الوساوس والرهاب الاجتماعي عزلاني عن المجتمع!

0 241

السؤال

السلام عليكم

عمري 20 سنة، أعاني من أربع مشاكل نفسية دمرتني.

المشكلة الأولى: الرعشة وزيادة دقات القلب عند المواقف المحرجة، وأحيانا في مواقف عادية بالنسبة لي أكون غير محرج.

أول مرة ظهرت عندي هذه المشكلة عندما نظمت أنا وبعض الأصدقاء ندوة، وكنت أنا المقدم، وعندما وقفت لأتكلم أمام الحضور شعرت بدقات قلبي زادت، وأصبح لدي تلعثم في الكلام، وبالكاد أنهيت التقديم، ومنذ تلك المرة وأنا أعاني من هذه المشكلة عند قراءة أي شيء أمام مجموعة من الناس، حتى زادت معه مشكلة الرعشة عند مقابلة الغرباء، أو عندما أكون في موقف مرعب، أو عندما أتوتر.

مثلا في اجتماع عائلي لم أستطع أن ألتقط صورة لأبي وعمي وأفراد العائلة، حيث عندما أردت التقاط الصورة كانت يدي ترتعش حتى لاحظوها، وهذه الرعشة لا تأتيني مع الجميع، فالأشخاص الذين أرتاح لهم أكون عاديا معهم.

المشكلة الثانية: إطلاق الغازات من غير قصد، وبدون صوت في المواقف التي لا أرتاح لها، وهذه المشكلة بالذات عقدتني، فمثلا عندما أقود السيارة مع شخص لا أرتاح له، أو أركب مع شخص أخجل منه، تقع الحادثة، حتى إنني لا أشعر بذلك، وكنت أظن أني أتخيل فقط، ولكنها كانت حقيقة وللأسف.

المشكلة الثالثة: أنني عندما أتحدث مع شخص أظهر وكأنني أكذب، فمثلا عندما يسألني شخص سؤالا عاديا، أقول له: أعد ما قلت، أو اشرح، وأبلع ريقي كثيرا، وأتحدث بسرعة، حتى إنني لم أعد أعرف كيف أتكلم مع شخص، ولا أستطيع النظر في عين الشخص الذي أتكلم معه لمدة طويلة، ولم أعد أعرف كيف أحكي قصة، أو أقول نكتة، حتى وإن كانت مضحكة، فعندما أريد قولها لا يضحك أحد، وعندما يقولها شخص آخر تظهر مضحكة.

هذه المشاكل جعلتني محبوسا في المنزل، وقل عدد الأصدقاء بسبب كثرة تجاهلي لهم، وأقسم أنني أريد الخروج لكنني أكرهه كوني الحلقة الضعيفة، أو لكوني ضعيف الشخصية في المجموعة، حتى إنني لا أعرف كيف أتحدث مع فتاة، رغم أني كانت لدي شخصية قوية، ولا أدري سبب هذه المشاكل.

حاليا أنا مدمر نفسيا؛ لأنني لا أستطيع إجراء مقابلة عمل بسبب هذه المشاكل، ولا أعرف كيف سأقابل زوجتي، وكيف سأكون مع زوجة تقدرني، وأنا لدي هذه المشاكل، صرت أعيش في الخيال، حيث أتخيل أنني إنسان أفضل، ولدي مهنة رائعة، وأحيانا أظل أفكر لساعة تقريبا.

أرجو منكم الرد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيوب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على التواصل مع إسلام ويب، وأعتقد أن مشاكلك الثلاث التي أوردتها هي ذات صلة ببعضها البعض، المشكلة الأولى تشير إلى وجود أعراض خوف أو رهاب اجتماعي، ومشكلة الغازات قد تكون فيها حقيقة، أي أنها بالفعل موجودة لكن ليست بالكمية أو بالصورة التي تتصورها، وغالبا قد يكون الأمر قد أخذ الجانب الوسواسي، أما المشكلة الثالثة فهي جلية جدا أنها ذات طابع وسواسي، وهو قولك أنك عندما تتحدث مع شخص تظهر كأنك تكذب، لا، هذا مجرد فكر وسواسي، ويعرف –أيها الفاضل الكريم– أن الوسواس والمخاوف الاجتماعية مرتبطة، فكلاهما ينتميان إلى مجموعة أمراض القلق.

والعلاج -أيها الفاضل الكريم– ليس بالصعب، العلاج يأتي من خلال:
أولا: السعي في تطوير حياتك، أنت قلت أنك لا تعمل، أتمنى إذا أن تكون مرتبط بدراسة مثلا، وإن لم تكن لا هذا ولا ذاك فلا بد أن تغير هذا الوضع، لا بد أن تجعل لحياتك معنى من خلال العمل أو مواصلة دراستك، هذه هي النقطة الأولى.

النقطة الثانية هي: تجاهل وتحقير هذه الأعراض، وهذا مهم جدا، وأن تكثر من التواصل الاجتماعي، أن تحرص في أن تشارك الناس في مناسباتهم، أن تحرص على الصلاة مع الجماعة في المسجد، أن تحرص في أن تنضم لأي جمعية خيرية أو اجتماعية، وتسعى دائما لبر والديك، وأن تكون مساهما أساسيا في تطوير أسرتك... هذه كلها مهارات ومهارات اجتماعية عظيمة جدا، تلبسك ثوب الثقة بالنفس، وهذه هي الحياة.

النقطة الأخرى هي: العلاج الدوائي، هنالك عدة أدوية تعالج قلق المخاوف وتعالج الوساوس وهذه التوترات، من الأدوية الجيدة عقار يعرف تجاريا باسم (ديروكسات) وهو موجود في المغرب تحت هذا المسمى، ويسمى علميا باسم (باروكستين)، الجرعة هي أن تبدأ بعشرة مليجراما –أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرين مليجراما– تناولها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة –أي عشرين مليجراما– استمر عليها لمدة شهر، ثم اجعلها حبتين يوميا –أي أربعين مليجراما– يمكنك أن تتناولها كجرعة واحدة مسائية، أم بمعدل عشرين مليجراما صباحا ومثلها مساء، استمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها حبة واحدة ليلا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم اجعلها نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء، هذه من الأدوية الممتازة والسليمة جدا، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها.

موضوع الغازات –أيها الفاضل الكريم– أنا أرى أن هناك جانبا وسواسيا فيه، وأنت مطالب بتجاهل الأمر، وفي ذات الوقت اقض حاجتك في وقتها، ومارس الرياضة، وتجنب الأطعمة التي تؤدي إلى تكوين الغازات، واحذر أيضا من بلع الهواء أثناء الكلام، كثيرا من الناس الذين تكثر لديهم الغازات يكون هذا هو السبب، وتمارين الاسترخاء أيضا سوف تفيدك، لأنها تقوي من عضلات البطن.

أعتقد أن الأخذ بهذه الإرشادات سوف يفيدك كثيرا، وقطعا تناول الديروكسات أيضا سوف يفيدك أيضا في هذا السياق.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات