أعاني من اضطراب وتفكير في الموت، ما نصيحتكم؟

0 208

السؤال

السلام عليكم

أعاني من اضطراب، فقد تأثرت بوفاة شخص لا أعرفه، ومنذ يوم الخميس في الصباح قلت سأنام، وعندما ذهبت لأنام جاءني شعور غريب، وهو خفقة في القلب ودوخة، وكأن شيئا يقبض روحي، وبدأت أتشهد، وبعدها وقفت لأشرب ماء، وجاءني نفس الشعور، وتشهدت، وبدأت أفكر في أنني سأموت، وأصبح هذا الشعور الغريب أشعر به باستمرار!

كلما أحاول أن أنسى لا أستطيع، ولا يكون في بالي غير الموت، أقول بيني وبين نفسي: أريد رؤية أهلي وأريد أن أقول لهم: سامحوني، ولا أعرف ما هذا الشعور؟! أشعر بخوف غير طبيعي، ولن أستطيع الجلوس في غرفتي كأن البلاء في الغرفة!

اليوم عندما أردت أن أستمع إلى سورة البقرة سمعتها في البداية، وبعد ذلك ما استطعت فأغلقت السورة، وبدأت بالبكاء، وشعرت ببرودة في أطراف أصابع اليد والرجل، وأشعر بأني سأموت، وأريد أن أودع أهلي، لا أعلم لماذا؟ وما السبب؟ ولكن هذا الخوف لا يزال، ولا أستطيع النوم والجلوس وحدي!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منيرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما دمت موجودة في قطر فربما يكون من الأفضل أن تحضري تحويلا من المركز الصحي، وتقابلي أحد الأطباء في قسم الطب النفسي الموجود بالقرب من جسر الجيدة، هذا قد يكون أفضل بالنسبة لك، وإن لم تتمكني فأقول لك: إن حالتك - إن شاء الله - حالة بسيطة، الذي حدث لك - بعد وفاة الشخص الذي نسأل الله تعالى له الرحمة - حدث لك ما نسميه بالارتباط الشرطي، يعني تأثرت بهذا الحدث، وبدأت عندك نوبة من الخوف الناتج عن شيء من القلق، وبما أن الحدث كان يتعلق بالموت فأتتك نفس الأفكار ونفس المحتوى، وهذا معروف - كما ذكرت - ما يسمى بالارتباط الشرطي.

مثل هذه التفاعلات - إن شاء الله - هي تفاعلات عابرة وعرضية، لا أريد أن أضعها في خانة المرض أبدا، هو قلق مخاوف عرضي - إن شاء الله تعالى - وحتى الشعور الذي أتاك بالبكاء وبرودة الأطراف هذا كله تعبير عن مشاعرك الداخلية، وهذه نسميها بالأعراض النفسوجسدية.

أرجو أن تطمئني - أيتها الفاضلة الكريمة - اسألي الله تعالى لموتاك وموتى المسلمين الرحمة، وانصرفي بتكفيرك كله لما يجعل حياتك أكثر ترتيبا، وتجعلي نمطها نمطا إيجابيا، ووزعي وقتك بصورة طيبة، وبما أنك ليس لك وظيفة وظرفك الاجتماعي واضح جدا، فهنا أقول لك: يا حبذا لو انضممت لأحد مراكز تحفيظ القرآن، وهي كثيرة جدا في الدوحة، هذا يجعلك تطورين مهاراتك الاجتماعية، وقطعا سوف تستفيدين؛ لأن تدارس كتاب الله تعالى وحفظه من أعظم ما يمكن أن يقتنيه الإنسان في هذه الدنيا.

في ذات الوقت أريدك أن تطبقي تمارين الاسترخاء، هذه التمارين تمارين بسيطة جدا، لكنها مفيدة جدا، ومن أفضلها تمارين التنفس المتدرج، ولتطبيقها اجلسي على كرسي مريح داخل غرفة هادئة - أو على السرير - أغمضي عينيك، افتحي فمك قليلا، قولي (بسم الله الرحمن الرحيم) تفكري وتأملي في حدث سعيد، ثم بعد ذلك خذي نفسا عميقا وبطيئا عن طريق الأنف، اجعلي صدرك يمتلئ بالهواء، وهذا مهم جدا، ثم أقبضي الهواء في صدرك لمدة أربع ثوان، ثم أخرجي الهواء عن طريق الفم، أخرجيه بقوة ودقة وبطء.

هذا التمرين تمرين مفيد جدا، كرري هذا التمرين خمس مرات متتالية، ثم بعد ذلك قومي بقبض راحتي يديك وشدي عليها بشدة شديدة، وقولي: (أنا الآن أقبض على يدي) وفي ذات الوقت اضغطي على فكيك ضغطا شديدا، ثم بعد ذلك قومي بعملية الاسترخاء أو الإطلاق، افتحي فكيك ببطء، ثم أيضا قومي بإطلاق يديك ببطء شديد وقولي لنفسك: (أنا الآن الحمد لله في حالة استرخاء تام)، وهكذا.

هذه تمارين بسيطة ولكنها تمارين مفيدة جدا، ويمكن أن ترجعي لاستشارة بموقعنا تحت رقم (2136015) وسوف تجدين فيها المزيد من التفاصيل، فأرجو أن تلتزمي بتطبيقها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكر لك ثقتك في إسلام ويب، وكما ذكرت لك نحن على أتم الاستعداد لاستقبالك في قسم الطب النفسي إن دعت الضرورة.

مواد ذات صلة

الاستشارات