الرهاب يعيقني عن الترقي والانتقال من وظيفتي

0 65

السؤال

السلام عليم ورحمة الله وبركاته.

مصابه بمرض الرهاب شفاكم الله من كل مرض، وحالتي هي الخوف الشديد من الحديث أمام الناس، وقد يؤدي بي الأمر إلى عدم استطاعة الكلام عندما يكون عدد الجمهور كبيرا أو صغيرا، أو إن لم يسبق لي تجربة هذا الموقف، ولكن عندما أكون مع صحبة مجموعة بسيطة أستطيع الكلام وبحرية وبطلاقة، ولكن أمام الجمهور هي المشكلة، تزيد ضربات القلب بشكل كبير، وتنتج عنه رعشة في الجسم، وعرق شديد، إحساس بالأغماء، تلعثم، ضربات في الظهر كأنه طلق.

حاولت أكثر من مرة ولكن لم أستطع التغلب على هذه الأعراض، وبعد كل محاولة ترجع لي نفس الحالة وبشكل أكثر من ذي قبل، مع العلم أنني أقوم بمواجهة هذه المواقف بشكل ليس بكبير، لكن تعوقني الأعراض عن الترقي أو أن أنقل لوظيفة أكبر؛ لأنني أعلم أن التحدث أمام الجمهور أو مديرين سيكون كارثة بالنسبة لي، وأحاول التغلب عليها، ولكن أريد شيئا يساعدني.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دينا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على التواصل مع إسلام ويب، ونسأل -الله تعالى- لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

من الواضح أنك تعانين مما نسميه بالرهاب الاجتماعي، لكنه -الحمد لله تعالى- من الدرجة البسيطة، ورهابك هو ما يسمى برهاب الأداء، يعني أن مجرد التفكير في التفاعل الاجتماعي أو التعرض لجمهور -كبيرا كان أو صغيرا- يثير لديك الجهاز العصبي اللاإرادي، ويظهر ذلك في شكل إفراز لمادة الأدرينالين التي تؤدي إلى تسارع في ضربات القلب، وشعور بالخوف، وعدم الارتياح، وربما رعشة أو تلعثم في الكلام.

أيتها الفاضلة الكريمة: المخاوف من هذا النوع منتشرة، كثيرة، وعلاجها -إن شاء الله تعالى- ليس صعبا، يحتاج منك شيء من العزيمة والتصميم، أهم شيء هو أن تغيري مفاهيمك، ونقصد بذلك أن تستوعبي أن التغيرات الفسيولوجية الداخلية مثل تسارع ضربات القلب أو الرعشة أو حتى التعرق والتلعثم، هي تجارب خاصة بك أنت، ليست بالضخامة التي تتصورينها، ولا أحد يطلع على ضربات قلبك، هذا يجب أن يتم استيعابه تماما من جانبك.

الأمر الآخر: هذه التغيرات أو الخوف الاجتماعي عامة ليست دليلا على ضعف شخصيتك أو قلة إيمانك، هو خوف مكتسب، ربما يكون مررت بتجربة سلبية كان هناك فيها نوع من الرهبة ولم تعرها اهتماما، لكنها ظلت مشفرة ومسجلة في كيانك الوجداني مما جعلها تظهر عند أي تعرض في المستقبل.

العلاج الأساسي بجانب التفهم والإدراك الذي تحدثنا عنه هو التجاهل التام، والإصرار على التعريض أو التعرض، يعني أن تتعرضي للموقف الذي تخافينه دون أن تتفاعلي سلبيا، ومن أفضل أنواع التعرض ما يسمى بالتعرض في الخيال، تتصوري أنك أمام مجموعة كبيرة جدا من النساء في عزومه أو حفلة، أو شيء من هذا القبيل وودت أن تتقدمي لهن بكلمة شكر وتقدير، تصوري موقفا آخر أنك أيضا كنت في محاضرة دينية مثلا وكنت تجلسين في أول الصفوف وأشارت إليك المحاضرة لتعلقي على ما ذكرت، وشيء من هذا القبيل.

إذا هذا النوع من التعريض في الخيال مهم جدا ومفيد جدا، وبعد ذلك يلجأ الإنسان إلى التطبيق الواقعي، التطبيق الواقعي: لا تتجنبي مناسبات الأهل، هذه مهمة جدا، وضعي لنفسك برنامج ثابت تكوني من خلاله لك حضور وحضور أساسي جدا في المناسبات، هذا أنصحك به كثيرا.

الأمر الثاني: تطبيق تمارين الاسترخاء، هذه التمارين تمارين ممتازة جدا وهي معروفة بأنها تجعل الإنسان في حالة استرخاءيه، والاسترخاء قطعا هو ضد القلق، والقلق هو مكون رئيسي للرهاب الاجتماعي، موقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو الرجوع إليها والاطلاع على تفاصيلها وتطبيق الإرشادات الواردة.

النقطة الأخرى هي العلاج الدوائي، هنالك أدوية ممتازة جدا وسوف تساعدك كثيرا، إن أردت أن تذهبي إلى الطبيب النفسي هذا هو الأفضل، وإن لم تستطيعي الذهاب إلى الطبيب النفسي هنالك أدوية ممتازة مثل الزيروكسات والذي يسمى علميا (باروكستين) أو الزولفت والذي يسمى علميا (سيرترالين)، ويسمى تجاريا في مصر (مودابكس).

جرعة المودابكس هي حبة واحدة (خمسين مليجراما)، يتم تناولها ليلا بعد الأكل لمدة شهر، ثم ترفعيها إلى حبتين ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم حبة ليلا لمدة ستة أشهر، ثم حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقفي عن تناول الدواء، الدواء سليم جدا وفاعل جدا.

أما إذا كان اختيارك هو عقار باروكستين فجرعته هي أن تبدئي بنصف حبة (عشرة مليجرام) تتناولينها يوميا لمدة أسبوعين، ثم تجعليها حبة واحدة يوميا لمدة شهرين، ثم حبتين ليلا لمدة شهرين، ثم حبة واحدة ليلا لمدة أربعة أشهر، ثم نصف حبة لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم حبة كل ثلاثة أيام مرة واحدة لمدة شهر آخر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

أنت محتاجة لأحد الدوائين وليس لكلاهما، هذا مهم جدا، وتناولك للدواء يجب أن يستصحب بالتطبيقات السلوكية التي ذكرناها؛ لأن هذا يؤدي إلى النتائج العلاجية الإيجابية.

أسأل الله لك العافية والشفاء.

مواد ذات صلة

الاستشارات