أعاني من وسواس الموت، ما العلاج؟

0 234

السؤال

السلام عليكم..

حالتي بدأت منذ سنة تقريبا وعمري الآن 20، كنت نائمة وأثناء نومي استيقظت على إحساس أنني سوف أموت، زغللة في العين، ودقات قلبي قوية، رجفة في الأطراف، وإحساس يقول لي: بأني سوف أموت.

بعد ساعة تقريبا أصبح الوضع طبيعيا، لكن قلبي مازال خائفا، ويوميا تأتيني الحالة، مرة أقوى ومرة أخف؛ حتى اطلعت على قصص مشابهة واكتشفت أنها نوبات هلع.

نفسيتي بدأت ترتاح، وما هي إلا أيام حتى عدت كما كنت في السابق، بل وتطور الموضوع حتى وأنا أشاهد التلفاز تأتيني الحالة بشرط أن أكون لوحدي.

استغرق الموضوع فترة حتى سيطرت على نفسي نوعا ما، كانت فترة صعبة جدا لكن بعدها وجدت نفسي أنساق إلى وسواس المرض، وكل يوم يأتيني أشك أن عندي المرض الفلاني، وسيطرت على نفسي مجددا بعدما اكتشفت أنها أيضا حالة نفسية مرضية.

وأخيرا وجدت أنني عدت لوسواس الموت ولكن ليس على شكل نوبات ذعر، إنما بإحساس حزن دائم وكرهت كل ما في الدنيا، حتى عندما أفرح أرجع للحزن.

عجزت ولم أستطع أن أتحكم في نفسي أكثر، أخاف أن أصل لمرحلة انتحار أو قنوط من رحمة الله، لا أعلم ما هي فكرتي تجاه الموت؛ هل هو إنكار، أم عدم تقبل للفكرة؟

لكن ما أريده هو التخلص من هذه الفكرة، فما الحل؟ وما هو تفسير حالتي كي أحاول من جديد فهم نفسيتي؟ وإن كان هناك دواء لحالتي هل أستطيع صرفه بدون ورقة من الطبيب؟

آسفه على الإطالة، وجزاكم الله خيرا، وفرج الله لكم كل الهموم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حالتك هي حالة نفسية، ويعرف أن هذه الحالات النفسية تأتي في نوبات في بعض الأحيان، تظهر وتختفي، وربما تظهر مرة أخرى في نفس الصيغة والمحتوى، أو يحدث هناك نوع من التعديلات.

الحالة (النوبة) التي ظهرت عندك في بداية الأمر هي نوبة هلع أو فزع، وهو نوع من القلق الحاد الذي يتسم بوجود مخاوف، لا يعرف سببه على وجه التحديد، بعد ذلك أخذت الحالة لديك ما نسميه بقلق المخاوف الوسواسي.

هذه الحالات تعالج، وتعالج بصورة ممتازة جدا، العلاج الدوائي مهم، يضاف إليه ما يسمى بالعلاج السلوكي.

أنا أنصحك بأن تذهبي وتقابلي الطبيب النفسي، هذا أفضل، المقابلة المباشرة فيها دعم كبير؛ لأن الشرح التفصيلي والإرشاد التفصيلي، وأن يواجه المريض الطبيب مباشرة، هذا في حد ذاته فيه قيمة علاجية.

لكن إن كنت لا تستطيعين أن تذهبي فأنا أقول لك: حقري تماما هذه الأفكار، استفيدي من وقتك بصورة صحيحة، مارسي أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة، وطبقي تمارين الاسترخاء، والتي أوردناها في استشارة بموقعنا تحت رقم (2136015)، فيها تفاصيل جيدة جدا هذه الاستشارة إن شاء الله تعالى تكون مفيدة لك.

التخلص من الفراغ أيضا أمر نحن دائما نطالب به، وهو بالفعل أحد الركائز الأساسية لعلاج مثل هذه الحالات، وأن يكون التفاؤل هو منهجك الحياتي، هذا أيضا مهم جدا، فاحرصي على ذلك، وأنت لديك -الحمد لله تعالى- أسباب كثيرة لأن تكوني شخصا متفائلا.

بالنسبة للعلاج الدوائي في حالة عدم ذهابك للطبيب: السبرالكس والذي يعرف علميا باسم (إستالوبرام) هو الدواء الأفضل، الدواء الذي ننصح به في مثل هذه الحالات، والجرعة المطلوبة في حالتك ليست من الجرعات الكبيرة، جرعة صغيرة، تبدئي بخمسة مليجرام -الحبة تحتوي على عشرة مليجرام- أي نصف حبة، تناوليها يوميا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها عشرة مليجرام يوميا، وهذه تستمري عليها لمدة شهرين، ثم بعد ذلك اجعلي الجرعة عشرين مليجرام، وهذه هي الجرعة العلاجية الصحيحة.

لا تترددي، لا تتخوفي، الجرعة ليس فيها أي خطورة، فاستمري على العشرين مليجرام لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها عشرة مليجرام يوميا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم خمسة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأؤكد لك أن الدواء سليم، وأن حالتك يمكن أن تعالج بصورة ممتازة جدا، اتبعي ما ذكرته لك من إرشاد، وأسأل الله لك الشفاء، والعافية، والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات