شعوري الوحدة والعزلة في الغربة، جعلني أهمل دراستي

0 131

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 19 سنة، ابتعدت عن أهلي فترة للدراسة، في البداية كنت أدرس جيدا، لكن بعد ذلك بدأت أشعر بالحزن والعزلة وعدم الرغبة في الدراسة، وتطور الأمر معي إلى أن أصبت بوسواس الموت، ومن كثرة التفكير أصبت باضطرابات في الجهاز الهضمي، وأحيانا أتذكر أهلي وأبكي، وأنسى أمر الدراسة، فهبط مستواي الدراسي كثيرا، وأخبرت أهلي بالعودة، لعل من الممكن أن تتحسن حالتي، لكن الأمر استمر، ولكن بشكل أخف.

أنا الآن محبطة لأنني لا أستطيع أن أذاكر جيدا، أشعر أحيانا بعدم قيمة الفعل، وأنني فارغة ولا أشعر بالتقدير من أحد، لدي حلم أود الوصول إليه، لكن كل هذا يعيقني.

أرشدوني إلى الحل، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ يارا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مشكلتك بسيطة، نسميها بعدم القدرة على التكيف أو التواؤم، نسبة لابتعادك عن أهلك، وهذه تعالج من خلال الإصرار على الإنجاز، والإنجاز هنا يعني أن تجتهدي في دراستك، تصوري نفسك بعد خمسة أو ستة سنوات من الآن، لا بد أن تكوني تلك الخريجة الجامعية المتزوجة، الخريجة المتميزة.

إذا وضع مشروع لعمرك، مشروع لحياتك، هدف، والأمر واضح جدا، هذا -إن شاء الله تعالى- يزيد من عزيمتك وجلدك وتوجهك الإيجابي نحو الدراسة، قيمة العلم يجب أن تستشعريها، وأنا دائما أقول أن أعظم مكسب يمكن أن يكسبه الإنسان في الحياة -ذكرا كان أو أنثى- هي المعرفة والعلم والدين، وكلاهما مكمل لبعضهما البعض، علمك لا أحد ينزعه منك، دينك لا أحد ينزعه منك، لكن المال قد يضيع وصحتك قد تنتهي.

فيا أيتها الفاضلة الكريمة: ابني رغبتك في الدراسة من خلال هذا التفكير الإيجابي، والتواصل مع الأهل ليس من الصعب، ما دام المكان الذي تدرسين فيه هدفك وهو الدراسة، مهما كانت الظروف الأخرى غير مواتية، فيجب أن تتعايشي معه، يجب أن تتواءمي، يجب أن تتكيفي، وأنا متأكد أنه حولك عددا من الفتيات الممتازات، فتواصلي معهن، لأن التعاضد يمثل دفعا نفسيا إيجابيا جدا، ونظمي وقتك.

كل أعراضك من هذا الخوف والوسوسة واضطراب الجهاز الهضمي، نسميها أعراضا نفسوجسدية، ناتجة من حالة قلق وعدم القدرة على التكيف التي نشأت لديك، فمن خلال التفكير الإيجابي الذي تحدثنا عنه، والسعي في مشروع المستقبل وتنظيم الوقت – هذا مهم جدا – والنوم المبكر مفيد جدا، وتجنب النوم النهاري، وممارسة أي تمارين رياضية تناسب الفتاة المسلمة، هذا بالنسبة لك مطلوب تماما.

فهذه هي الأسس التي يجب أن تتبعيها، وليس هنالك ما يدعوك للإحباط، أنت ما زلت صغيرة، الحياة أمامك -إن شاء الله تعالى- جميلة، حركي وجدانك وخبراتك الداخلية؛ لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، فغيري نفسك، وأنت تمتلكين الآليات -إن شاء الله تعالى-.

نتمنى أن نراك عالمة كبيرة متميزة، تخدمين نفسك وأمتك وأهلك، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات