ابنتي المراهقة عادت لها مشكلة التأتأة مع أعراض ثانوية عند الكلام

0 432

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المستشار الفاضل: ابنتي عمرها 14 سنة، متفوقة جدا ولكن أصيبت بتأتأة وعمرها سنتين ونصف بعد تعرضها لحادث ضياع، تطورت هذه التأتأة حيث أصبحت لجلجة مع أعراض ثانوية مصاحبة لها عند التحدث، تحسنت في سن 11 و12 سنة، والآن عادت وانتكست، تشعر برهبة وخوف وأن الكلام لا يخرج ولن يخرج من فمها، جسمها مشدود، مع زيادة ضربات القلب، تتحدث في البيت بشكل طبيعي جدا، هذه الحالة ليست ثابتة، تكون فترة ثم تذهب وتعود.

ذهبت لطبيب نفسي أعطاها لسبرال نصف حبة لمدة شهرين مع أوميغا، ولم أجد نتيجة تذكر، ذهبت بها لأخصائي علاج نفسي معرفي سلوكي، عمل لها اختبار الشخصية المتعدد الأوجه، فكانت النتيجة هوسا اكتئابي اثنائي القطب، بحثت عن هذا المرض وطابقته عليها لأجده مطابقا والحمد لله على كل حال.

الدكتور الفاضل، ابنتي تحفظ -ولله الحمد- 25 جزء، ولديها معلمة للقرآن ومنطلقة -ولله الحمد- في التسميع والقراءة، ولكن فقط الحديث مع الناس يسبب مشكلة، حاليا فكرت بجلسات تخاطب مع طبيب في المنزل.

سؤالي: هل من الممكن أن أزيد جرعة لسبرال حيث توقفت عنه بعد انتهاء الشهرين؟ أو أستبدله بسبراكس؟ وهل هو آمن لسنها؟ حيث أنها لم تبلغ حتى الآن، مع سلامة تحليل الغدة الدرقية والدم -ولله الحمد-، وكم الجرعة المناسبة؟

أحد إخوانها تأثر بها وهو إلى الآن يتأتئ فقط، وألاحظ عليه بعض الأعراض الثانوية ولكنها خفيفة جدا، عمره 10 سنوات، هل تنصحني بذات الدواء؟

هل اختبار الشخصية متعدد الأوجه مناسب لسنها؟ وكيف أتأكد من نتيجة الاختبار؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نجمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله تعالى لابنتك الصحة والعافية وأن يجعلها قرة عين لكم ويحفظها.

قطعا تجربة حادثة الضياع التي تعرضت لها هذه البنية أدت إلى هذه التبعات النفسية السلبية، من مخاوف وقلق وتوتر جعلها تتأتئ لدرجة اللجلجة، وهذا نوع من النكوص أو الرجوع النفسي، يحدث في حالات التعرض لتوترات شديدة مثلما حدث لهذه الابنة – حفظها الله –، وربما حالة القلق التي تعاني منها تأتيها أيضا في شكل ذكريات لما حدث. هذا النوع من الاسترجاع لما حدث لها أثناء ضياعها، ودرجة الخوف التي عانت منها، وقبح هذه التجربة وخوفها من أن تتكرر مرة أخرى، هذا أعتقد أنه ساهم كثيرا وضعها النفسي الحالي.

الوضع المثالي لابنتك – حفظها الله تعالى – هو أن يقوم بفحصها ومتابعتها طبيب نفسي متخصص في الطب النفسي للأطفال واليافعين، ليس كل طبيب نفسي سوف يكون مفيدا 100% لها، قد يساهم في تأهيلها، لكن الأفضل هو الطبيب النفسي المختص في سلوكيات الأطفال واليافعين.

الاختبار الذي قام به الأخ المختص النفسي عقد الأمور بالنسبة لي، لأن النتيجة تشير إلى هوس اكتئابي ثنائي القطب، وكما ذكرت وتفضلت ليس هنالك مؤشرات إكلينيكية حقيقية تدل على ذلك، لكن هذه النتيجة أيضا لا بد أن نحترمها، ولا بد أن لا نتجاهلها، لذا الرأي السديد سيكون بعد عرضها على الطبيب الذي أشرت إليه.

والعلاج الدوائي هو جزء من العلاج وليس كل العلاج، وهذه الابنة – حفظها الله تعالى – تحتاج أن نساعدها في أن تبني شخصيتها ومهاراتها، ونعيد لها الثقة، ونجعلها لا تتخوف من حدوث الفشل، وهي محتاجة قطعا لتمارين الاسترخاء، لأن يتحدث معها أحد لتفرغ ما بها من احتقانات داخلية سلبية، وأنت من جانبك لا تفرضي عليها حماية مطلقة، لكن أعطيها شيئا من المسؤوليات في البيت، أشيري عليها بما يجعلها تحس أنها فعلا عضو فعال في الأسرة، ترتيب خزانة ملابسها، ترتيب سريرها، والقيام بما هو أكثر من ذلك، هذا يساعدها في البناء النفسي، وحين يحدث البناء النفسي يقل القلق ويقل التوتر.

هذه البنية – حفظها الله – تحفظ خمسة وعشرين جزء من القرآن، وهذا ليس بالأمر السهل، نسأل الله أن يزيدها، فهي إذا ذكية ولبقة ومقدراتها موجودة، لكن فقط حالة النكوص هي التي جعلتها تعيش في الوضع الحالي الذي هي عليه.

قطعا الأدوية المضادة للمخاوف ممتازة جدا، وهي كثيرة، ومنها السبرالكس بجرعات صغيرة، حتى في عمرها يمكن أن يعطى، لكن إذا كان بالفعل لديها أي نوع من ثنائية القطب هذا الدواء قد لا يكون الأفضل، فدعينا - أيتها الفاضلة الكريمة – نجعل الطبيب النفسي الذي سوف يقوم بفحصها ليقرر، واعرضي عليه النتيجة التي قام بها المعالج المعرفي، وعلى ضوء ذلك سوف يتخذ القرار المفيد والجيد فيما يخص علاجها الدوائي، أنا متأكد أنها سوف تستجيب استجابة ممتازة جدا بالنسبة للعلاجات الدوائية.

بالنسبة لما حدث لأحد إخوانها، هذا نوع من التماهي، نوع من التعاضد أو التوحد مع أخته، وهذه ظواهر نفسية.

شافاهم الله وعافاهم.

مواد ذات صلة

الاستشارات