الشعور بتسارع دقات القلب ووجع الصدر مع سلامات الفحوصات، ماذا يعني؟

0 219

السؤال

منذ فترة كنت جالسا عند التلفاز، وبدأ قلبي بالتسارع ووصلت دقات قلبي إلى 140، ومع ذلك استمرت الحالة كثيرا، ثم أتتني حالة قوية: وجع كبير في الصدر بشكل متقطع تقريبا كل 10 ثوان، ثم ذهبت في حالة إسعاف، وبعد ذلك أعطوني مهدئات، ثم خرجت من المشفى بعد يومين ولم أستطع التحرك بشكل كامل لمدة شهر، وكانت حركتي ثقيلة.

لقد سافرت إلى أميركا، وخفت حالتي قليلا، وجميع الأطباء قالوا لي: إنك بخير ولا يوجد أي أمراض، ولقد فعلت كافة فحوصات الدم، وتخطيط القلب، والآن أعاني من وجع في الصدر بشكل خفيف، وأحيانا تقل فيه، هل حالتي خطيرة؟

نسيت أن أكمل الحديث، قال لي الأطباء: إنها نفسية، ثم أعطوني أدوية مهدئة، ثم أوقفت الآن الأدوية. فهل من شيء خطر؟ لأني إلى الآن أشعر بالخوف، وأتحسس دقات قلبي باستمرار، أفحص دقات قلبي، فهل من فحوصات دقيقة يمكن أن أفعلها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حالتك بالفعل هي حالة نفسية، وحتى الحالات النفسية -إن شاء الله تعالى– هي من الحالات البسيطة التي يمكن احتواؤها تماما.

تسارع ضربات القلب الذي حدث لك حين كنت تشاهد التلفاز، وما صاحب ذلك من أعراض أخرى، هذه نوبة هرع، وهو نوع من القلق النفسي الحاد الذي كثيرا ما يكون غير مبرر، بعد ذلك أصبحت تأتيك هذه النغزات في الصدر، وانقباضات عضلية هنا وهناك، وهذا دليل على قلقك، وربما وساوسك حول المرض، والناس تخاف من مرض القلب؛ لأن مرض القلب أصبح منتشرا، وقطعا الموت المفاجئ معظمه عن طريق علة في القلب.

أيها الفاضل الكريم: لا توسوس حول هذا الموضوع، أنت -الحمد لله- بخير، أكد لك الأطباء ذلك، ولا تتردد بعد ذلك على الأطباء، اجتهد في دراستك، عش حياة صحية، وهذه تطلب أن تحرص على صلاتك في وقتها، والدعاء، أن تمارس الرياضة، وأن تنام مبكرا، وأن تكون دائما مديرا متميزا لوقتك لتستثمره. المجتمع هناك في أمريكا مجتمع تنافسي جدا، أرجو أن تستفيد من هذه التنافسية بصورة إيجابية.

التمارين الرياضية على وجه الخصوص سوف تفيدك، وكذلك تمارين الاسترخاء، خاصة تمارين التنفس المتدرج.

تناول الأدوية أيضا مطلوب، وأنت لا تحتاج لأدوية مهدئة، أنت تحتاج لأدوية مضادة للفزع أو الهرع والقلق، ومن أفضلها العقار الذي يعرف باسم (إستالوبرام) وهنالك دواء آخر في أمريكا يسمى (باكسيل) أيضا من الأدوية الجيدة، تحتاج أن تتناول أحد هذه الأدوية لمدة من ثلاثة إلى ستة أشهر، وليس أكثر من ذلك، ولا بد أن تلتزم التزاما قاطعا بالدواء؛ لأن فائدة الدواء تأتي من خلال البناء الكيميائي الصحيح، والبناء الكيميائي لا يتأتى إلا إذا كانت الجرعة متواصلة ويلتزم بها الإنسان، حتى يحدث ما يسمى بالأثر التراكمي للدواء.

لا تتناول دواء دون إذن طبيبك، اذهب إليه، وما اقترحته عليك هي مجرد اقتراحات، إذا رأى الطبيب أن يعطيك غير هذه الأدوية فهذا -إن شاء الله تعالى– فيه خير كبير لك أيضا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات