عندي أفكار مزعجة ووساوس دائمة.. هل سيزيلها الزيروكسات؟

0 360

السؤال

السلام عليكم.

أصبت بمرض الوسواس القهري منذ سنوات، وأصبحت الوساوس مستمرة، وعندي أفكار مزعجة لا تنقطع عن ذهني طوال الوقت بكل أمور حياتي، لي قرابة خمسة أشهر لا أستطيع النظر لوجهي في المرآة، ولا أستطيع أن ألمس أي جزء من جسدي، ولا أنظر للجدار أو السقف، وأمشي مغمض العينين حتى لا تأتيني الوساوس، أنام وأستيقظ على هذا المرض، تعطلت حياتي، وضعف عندي الفهم والذاكرة.

تناولت أدوية منها اللسترال لمدة شهرين، ولم أشعر بأي تحسن، ثم الفافرين، تحسنت لمدة ثلاثة أشهر بجرعة 300، ثم رجع لي الوسواس أثناء العلاج، فتركت الفافرين، ثم قمت بشراء البروزاك، ولي قرابة شهر وأسبوع، ولا فائدة ولا تحسن.

بسبب ظروفي الصعبة لا أستطيع الذهاب لطبيب نفسي، قرأت عن دواء السيروكسات، وقررت أن أجربه، وقمت بشرائه، وهو السيروكسات سي أر 12.5 ml، ولكن هل سيزيل الوسواس الذي أعاني منه والقلق والأعراض التي أصابتني؟

أريد أن توجهني كيف أتناول الجرعة؟ وكم مدة العلاج؟ وأيضا أحتاج لدواء آخر للوسواس والقلق؛ لأن دواء واحدا لم يعد يفيد معاناتي من الوساوس الشديدة.

أنا الآن أوقفت البروزاك قبل يومين، فهل هناك ضرر من تناول السيروكسات مباشرة بعد البروزاك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

وصلتني رسالة مشابهة تماما لرسالتك منذ شهرين تقريبا، وقد قمت بالإجابة عليها.

أخي الكريم: تعرف أن الوساوس القهرية بالفعل هي مزعجة، وذات طابع انتكاسي في بعض الأحيان، لكن الوسواس يجب ألا يكافئ أبدا، بل يجب أن يفتت، ويجب أن يمزق، وذلك من خلال تجاهله، وتحقيره، وعدم اتباعه، وفعل ما هو مضاد له.

من الأشياء التي توطد وتقوي وتجسد الوساوس القهرية الخوض في تفاصيلها ومناقشتها ومحاولة تحليلها، وفي بعض الأحيان إخضاعها للمنطق.

فيا أخي الكريم: هذا الجانب العلاجي مهم جدا، وأن تصرف انتباهك من الوساوس من خلال حسن إدارة الوقت، وألا تدع مجالا للفراغ الذهني أو الفراغ الزمني، هذا أيضا أمر طيب ومهم.

القلق يعتبر مكونا رئيسيا للوساوس؛ لذا ممارسة الرياضة، وتمارين الاسترخاء على وجه الخصوص، وجد أنها مفيدة جدا.

الأدوية لا شك أنها تلعب دورا أساسيا في علاج الوساوس، لكن الأدوية إذا لم تمازج وتستصحب بالعلاج السلوكي - الذي هو في المقام الأول علاجي وفي ذات الوقت وقائي - لن تتم العملية العلاجية بدون المزج بين الاثنين.

وهنالك جانب آخر مهم جدا، وهو الفعالية في الحياة، أنا ذكرت لك حسن إدارة الوقت، وعدم ترك أي مجال للفراغ، لكن الوقت يجب أن يملأ أيضا بما هو جميل وطيب ومفيد، وهذا يعني الاستثمار الحقيقي للوقت، وأن يسعى الإنسان إلى أن يتطور من حيث اكتساب المهارات والمعارف والقيام بواجباته الاجتماعية.

الدواء: الزيروكسات عقار جيد، عقار ممتاز، وأنت لديك تجارب سابقة مع الأدوية التي ذكرتها، يمكن الآن التوقف مباشرة عن البروزاك دون أي مشكلة، ابدأ بتناول الزيروكسات CR بجرعة 12.5 مليجرام يوميا، تناوله بعد الأكل، يمكنك أن تتناوله نهارا أو ليلا، استمر على هذه الجرعة، وهي جرعة البداية، تناولها لمدة أسبوعين، ثم اجعلها خمسة وعشرين مليجراما يوميا، وهذه جرعة علاجية وسطية جيدة، استمر عليها بكل التزام لمدة عام، وهذه ليست مدة طويلة، بعد ذلك خفضها إلى 12.5 مليجراما يوميا لمدة عام آخر، ثم اجعلها 12.5 يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم 12.5 مليجراما مرة واحد كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر.

الزيروكسات يعاب عليه أنه في بعض الأحيان ربما يؤدي إلى زيادة في الوزن، وذلك من خلال زيادة الشهية نحو الطعام، وربما يحدث نوع من الشراهة نحو الحلويات، فكن حذرا في هذا السياق.

الزيروكسات أيضا قد يؤخر القذف المنوي بالنسبة للمتزوجين عند المعاشرة الزوجية، لكنه قطعا لا يسبب العقم، أو شيئا من هذا القبيل.

أحد الأدوية الداعمة للزيروكسات والأدوية المشابهة هو عقار (يعرف تجاريا باسم (رزبريدال Risporidal)، أو ما يسمى علميا باسم (رزبريادون Risperidone)، دراسات كثيرة أشارت أن الوساوس القهرية المزمنة نسبيا من الأفضل أن يتم تناول الرزبريادون بجرعة صغيرة كعلاج داعم، وعليه أنصحك بتناول الرزبريادون بجرعة واحد مليجراما ليلا لمدة أربعة أشهر، ثم توقف عنه، لكن استمر في الزيروكسات CR على نفس النحو الذي أوصيتك به، مع ضرورة الأخذ ببقية الإرشاد والنصح النفسي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات