عندما أكون قلقًا أشعر بوجع في المعدة حتى أني لا أستطيع النوم

0 223

السؤال

السلام عليكم

عندي مشكلة غريبة جدا، وهي أني عندما أكون قلقا أشعر بوجع في المعدة، وأحس بشيء من الخوف بسبب شعوري بالقلق الشديد، وأضل أفكر في الموضوع لدرجة رهيبة، حتى أني لا أستطيع النوم، وأشعر بصداع.

أريد التخلص من هذه العادة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكر لك الثقة في إسلام ويب.

حالتك – أخي الكريم – إن شاء الله بسيطة، وأنا أقول لك: نعم القلق يؤدي إلى انقباضات عضلية في أماكن معينة من الجسم، هذه الانقباضات انقباضات لا إرادية، أكثر الأماكن تأثرا هي المعدة والجهاز الهضمي عامة، لذا تسمع كثيرا من الناس من يقول لك: أنا عندي قولون عصبي، والقولون العصبي ما هو إلا عبارة عن تقلصات وانقباضات وحركة زائدة في القولون ناتجة من القلق النفسي، وكما تعرف – أخي الكريم أحمد – أن النفس والجسد لا ينفصلان، وهذه حكمة ربانية عظيمة، ما يؤثر على هذا يؤثر على ذاك أيضا.

إذا التوتر الداخلي يؤدي إلى هذه الانقباضات العضلية، وكما قلنا: إن الجهاز الهضمي يتأثر بهذه الانقباضات، أيضا عضلة فروة الرأس تتأثر، لذا تجد الكثير من الناس يشتكون من الصداع، وأنت واحد منهم، مع أن الصداع له أسباب أخرى، تجد أيضا البعض يشتكي من وخزات في صدره يخاف من مرض القلب، هذا كله ناتج من التوتر والقلق، وهكذا. واضطراب النوم غالبا هو ناتج أيضا من القلق.

إذا حالتك هذه حالة قلقية بسيطة، تحولت الأعراض إلى ما نسميه بالأعراض النفسوجسدية (سيكوسوماتية Psychosomatic) يعني أن القلق هو الذي سبب لك هذه الأعراض.

إذا – أخي الكريم – لا تقلق، كن مطمئنا، عبر عن نفسك، أكثر من الاستغفار، تواصل مع أصدقائك، واجعل لنفسك هدفا في هذه الحياة. أنت -الحمد لله- رجل متزوج وعليك مسؤوليات، وهنالك أشياء طيبة جدا في حياتك، فحاول ألا تقلق، أو حتى حين تقلق اجعله قلقا إيجابيا، وهو القلق الذي يدفعنا نحو النجاح، نحو الإنجاز، نحو التأمل والتدبر في هذه الحياة.

كما أن ممارسة الرياضة مهمة، فاجعل لنفسك نصيبا ووقتا للرياضة، الحرص على أمور الدين، الصلاة في وقتها، الدعاء، الذكر، تلاوة القرآن... هذه هي المطمئنات العظيمة التي متى ما تشبعت بها نفوسنا عشنا على خير، وفي أمان.

أخي الكريم: هناك دواء بسيط جدا لا مانع من أن تتناوله، وهو موجود في مصر، ورخيص جدا، الدواء يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل)، ويسمى علميا باسم (سلبرايد) تناوله بجرعة خمسين مليجراما – أي كبسولة واحدة – صباحا ومثلها مساء لمدة شهرين، ثم اجعلها كبسولة واحدة في الصباح لمدة شهرين أيضا، ثم توقف عن تناول الدواء.

دواء سليم وبسيط جدا، ويعالج القلق والأعراض النفسوجسدية.

لا تنس أيضا أن تذهب إلى الطبيب – أي طبيب/ طبيب عمومي، طبيب الباطنة – أنت لست محتاجا لطبيب نفسي، قم بإجراء فحوصات عادية، تأكد من مستوى السكر لديك، الدم، الضغط، وظائف الكلى، الكبد، فيتامين (ب12)، فيتامين (د)، مستوى الدهنيات في الجسم... هذه فحوصات عادية روتينية جدا، فاحرص أيضا على إجرائها، من أجل أن تطمئن أنت ونطمئن نحن كذلك على صحتك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات