تتغير تصرفاتي حينما أرى شخصا ينظر إلي.. هل هي من أعراض الرهاب؟

0 90

السؤال

السلام عليكم..

أعاني من الرهاب الاجتماعي، وأثر على حياتي الاجتماعية والعائلية وكل نواحي حياتي.

أعاني من حالة غريبة، لا أعرف إذا كانت هذه من أعراض الرهاب الاجتماعي أو غير ذلك، وهي أني عندما أرى شخصا ينظر إلي -سواء كنت أعرفه أم لا- وعندما أمشي أمام ذلك الشخص الذي ينظر إلي، أحس أنني لا أمشي على الأرض، والأرض لا أحس بها من تحتي، وأحاول المشي أسرع من المعتاد، وتظهر هذه الحالة الغريبة بشكل واضح من خلال خطواتي.

ما رأيكم بهذه الحالة؟ لأنني أعاني منها أكثر مما أعاني من الرهاب نفسه، لأن تأثيرات هذه الحالة تظهر على طريقة مشيتي، وطريقة كلامي.

أرجو الحل، وشكرا، وبارك الله فيكم على هذا الموقع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أعتقد أن الحالة هي جزء من الرهاب الاجتماعي، قد يؤدي إلى شيء من عدم التوازن، أو عدم التأكد من الذات، وتختلف الأحاسيس ودرجة التوازن عند الإنسان، لكن حتى نقدم لك نصيحة متقنة وجيدة أريدك أن تذهب وتقابل الطبيب – طبيب الأعصاب أو الطبيب الباطني – ليقوم بفحصك فحصا كاملا، ويجري لك الفحوصات المختبرية المطلوبة.

هذه هي الخطوة الأولى التي يجب أن تنتهجها، وأنا ليس لدي تشكك كثير في أن الحالة عضوية، لكن دائما الطب يجب أن يكون متقنا، نتأكد من الجانب العضوي وكذلك الجانب النفسي.

بعد أن تراجع الطبيب – كما ذكرنا لك – وتناقشه في نتائج فحوصاتك، أعتقد أن علاج الرهاب مهم ومهم جدا، هنالك الجانب السلوكي الذي قطعا تكون سمعت عنه، والذي يقوم على مبدأ تحقير فكرة الخوف، والإصرار على ارتياد الأماكن التي تحس فيها بعدم الارتياح، وأن تجالس الناس، وأن تتواصل معهم، وممارسة الرياضة الجماعية وجدناه مفيدا جدا، وصلاة الجماعة في المساجد لا شك أنها تمثل تواصلا اجتماعيا من نوع خاص جدا ومن نوع معين، وفيه منافع الدنيا من حيث التواصل الاجتماعي وإزالة الرهاب، وإن شاء الله تعالى لك الأجر والثواب.

يأتي بعد ذلك تطبيق تمارين الاسترخاء، أيضا هي مهمة جدا، لأن الرهاب الاجتماعي والخوف الاجتماعي ليس جبنا وليس ضعفا في الشخصية، لكن مكون القلق هو المكون الأساسي فيه، لذا نحن دائما نوصي بتمارين الاسترخاء، حيث هي من مضادات القلق الرئيسي جدا.

موقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجع إليها وتطبق ما بها من تمارين، جيدة جدا ومفيدة جدا.

بقي بعد ذلك العلاج الدوائي، هنالك عدة أدوية، أفضل هذه الأدوية الزيروكسات –والذي يعرف علميا باسم باروكستين – أو الزولفت - والذي يعرف باسم (سيرتالين) – كلاهما جيد، وقد تجدهما في العراق بنفس المسميات التجارية أو تحت مسميات تجارية أخرى، المهم هو المكون العلمي للدواء.

يمكن أن تختار الزولفت، ابدأ فيتناوله بجرعة حبة واحدة ليلا لمدة شهر، ثم اجعلها حبتين ليلا – أي مائة مليجرام – وهذه جرعة صغيرة إلى وسطية. استمر على الحبتين ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها حبة ليلا لمدة شهر، ثم اجعلها حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم حبة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

الدواء سليم ولا يسبب الإدمان، وأنا على ثقة تامة أنه سوف يفيدك كثيرا، وهذا هو الذي أنصحك به، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات