والتعريض ولا تتجنب، وهذا هو المبدأ الأساسي لعلاج حالتك هذه، وممارسة الرياضة وتمارين الاسترخاء أيضا هي ذات قيمة كبيرة جدا.

أبشرك -أخي- أن العلاج الدوائي متوفر، والأدوية ممتازة جدا، والباروكستين فعلا هو الدواء الذي ننصح بتناوله، هو دواء على المدى البعيد وعلى المدى القصير، والجرعة في حالتك يجب أن تصل إلى أربعين مليجراما في اليوم، والبداية تكون بعشرة مليجرام، تتناولها ليلا بعد الأكل لمدة أسبوع، ثم تجعلها عشرين مليجراما –أي حبة كاملة- وهذه تستمر عليها لمدة شهر، ثم تجعلها أربعين مليجراما –أي حبتين كاملتين في اليوم– يمكن أن تجعلها كجرعة واحدة مساء، أو بمعدل حبة صباحا وحبة مساء –أي عشرين مليجراما صباحا وعشرين مليجراما مساء– وهذه الجرعة العلاجية تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضها إلى حبة واحدة ليلا لمدة ستة أشهر، ثم نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

أما الدواء الإسعافي الجيد جدا والمفيد، فهو عقار (إندرال)، لكن لا يسمح باستعماله للذين يعانون من الربو أو حساسية في الصدر، والجرعة المطلوبة في حالتك هي عشرون مليجراما صباحا ومساء، وذلك إذا كنت لا تعاني من الربو، وتستمر عليها لمدة شهر، ثم اجعلها عشرة مليجرام صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرام صباحا لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله، لكن استمر في تناول الباروكستين بنفس الطريقة والكيفية التي ذكرتها لك.

أنا متفائل جدا أن حالتك -إن شاء الله تعالى- سوف تستجيب استجابة تامة للعلاج الدوائي، وكذلك التدابير السلوكية التي تقوم على مبدأ التعريض والتعرض وتحقير الخوف والتي تحدثنا عنها سلفا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات