تغيرت حياتي بعد أن كنت طبيعيًا، وصرت أعاني من وسواس فكري

0 133

السؤال

السلام عليكم

سأطرح مشكلتي بالكامل، أنا كنت أعيش حياتي طبيعية، بعدما تخرجت من الجامعة لم أحصل على وظيفة، وتعرضت للفراغ ما يقارب السنة ونصفا، أثناء ما كنت عاطلا بدأت تأتيني بعض الأفكار الغريبة، مثل: النوم وطبيعته، وكيف ننام؟ وكيف يأتي النوم؟ حتى بدأت أكره النوم، وأكره الذهاب للفراش، ولا أنام إلا بعد تعب وتفكير كثير.

بعدما فكرت بهذا الشيء، بدأ يأتيني شيء من الملل، ولم أكتف بذلك، حتى أني ذات مرة كنت أتحدث أنا وزملائي عن (الهو) و (الأنا) وتفاصيله، وتعمقت بهذا الموضوع إلى أن صرت أفكر دائما بنفسي، وتأتيني بعض الأفكار الغريبة الملحة علي، مثل: كيف أفكر؟ ومن أنا؟ وكيف أتيت؟

هذه الأسئلة والأفكار؛ أكاد أصاب بالجنون منها، علما أني أتناول علاج (انفرانيل)، حبتين باليوم، وتحسنت، ولكني إلى الآن في عذاب نفسي من التفكير.

أتمنى أن تفيدوني، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الحربي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذه الأفكار والتساؤلات التي تطرح نفسها عليك، هي أفكار وسواسية، تساؤلات لا حد لها، لا نهاية لها، ومن الواضح أنك تجري حوارا وسواسيا مع نفسك، نعم، هو أمر مفروض على الإنسان، لكن أريدك أن تدرك أنه أيضا تحت الإرادة.

أخي الكريم: تجاهل تجاهلا تاما هذا الفكر، وحين تلح عليك الفكرة التحليلية من النوع الذي ذكرته، قل لنفسك: (هذا وسواس سخيف، ولن أهتم به أبدا)، وابدأ، وانخرط في نشاط آخر، نشاط جسدي أو نشاط فكري.

تمارين الاسترخاء: أيضا فائدتها عظيمة جدا، خاصة أن لديك صعوبات في النوم، فطبق هذه التمارين، طبقها صباحا وقبل النوم، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم: (2136015)، أوضحنا فيها كيفية ممارسة هذه التمارين.

التعبير عن الذات، وعدم الكتمان؛ أيضا فيه نوع من التفريغ النفسي الإيجابي جدا الذي يقلل الوسوسة.

الأمور التي تحس فيها أنك متردد، حاول أن تستعين بالاستخارة، فهي طيبة جدا، وتزيل الفكر الوسواسي.

بالنسبة للعلاج الدوائي: نعم أنت محتاج له، و(الأنفرانيل) دواء جيد، أنت الآن تتناوله بجرعة خمسين مليجراما، إذا كنت تتناول الحبة التي تحتوي على خمسة وعشرين مليجراما، هذه الجرعة لا بأس بها، لكن الجرعة الصحيحة، هي مائة مليجرام، فأنا أنصحك أن ترفع الجرعة تدريجيا، اجعلها خمسة وسبعين مليجراما ليلا لمدة أسبوعين، ثم اجعلها مائة مليجرام، تناول خمسة وعشرين مليجراما صباحا وخمسة سبعين مليجراما ليلا، واستمر عليها لمدة أربعة أشهر على الأقل، بعد ذلك يمكن أن تخفض الجرعة بمعدل خمسة وعشرين مليجراما كل ثلاثة أشهر مثلا.

إذا لم تتحمل جرعة (الأنفرانيل) هذه، ستكون البدائل هي: (الفافرين) أو (البروزاك)، وقطعا تواصلك مع طبيبك سوف يفيدك كثيرا.

الأمر -إن شاء الله تعالى- في غاية البساطة، والتجاهل علاج، وهو علاج أساسي جدا للفكر الوسواسي الملح، خاصة من النوع الذي تحدثت عنه، وأنت -بفضل الله تعالى- ليس لديك وساوس أفعال؛ لأن وساوس الأفعال أكثر مقاومة وعدم استجابة للعلاج، خاصة الدوائي منه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات