رجعت للعبادة بعد تركها فأصبت بوساوس، فهل أنا محسود أم مسحور؟

0 291

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله
أشكركم على ما تقدمون من نصائح، وإرشادات ومساعدة، وأتمنى أن تساعدوني بما سأعرضه عليكم.

أنا شاب عمري 28 سنة، لم أكن أصلي، وكنت مبتعدا بعض الشيء عن العبادات، وقبل عدة أسابيع تبت عما كنت أفعل، وأصبحت أصلي، وأحافظ على سماع القرآن، وأستغل وقتي بالاستغفار والدعاء والذكر.

لكن مشكلتي هي: الوسواس؛ دائما أشعر بأنني أكذب في توبتي، وأن الله لن يقبلها، وأنه لن يغفر لي، وعندما أصلي أشعر أن الله لا يقبل صلاتي؛ لأني أذنبت وأخطأت كثيرا، هذا الوساوس كبير جدا، وصدقا أنا عزمت على التوبة وعدم الرجوع إلى الحالة التي كنت عليها سابقة، وهي البعد عن الطاعات.

والمشكلة الأخرى: أنني دائما عندي وسواس الحسد، والعين، أو السحر، فأنا صدقا أصبحت لا أعلم هل بالفعل قد أصبت بالعين، أو الحسد؟ فأنا قد تركت عملي منذ فترة، وإلى الآن ما زلت أبحث عن عمل، وأدعو الله أن يوفقني بإيجاد عمل.

والشيء الآخر: الكثير من الأشياء التي أرغب بالقيام بها تنتهي بالفشل، لا أعلم هل هو سحر، أو عين، أو حسد، أو هو مجرد وسواس؟

أتمنى منكم مساعدتي في مشكلتي، صدقا لا أعلم كيف أتخلص مما أنا فيه؟ مع العلم أنني أستمع للرقية الشرعية بين حين وحين.

أعتذر عن طول السؤال، وأتمنى لكم مزيدا من التقدم والنجاح، بارك الله فيكم وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى لك عاجل العافية من هذه الوساوس، وأن ييسر لك أمورك كلها.

أولا: نحن نهنئك – أيها الحبيب – على ما وفقك الله تعالى إليه من التوبة والرجوع إليه والإقلاع عن ذنوبك ومعاصيك، وهذه علامة الخير - إن شاء الله تعالى – فإن الله تعالى إذا تاب على العبد وفقه للتوبة والإقلاع وإصلاح الحال.

ونتمنى لك أن تثبت على هذا الطريق، وأن تزداد من الخير، وخير ما يعينك على ذلك: الرفقة الصالحة، والأصحاب الخيرون، الذين يذكرونك وقت النسيان، وينبهونك وقت الغفلة، فاصحب خيار الناس، وأكثر من حضور مجالس الذكر والعلم، وستجد في ذلك خيرا كثيرا.

هذه الوساوس لا تلتفت إليها، ولا تعرها اهتماما، فعلاجها هو علاج واحد لا غير، وهو الإعراض عنها بالكلية، واعلم أن الله تعالى يقبل توبة العبد إذا تاب إليه صادقا، بأن ندم على ما فعل، وعزم على عدم الرجوع إلى الذنب، مع تركه للذنب، فإذا فعل هذه الأمور الثلاثة فإن الله تعالى يقبل توبته، فقد وعد الله بذلك في كتابه، وليس هنالك ذنب أكبر من المغفرة، فإن مغفرة الله تعالى تأتي على كل الذنوب إذا تاب الإنسان، كما قال الله: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم}.

أما مشكلة العين والحسد والسحر: فنحن ننصحك بأن تعرض عن هذه الوساوس، ولا تسمح لها بالنمو في نفسك والزيادة، فإنها مصدر قلق أكيد، وعناء ومشقة، ومن ثم فنصيحتنا لك أن تعرض عنها، وأن تتوكل على الله، وتظن بالله تعالى الخير.

قد يتأخر عنك بعض الشيء الذي تحب لقدر ولحكمة يعلمها الله تعالى، وقد تفقد بعض الشيء الذي تحبه لأمر يعلمه الله تعالى وأنت لا تعلمه، فقد قال سبحانه: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}، فلا تهتم كثيرا، حسن علاقتك بالله، وخذ بالأسباب الشرعية لما تريد الوصول إليه من حاجات الدنيا، وفوض بعد ذلك أمورك إلى الله تعالى، وكن على ثقة من أن الله تعالى لن يضيعك، فقد وعد سبحانه وتعالى في كتابه فقال: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب}.

ومع هذا كله فإنا ننصحك بأن تستعمل الرقية الشرعية، فتقرأ على نفسك القرآن الكريم، لا سيما الفاتحة، وآية الكرسي، والآيتين الأخيرتين من سورة البقرة، وأول سورة الصافات الصفحة الأولى منها، وقل هو الله أحد، والمعوذتين، اقرأ هذا في كفيك وامسحهما على جسدك، اقرأه في ماء واشرب من هذا الماء واغتسل بهذا الماء، كرر هذا كثيرا، موقنا باستجابة الله تعالى لك، فرقيتك لنفسك خير من رقية الآخرين لك، ولو استعنت ببعض الصالحين المتمسكين بالسنة في ظاهر أحوالهم المتبعين للشرع، لو استعنت بهم في الرقية فلا حرج عليك في ذلك.

نسأل الله تعالى لك التوفيق لكل خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات