أعاني من وساوس ومخاوف وتردد عند فعل كل شيء

0 193

السؤال

السلام عليكم

أنا صاحبة الاستشارة السابقة رقم (2173251)، أصبحت حالتي أفضل قليلا، ولكن الأفكار ما زالت موجودة عندي، أصبحت أخاف من كل شيء، وأتردد من فعل أي شيء، وهذا الشيء يزعجني ولا يجعلني أستمتع بحياتي، وكأن شيئا يقول لي: إن فعلت كذا فسوف يحدث كذا، فمثلا: أصبحت أخاف عند خروجي من المنزل أن يحدث لي أي شيء، وأصبحت أخاف من أبسط الأمور.

أرجوكم أريد أن أغير من حياتي وأعود كما كنت في السابق، أريد أن أكون أكثر إيجابية ومرحا وسعادة وثقة بالنفس، وأبتعد عن هذه الأفكار والمخاوف التي لا تعني شيئا.

علما بأنني توقفت عن العلاج ولا أستطيع أن أكمله، وهل ينفع استبدال العلاج بالفيتامينات؟

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sara حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أرى أنه من الأفضل أن تذهبي وتقابلي طبيبا نفسيا -أيتها الفاضلة الكريمة-؛ لأنه حين يقابل الإنسان الطبيب مقابلة مباشرة هذا يعزز قناعات الإنسان بأهمية العلاج، ونوعية العلاج، وكيفية العلاج، وأن العلاج حزمة ورزمة واحدة، فهنالك الإرشاد، وهنالك الإصرار على التغيير، وهنالك تناول الدواء، وكلها مكملة لبعضها البعض.

أنت تعيشين في الكويت، -والحمد لله تعالى- يوجد أطباء من المتميزين جدا، فاذهبي -أيتها الفاضلة الكريمة وقابلي الطبيب، وأنا من جانبي أؤكد لك على ما أكدت عليه سابقا، وهو ضرورة تحقير الفكر السلبي، وتجاهله تجاهلا تاما، ولا تجري أي نوع من الحوارات الوسواسية مع نفسك، وكوني صامدة وصابرة وقوية، وحين يهيمن الفكر الإيجابي ستتغير الأمور بصورة ممتازة جدا، وهذا سيجعلك -إن شاء الله تعالى- تحسين بالرضا، بل وبالثقة بنفسك.

الثقة بالنفس ليست أمرا يستورده الإنسان من عالمه الخارجي، إنما هي شيء نابع من الذات، والله تعالى حبانا بطاقات عظيمة جدا، والحق -عز وجل- وجهنا إلى أن نغير نحن من أنفسنا، وبين أن التغيير يأتي أولا منا، إذا وجد منا الإصرار، مصداقا لقوله تعالى: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} وقال تعالى: {فاتقوا الله ما استطعتم} فالمخاوف والفكر السلبي يستبدل بغيره، وهذا أمر متاح جدا.

سؤالك الأخير حول: هل الفيتامينات تنفع؟ الفيتامينات تنفع لمن لديه نقص منها، ولكن من ليس لديه نقص منها فلا داع لأن يتناولها، بل قد تكون مضرة له؛ لأن تركيز الفيتامينات الزائد عما هو مطلوب يتم استقلابه عن طريق الكبد، وهذا قد يضر بالكبد في بعض الأحيان.

أيتها الفاضلة الكريمة: بعكس مفهوم الناس العادي وهو أن الفيتامينات دائما مفيدة هذا ليس صحيحا أبدا، نعم الإنسان إذا كان لديه نقص مثلا في فيتامين (د) أو فيتامين (ب 12) هذه فيتامينات مهمة، وكثيرا ما يكون الغذاء غير مكتمل، وفي هذه الحالة يجب أن تعوض، وبعض الناس حتى وإن كان غذائه متوازنا إن أراد أن يتناول فيتامين مثلا بمعدل حبة واحدة يوميا أو يوما بعد يوم لمدة شهر أو شهرين، هذا أيضا لا بأس به.

والرياضة -أيتها الفاضلة الكريمة-: وجد أنها ذات قيمة عالية جدا ومفيدة جدا، والرياضة تؤدي إلى تغيرات كبيرة جدا في كيمياء الدماغ، بل تنشط المواد الإيجابية التي لها ارتباط وثيق ومباشر بمزاج الإنسان، فحاولي أن تركزي عليها، وحاولي أن تمارسي أي نوع من أنواع الرياضة التي تناسب المرأة المسلمة.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات