علاقتي الاجتماعية بالناس ضعيفة جدا، فكيف أقوِّيها؟

0 339

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من مشكلة اجتماعية، فيما يتعلق بعلاقاتي بالآخرين، وكذلك الانطوائية، وكذلك الثقافة العامة!

منذ صغري أعاني من هذه المشكلة، فكنت كأني أخجل من الناس، خصوصا الغرباء والضيوف، ولي قلة قليلة من الأصحاب.

عندما كبرت أصبحت كذلك ليس لي إلا أصدقاء محدودين، ومما كنت أحس به وأتوهمه في صغري أنني شخص متميز على الناس، لأنني كنت متفوقا في المدرسة، مما زاد المسافة بيني وبين الناس، لإحساسي بالتميز عليهم. ولم أتخذ اهتمامات أخرى غير الدراسة إلا قليلا.

كنت أشعر بأن أهلي لا يمتدحون في شيئا غير الدراسة، ولذلك ضعفت جدا ثقافتي العامة، فأبسط المعلومات العامة لا أعرفها، مما يدخلني كثيرا في الإحراج في كثير من المواقف، وأنا الآن أدرس في الجامعة، ولكني أحس أن كثيرا من مشاكلي في الصغر ما زالت معي، ومما يبعدني عن الآخرين الآن أن اهتماماتهم غير اهماماتي.

أنا أجلس أغلب اليوم أيام الإجازات وحدي ولا أجد من آنس معه، فكيف أقوي علاقاتي بالآخرين، وأكسب المزيد من المعارف والأصدقاء وأوسع ثقافتي ومداركي؟ هل يمكنكم أن تدلوني على مواقع أو مجلات مما يساعدني؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا بهذا السؤال.

يبدو أن فهمك وتحليلك لما جرى معك في طفولتك تحليل جيد، حيث ربطت بين المسببات والنتائج، وهذا مؤشر جيد أنك ستستطيع إن شاء الله تجاوز هذه المرحلة التي أنت فيها.

يقال عادة في مثل هذه المواقف إن عليك أن تقبل على الأمور التي كنت تتجنبها في الماضي، فإذا كنت تجنبت الاجتماع بالناس والشباب والحديث معهم، فعلاج الأمر ليس بالاستمرار في هذا التجنب، وإنما بالإقبال عليهم، ومحاولة الوصول على درجة الاعتياد على لقاء الناس، وتبادل أطراف الحديث معهم، سواء بالكلام أو بالاستماع، وكلاهما عبارة عن الحوار والتواصل.

إن الثقة بالنفس لا تأتي من فراغ، وإنما هي نتيجة طبيعية لحضور المجالس والاجتماع بالناس، وستلاحظ وخلال فترة قصيرة أنك أكثر ثقة من السابق.

بينما التجنب يدخل في دائرة معيبة من ضعف الثقة بالنفس، مما يدفعك للمزيد من التجنب، وهذا التجنب يسبب المزيد من ضعف الثقة بالنفس، وهكذا.

الثقافة العامة تأتي عادة من خلال مصادر كثيرة ومنها القراءة والاطلاع ووسائل الإعلام، كما تأتي أيضا من اللقاء بالناس، فمن لا يعرف ما تعرفه أنت ربما يعرف شيئا آخر، وكل الناس عالم ومتعلم.

كن طبيعيا عندما تكون مع الناس، ولا تحاول التصنع أو الحديث لمجرد الحديث، وإنما إذا وجد عندك ما تقوله، فقله، وإلا فالرسول الكريم يقول لنا معلما: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت).

أنا أضمن لك، بعون الله، أنك إن اتبعت هذه الخطوات وبدأت تقبل على الناس، فما هي إلا شهرين أو ثلاثة، حتى تجد نفسك في ثقة كبيرة من نفسك، وأنك تختلط بالناس من غير تكلف أو انزعاج.

وفقك الله، ويسر لك الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات