لا أعلم لماذا فقد الدواء تأثيره؛ كلما تحسنت يومين أنتكس يومين؟

0 314

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو منك -يادكتور- أن تقرأ رسالتي إلى آخرها، حيث إنك لم تجبني على أسئلة في الاستشارة السابقة، واعذرني إن كانت طويلة.

في الاستشارة السابقة كنت قد قلت لك: إني استفدت من السيبرالكس واللوسترال، ولكن عندما عدت إلى اللوسترال أشعر بتحسن في الأيام الأولى، ثم يفقد مفعوله وتأتي انتكاسة، وقلت لي: أن أرجع إلى السيبرالكس؛ لأنه كان ساعدني فيما قبل، وأنا الآن على جرعة 10 مل منذ فترة طويلة، وكلما تحسنت يومين أنتكس يومين وهكذا، كلما رفعت الجرعة أحس بهذه الأعراض.

أستيقظ من النوم صباحا فزعا، وأحس بثقل رهيب في رأسي وكأني أريد النوم طوال اليوم، وأشعر بقلق شديد جدا في الرأس، ولا أعلم لماذا الدواء فقد تأثيره؟ علما أني قد انتفعت من قبل على جرعة 5 مل، وأنا الآن على جرعة 10 مل سيبرالكس في الصباح، و15 ريميرون قبل النوم.

أرجوك -يا دكتور- أن تساعدني من بعد الله؛ لأني قد أخذت أدوية كثيرة ولا أعلم ماذا أفعل؟

وسؤال آخر: هل من الممكن أن يتطور مرض الهلع إلى الاكتئاب الهوسي أو الفصام؟ أو أن كثرة الأدوية سببت لي شيئا آخر؛ لأني كلما رجعت إلى الدواء الذي ساعدني من قبل؛ أحس بأعراض غريبة، علما أني قد رفعت جرعة السيبرالكس إلى 15 مل منذ عدة أيام، ثم أحسست بتحسن خلال يومين فقط، ثم تأتي الانتكاسة، وهكذا الحال من بعد شهر رمضان المبارك وأنا في حيرة.

هل من دواء يكبح القلق وأعراض القولون العصبي؟ أنا آخذ الدوجماتيل أحيانا -والحمد لله رب العالمين-.

وأرجو من الله أن تكون في تمام الصحة والعافية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن شاء الله تعالى أكون قد تفهمت رسالتك، والذي أريد أن أقوله لك بصفة عامة هو: أن التذبذب في المزاج، وانتقال الإنسان ما بين التحسن وعدم التحسن هو أمر طبيعي، ودراسات كثيرة أشارت أن شخصية الإنسان تلعب دورا في ذلك، فبعض الناس حساس جدا، درجة اليقظة في مراقبة الذات لديهم عالية جدا، لذا تجدهم يلتقطون أي مؤشرات جسدية أو نفسية أو عقلية أو وجدانية، ويعطونها بعض التفسيرات التي قد تكون سلبية في بعض الأحيان.

أخي الكريم: من المهم جدا أن يكون لديك إرادة التحسن والإصرار على التحسن هذا مهم جدا، ولا تكترث أبدا للتقلبات النفسية البسيطة، حتى حين تحس بالتحسن لا تندفع كثيرا، إنما استفد من هذا التحسن ليكون صلبا، وذلك من خلال تفعيل حياتك وجعلها أكثر إيجابية، وتجاهل الأعراض، فكما أنه حين يأتيك قلق لمدة يوم أو يومين -مثلا- اعرف أن ذلك سوف يزول؛ لأن لديك تجارب أيضا مع التحسن.

أعتقد أن العملية عملية عقلية ذهنية معرفية، هذا هو الذي تحتاجه. والأدوية متشابهة كثيرا، السبرالكس، الزولفت، الزيروكسات - وغيرها - الفوارق بينها ليست كبيرة أبدا. ولا أحد الآن يستطيع أن يقول: إن أي دواء سوف يفيد إنسانا معينا؛ لأن الخارطة الجينية للأدوية لا زالت غير معلومة، لذا نقول: إن مقاس الشخص أيضا وما يلاحظه على نفسه مهم.

فكن طبيب نفسك في هذه الحالة، وأنا أؤكد لك أن السبرالكس دواء ممتاز، وأرجو ألا تستعجل في التوقف عنه، اعط الدواء فرصة كاملة، وفي ذات الوقت فعل الآليات العلاجية الأخرى: التفكير الإيجابي، ممارسة الرياضة، حسن إدارة الوقت، الصلاة في وقتها، الدعاء، الذكر، هذا كله يمثل رزمة علاجية متكاملة إذا أداها الإنسان بحقها ولم يقصر في جانب منها، قطعا سوف تكون النتائج رائعة جدا.

بالنسبة لسؤالك: هل يمكن أن يتطور مرض الهلع إلى الاكتئاب الهوسي أو الفصام أو كثرة الأدوية قد تسبب شيئا آخر؟ مرض الفصام مرض مختلف تماما، والاضطراب الوجداني ثنائي القطب هو الذي قد يتحول إلى حالة هوسية في بعض الأحيان، ولا أعتقد أبدا أنك بأي حال من الأحوال قريب من هذا الشيء، فلا تزعج نفسك -أيها الفاضل الكريم- أوقف هذا المسلسل الوسواسي الذي يتناقض تماما مع إرادة التحسن، إرادة التحسن هي إصرار وتوكل وأفعال ودفع إيجابي في الحياة، فكن على هذا النمط.

وكثرة الأدوية قطعا شيء غير مرغوب، لكن الدواء إذا وصفه الطبيب العارف والثقة، وللتشخيص الصحيح، وللمدة المعقولة والمقبولة والمطلوبة؛ هنا يكون الدواء رائعا ورائعا جدا.

أنا أعتقد أن الدوجماتيل سيكون دعامة جيدة جدا لك، تناوله على الأقل لمدة ثلاثة أشهر بانتظام مع السبرالكس، والرياضة مهمة جدا لعلاج القلق، وكذلك أعراض القولون العصبي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات