أشعر بالارتعاش والشلل التام عند الصلاة بالناس.. أريد حلا

0 349

السؤال

السلام عليكم.

لاحظت منذ سنوات أني أتوتر كثيرا أمام الناس والتجمعات الكبيرة، لدرجة أني لا أستطيع الكلام، وأبدأ في التعرق، ووجهي يبدأ في الاحمرار، وأشعر أن جسمي كله يرتعش، وأكون في حالة شلل تام لا أستطيع أن أفكر أو أتصرف بطريقة مناسبة، وهذه الأعراض تظهر أيضا إذا صليت بالناس في المسجد، مع أني إذا صليت بأخي، أو أمي لا أشعر بتوتر، وأقرأ بصوت عال ومرتفع بدون أي مشاكل.

كما أني لا أستطيع الحفاظ على هدوء أعصابي في المواقف الصعبة مثل الامتحان الشفهي؛ حيث إنني لا أستطيع الإجابة بشكل كامل، مع أني أعلم الإجابة كاملة؛ لأنني أبدأ في التلعثم، وكل هذا يجعل الناس تشك في قدراتي وتقلل من قدري، مع العلم أني طالب مجتهد ومتفوق، والكل يشهد بتفوقي الأكاديمي -والحمد لله-، أريد حلا لهذه المشكلة لكي أعيش حياتي الطبيعية، وأتمنى ألا أحتاج لأدوية اكتئاب، أو أي شيء من هذا القبيل.

ولكم جزيل الشكر على ما تقدموه من مساعدة في هذا الموقع المتميز.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت تعاني من حالات الرهاب الاجتماعي، وهي من الدرجة المتوسطة إلى الخفيفة، يمكنك علاجها من خلال تحقير فكرة الخوف، وتصحيح مفاهيمك.

أنت ذكرت أنه يحدث لك احمرار في الوجه وترتعش: هذه الأعراض أنت تستشعرها بصورة مضخمة ومجسمة ومبالغ فيها.

الشيء الذي يحدث هو عملية نفسية فسيولوجية بسيطة جدا، حين يواجه الإنسان أي مصدر خارجي – خاصة إذا لم يكن مطمئنا له – يبدأ الجسم في إفراز مادة تسمى (الأدرينالين)، هذه المادة تؤدي إلى تسارع ضربات القلب حتى تحدث زيادة في ضخ الدم لينقل الأكسجين لجميع عضلات الجسم ليستعد، إما أن يهرب أو يقاوم، وكذلك قد تحدث رعشة بسيطة، وشيء من التلعثم، واحمرار الوجه ناتج من أن الدم يضخ بكميات أكبر في الشرايين الدقيقة الطرفية مثل: شرايين الوجه.

فيا أخي الكريم: يوجد تغير فسيولوجي، لكن ليس بالصورة التي تتخيلها، هذه لا بد أن تدركها، وهذا سوف يساعدك.

كما أن هذا القلق هو أيضا يهيئك لأن تواجه الموقف، ولو صبرت عليه قليلا سوف يبدأ في الانخفاض التدريجي لتصبح الأمور عادية جدا، هذا علاج وعلاج ضروري.

النقطة الثالثة هي: ألا تتجنب المواقف أبدا، صل في الصف الأمامي، صل بالناس متى ما طلب منك ذلك، وتشعر أنك قادر على ذلك، اجلس دائما في المجالس في أولها، في الصفوف المقدمة، حين تسلم على الناس وتقابلهم انظر إليهم في وجوههم، لا تستعمل اللغة الجسدية... هذا كله علاج، وعلاج مفيد جدا، هذا نسميه بالتعريض والتعرض حتى تتجنب التجنب، وهذا هو العلاج الرئيسي.

رابعا: عليك بتمارين الاسترخاء، ارجع لاستشارة بموقعنا تحت رقم: (2136015) وطبق ما بها من تمارين فهي مفيدة جدا.

خامسا: اعمل لنفسك برامج تمارس من خلالها الرياضة الجماعية، تذهب إلى أماكن التجمعات، إلى الأسواق، تزور المرضى، تمشي في الجنائز... هذا كله تعريض إيجابي مفيد جدا.

والحمد لله تعالى أنت مجتهد ومتفوق، وأسأل الله لك المزيد من التوفيق، ولا تتحسس أبدا أن الناس تراقبك، لا، هذا ليس مجودا، وكما ذكرت لك الأعراض مبالغ فيها.

إذا هذا هو علاج حالتك، وأنت ذكرت أنك لا تريد أدوية، بالرغم من أن الأدوية فعالة ومفيدة وتسهل لك تطبيق الآليات السلوكية التي ذكرناها، وأترك لك الأمر، وإن أردت أن تستعمل الدواء فعقار (زيروكسات)، ويسمى علميا باسم (باروكستين) ممتاز، وأنت تحتاجه بجرعة صغيرة، تبدأ بنصف حبة (عشرة مليجرام) تتناولها يوميا لمدة أسبوعين، بعد ذلك تجعلها حبة كاملة – أي عشرين مليجراما – تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول هذا الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات