تبتُ إلى الله، هل توبتي مقبولة؟

0 141

السؤال

السلام عليكم

أنا تاجر مقيم في أمريكا، متزوج، وعندي خمسة أولاد -والحمد لله- ملتزمون في الدين بشكل ممتاز، ويلبس البنات الحجاب. وضعي المادي ممتاز جدا، ولكنني لا أصلي، وأتصدق دائما، وأساعد أهلي في الأردن، وأساعد عائلة محتاجة في الأردن بشكل شهري. حصل معي سوء تفاهم مع شريكي في العمل وقررنا فصل الشراكة.

بداية أنا أخاف، وأفكر من الناحية المادية، وخوفي جعلني أرجع إلى الله، فبدأت أصلي كل الفرائض وأغض بصري، ولا أشاهد التلفاز، وأستمع إلى الدروس الدينية والقرآن، وندمت على كل لحظة مرت علي وأنا بعيد عن الله، لدرجة البكاء في بعض الأحيان، حتى وأنا أصلي!

سوالي هو: هل هذه التوبة يقبلها الله؟ وقد بدأت أخاف على المال.

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ م ص م حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك في موقعك إسلام ويب، وإنا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

بخصوص ما تفضلت بالسؤال عنه، فاعلم -حفظك الله- أن الله أراد بك الخير، ولعل ما قمت به من مساعدات للفقراء والمساكين واليتامى كان سببا في هذه العودة إلى الله -عز وجل-.

أخي الحبيب، اعلم -رعاك الله- أن الله إذا أحب عبدا يسر له طريقا للعودة إليه؛ ولذلك كان السلف إذا رأوا رجلا أنعم الله عليه بالدنيا وكان عاصيا لله -عز وجل-، وماله يزيد، كانوا يقولون: هذا استدراج من الله -عز وجل- له.

أنت قد ابتليت -أخي الحبيب- فرجعت إلى الله، وهذا يدل -إن شاء الله- على محبة الله لك، سمع عبد الله بن المبارك رجلا يقول: ما أجرأ فلانا على الله، فقال له: "لا تقل ما أجرأ فلانا على الله؛ فإن الله -تعالى- أكرم من أن يجترأ عليه، ولكن قل: ما أغر فلانا بالله"، فسأل الإمام أبا سليمان الداراني، فقال: "صدق ابن المبارك، الله -تعالى- أكرم من أن يجترأ عليه، ولكنهم هانوا عليه فتركهم ومعاصيهم، ولو كرموا عليه لمنعهم منها"، لو كان لهم مكانة عند الله لابتلاهم؛ حتى يقربهم منه.

الشاهد -أخي الفاضل-: أن هذه التوبة لا يضرها هذا المنطلق، ولا تجعل الشك يفسد عليك قربك من الله.

نسأل الله أن يفرج كربتك، وأن يزيدك ثباتا وطاعة لله -عز وجل-، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات