أعاني من الاضطراب الوجداني ثنائي القطب مع أحلام مزعجة

0 177

السؤال

السلام عليكم
(الدكتور المتميز والرائع د/ محمد عبد العليم).

أنا شاب أتعالج من الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، من الدرجة الثانية، وأعاني من كوابيس وأحلام مزعجة بصورة مستمرة، وكذلك القلق والتوتر والمخاوف وضعف التركيز.

في الوقت الحالي لا أعاني من أي انتكاسة، والحمد لله، حالتي مستقرة، والأدوية التي أتناولها هي كالتالي:

- ليثيوم: قرصين.
- سيروكويل 100 : قرص بالليل.
- سيروكسات 12.5 : قرص بعد الأكل.

أريد أن أعرف رأيكم في الأدوية التي أتناولها، والتعليق عليها، هل الجرعة 100 مليجرام من السيروكويل جرعة كافية أم يجب رفعها إلى 200 مليجرام؟

ما هو تأثير هرمون الغدة الدرقية سواء بالنقص أو الزيادة؟ كثيرا ما تأتيني أفكار تذكرني بما حدث لي من مواقف صعبة، وذكريات سيئة، وأقوال قالها أشخاص تسبب لي الضيق!

هل هذا وسواس قهري؟ وهل يفيد السيروكويل في علاج الوساوس؟ وما هي الجرعة المستخدمة منه لذلك؟ وهل السيروكسات علاج جيد للوساوس؟


والله الموفق والمستعان.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك –أخي- على تواصلك المتميز معنا في إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأنا سعيد جدا أن أعرف أنك في حالة استقرار تام، هذا أمر جميل وأمر مفرح، نسأل الله تعالى أن يديم عليك وعلينا نعمة الصحة والعافية، شاكرين له عليها، مثنين بها عليه قابلين لها.

الأدوية التي تتناولها أدوية ممتازة، وأدوية راقية، وقطعا الليثيوم هو سيد هذه الأدوية ولا شك في ذلك، فحافظ عليه –أخي- على تناول ثلاثمائة مليجرام يوميا، وفي ذات الوقت قم بإجراء فحص التأكد من مستوى الليثيوم مرة واحدة (مثلا) كل ثلاثة أشهر إذا كان ذلك ممكنا، لأن الليثيوم من الضروري جدا أن يكون مستواه في الحيز العلاجي.

بالنسبة للسوركويل: دواء رائع، دواء ممتاز، وأعتقد أنك يمكن أن ترفع الجرعة إلى مائتي مليجرام ليلا.

أتفق معك في أن هذا سوف يقلل كثيرا من موضوع الأحلام المزعجة، حيث إن نومك سوف يكون أكثر عمقا، والسوركويل له خاصية أنه محسن للمزاج دون أن يدفع الإنسان نحو القطب الهوسي، وفي ذات الوقت هو عقار جيد لعلاج القلق، لكن لا أستطيع أن أقول لك إنه علاج ممتاز لعلاج الوساوس، لكن بما أنه يخفض القلق - والوساوس جلها قلق - فهنا يمكن أن يكون له تأثير إيجابي غير مباشر.

إذا ارفع جرعة السوركويل إلى مائتي مليجرام، وهذه جرعة معقولة.

هنالك نوعان من السوركويل: السوركويل العادي، والسوركويل الـ (XL)، وأعتقد تناول السوركويل العادي أفضل، لأنه يعطيك فرصة جيدة لنوم عميق.

بالنسبة لتحسين مستوى النوم: هذا قطعا ينتج عنه تحسين كبير في إزالة الكوابيس وكذلك الأحلام المزعجة، وحتى تدعم صحتك النومية نحن دائما نوصي بالنوم المبكر، لأن الإنسان يستيقظ مبكرا ويبدأ يومه بصلاته ويستفيد من البكور، وهذا يقلل من القلق، والنفس حين ترتاح ولا تقلق قطعا سوف تقل الكوابيس.

الأمر الآخر هو ممارسة الرياضة، نراها ضرورية جدا، لكن لا تمارس الرياضة الليلية، لأنها قد تؤدي إلى صعوبات في النوم.

تجنب (أخي) الأطعمة الدسمة خاصة في فترة المساء، ويا حبذا لو كانت وجبة العشاء خفيفة جدا ومبكرة.

أذكار النوم مهمة وضرورية، أن تكون في حالة استرخاء واطمئنان ساعة قبل النوم هذا مهم، وكذلك تجنب النوم النهاري أيضا نوصي به دائما، وعدم تناول الشاي والقهوة والمثيرات الأخرى بعد الساعة السادسة مساء، هذا كله يساعد - إن شاء الله - في نومك، ويحسن التركيز لديك، خاصة النوم المبكر، ولا شك في ذلك.

بالنسبة للزيروكسات: لا شك أنه من أفضل الأدوية في علاج الوساوس القهرية، وكذلك الخوف، والجرعة المناسبة هي في حدود الخمسة وعشرين مليجراما أو أكثر من ذلك بالنسبة للذين يعانون من وساوس شديدة، لكني لا أريدك أن تتخطى جرعة الـ 12.5 مليجرام حيث إنها كافية، حتى لا تدفع نحو القطب الانشراحي الهوسي.

بالنسبة للأفكار التي تذكرك بما حدث سابقا: هي أفكار قلقية أكثر مما هي وسواسية، أفكار مفترضة، ونحن دائما نقول للإخوة والأخوات: لا تتحسروا على الماضي، ولا تخافوا من المستقبل، وعيشوا الحاضر بقوة بأمل ورجاء، وهذا هو المهم.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات