أعاني من إرهاق وتعب وخمول وعدم تركيز، ما توجيهكم؟

0 292

السؤال

السلام عليكم

أعاني منذ نحو عامين ونصف العام من إرهاق وتعب وخمول، وعدم تركيز؛ مما أثر على حياتي وعملي، فقد جعلني أهمل فيه لأني أصبحت شخصا كسولا.

في بداية الأمر كرهت الحياة كثيرا وزهدت عنها، عندما أصاب بنوبة برد أو انفلوانزا أشعر أن حالتي تزداد سوءا، وبفضل الله تأقلمت مع هذ المرض كثيرا، وجعله الله سببا في التزامي كثيرا، وقد قمت بعمل تحاليل كثيرة جميعها سليمة.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

رسالتك طيبة، ونسأل الله لك العافية، وجل مشكلتك هي هذه الإصابة العامة بالإجهاد والإرهاق وافتقاد الطاقات.
افتقاد الطاقات الجسدية غالبا يكون مصحوبا بافتقاد الدافعية النفسية أيضا، وهذا مما يجعل الإنسان يحس بشيء من الإحباط.

أخي الكريم: فحوصاتك كلها جيدة وممتازة، وهذا أمر جيد ومشجع جدا، وهذا يجب أن يكون حافزا أساسيا لك لتكون أكثر ثقة في مقدراتك، وبترتيب بسيط جدا تستطيع أن تخرج مما أنت فيه من إجهاد وإرهاق.

أهم ما تقوم به هو النوم الليلي المبكر، وألا تنام أثناء النهار، وأن تمارس الرياضة، وأن تجعل لنفسك برامج يومية تدير من خلالها وقتك - أيها الفاضل الكريم – حين ترتب خارطتك الذهنية (سوف أفعل كذا الساعة كذا، وسوف أقوم بكذا في الوقت المعين) هنا تتحسن الدافعية، وحين ينجز الإنسان حتى ولو كانت إنجازات بسيطة، مثلا إذا ذهبت وزرت مريضا في المستشفى، قطعا سوف تحس بمردود إيجابي جدا، لو قرأت شيئا مفيدا، هذا فعل وعمل ممتاز، أيضا سوف يعود عليك بخير كثير، فيا أخي الكريم: أحسن إدارة الوقت، وكن منضبطا مع نفسك، ولا تجعل نفسك تراوغك أو تجرك نحو التكاسل، لا.

نقطة أخرى مهمة جدا: ما هو هدفك في الحياة؟ ما هو مشروعك في الحياة؟ يجب أن تضع أهدافا في حياتك وتضع الآليات التي توصلك إليها، وهذه الآليات دائما تكون على المدى القريب وعلى المدى البعيد.

بناء على ذلك – أخي الكريم – سوف تجد أن الكسل والإرهاق أصبح لا مكان له، لأن الفعالية موجودة، لأن الطاقات أصلا موجودة، حباك الله بها، كانت مختبئة ولكنك الآن أخرجتها، امتثالا لقوله تعالى: { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}.

أخي الكريم: الدعاء (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال)، هذا دعاء عظيم، تمسك به، ويجب أن تكون لك قناعات ويقين أنه - إن شاء الله تعالى – مستجاب.

أخي: أنت لست في حاجة لعلاج دوائي، لأنني لا أرى أي مؤشرات أساسية للاكتئاب النفسي، أحيانا الاكتئاب يؤدي إلى الإجهاد، ويؤدي إلى الشعور بالإرهاق، لا أرى أي مؤشرات له.

فحوصاتك كلها سليمة، هذا أيضا طمأننا كثيرا، وربما سيكون من الجيد أن تتأكد أيضا من مستوى فيتامين (د) وفيتامين (ب12) في الدم، هذه الفيتامينات حين تنقص أيضا قد تسبب شيئا من الإجهاد والشعور بالإرهاق والخمول.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات