متردد في خطبتها بسبب أن أباها يتناول الحشيش.. هل أتقدم لها أم أتركها؟

0 236

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إخواني الأفاضل أحتاج استشارتكم في موضوع زواجي ببنت تقدمت لها، ونظرت إليها النظرة الشرعية، ولكن في ذلك الوقت لم تناسبني، وصليت الاستخارة وتعقد الموضوع، الآن تقدمت لها مرة أخرى، ولكني لم أكن أعلم أن والدها قد ربح مبلغا ضخما فور بيعه أرض في حدود أرض مكة المكرمة مما جعله يعود إلى سابقته القديمة، وهي شرب الحشيش.

الآن لا أعلم ماذا أفعل؟ هل أتقدم لها؟ علما أن البنت ذات خلق ودين، وتعامل والدي بمعاملة ممتازة، والكل يثني على حسن أخلاقها، والدتها طلبت الخلع من والدها، وهي صغيرة لنفس سبب الشرب، ووافق بشرط أن تبقى البنت معه، بعدها بمدة ترك شرب الحشيش وتفرغ لتربية ابنته، وهي الآن عمرها 24 سنة، وما شاء الله أخلاقها عالية جدا.

مشكلتي في الأب هل تنصحون بالتقدم أم لا؟ الذي أخاف منه إذا أتى إلي في منزلي، ماذا يحدث لو شرب الحشيش في بيتي؟ وإذا رزقت بأبناء، ماذا سيتعلمون منه؟ وأيضا إذا تم القبض عليه في منزلي، ماذا أفعل؟ أو حتى خارج منزلي، ماذا علي أن أفعل؟

استخرت الله أكثر من مرة، ولكني خائف ومتردد، أيضا أحب أن أنوه أن لي إلى الآن ما يقارب من سنتين ونصف، وأنا أبحث عن زوجة أناسبها وتناسبني، وفي هذه البنت وجدت غايتي عدا البشرة البيضاء، فهي سمراء بنسبة قليلة جدا، ولكن ما شدني إليها مرة أخرى حسن أخلاقها.

ساعدوني -بارك الله فيكم- ولكم جزيل الشكر والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ abu abdalah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أخي الحبيب- في موقعك إسلام ويب، وإنه ليسرنا تواصلك معنا في أي وقت، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.

وبخصوص ما تفضلت بالحديث عنه، فإننا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:
أولا: هدئ من روعك يا أخانا، فالأمر هين، والموضوع -إن شاء الله- بسيط، ونسأل الله أن يوفقك للخير، وأن يقدره لك حيث كان.

ثانيا: قبل أن نجيبك نحب أن نطمئنك أنه من كتبها الله لك زوجة هي معلومة من قبل أن يخلق الله السموات والأرض بخمسين ألف سنة، والله لا يقدر لعبده إلا الخير، فقد روى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أول ما خلق الله القلم قال له: اكتب، فكتب مقادير كل شيء قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء).

ثالثا: قد ذكرت أنك صليت الاستخارة، والمرأة مناسبة لك إلا فيما يتعلق بالبشرة، ولا بد هنا أن نذكر لك بعض الأمور:
1- ليست هناك فتاة كاملة المواصفات، ومن بحث عن كل ما يريده لن يتزوج من أهل الدنيا.

2- الأصل في البحث عن الفتاة الدين والخلق، ثم بعد ذلك النظر إلى ما يدعوك إلى نكاحها.

3- قد ذكرت أن الفتاة صاحبة دين وخلق، وهي كذلك، علاقتها بأهلك جيدة، ونحن نراها من خلال حديثك مناسبة تماما لك، خاصة وأنت منذ أكثر من عامين وأنت تبحث، ولذلك نوصيك بالمضي قدما إلى إتمام الزواج.

4- قد علمنا القرآن أن الإنسان لا يتحمل وزر غيره، والفتاة لا علاقة لها بما فعله والدها، ولعل في زواجك لها عتق لها من تلك الحياة القائمة على الخمر، -نسأل الله العفو والعافية-، فإن تزوجتها لأجل ما عندها من دين وخلق، ولأجل إنقاذها من تلك البيئة فقد أصبت الأجر العظيم -أخي الحبيب-.

5- الافتراضات التي ذكرتها تقوم على الظن، إذا افترضت أنه سيستمر في شرب الخمر، وهذا رجم بالغيب، وما يدريك فقد يمن الله عليه بالهداية، ويصبح من خيار الناس.

6- إذا افترضنا أن الرجل سيبقى -والعياذ بالله- على ما هو عليه، فلك الحق -أخي الحبيب- بعد أن صارت زوجتك أن تحافظ عليها وعلى أولادك إن شعرت أن وجوده قد يضرهما، ولن يلومك أحد على ذلك.

وأخيرا: قد ذكرت أنك استخرت الله، ولذلك توكل على الله، فالله لا يسلمك إلا إلى الخير بعد أن استخرته، فإن تم الزواج فهو الخير، وإن تعرقل، فاعلم أن هذا هو الخير.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات