أعاني من الخوف من الموت حتى صار لدي وسواس، انصحوني

0 246

السؤال

السلام عليكم

تعرضت لموقف قبل خمس سنين وأصابني خوف منه، وبعد ذلك صرت أخاف من الموت، وأفكر بالموت كثيرا، بعد ذلك بفترة تطورت الأمور وصرت أفكر أن أؤذي نفسي!

قررت أنها أوهام، وفعلا قاومت الأوهام والوساوس -والحمد لله-، ولكن صارت تأتيني على فترات خلال السنة مثلا: مرة، أو مرتين، مثل: حالة نكد وضيق وهم، وتعايشت مع هذا الشيء.

إخواني، أنا في آخر مرة أتتني الأوهام أحس أني غير قادر على تحملها، علما أني مغترب، وتأتيني حالة اكتئاب وألم بالصدر شديد، بعدها تطورت الأمور إلى وساوس وأوهام، وأنا بصراحة لا أدري ما الذي بي؟! هل هو اكتئاب، أو وساوس، أو أنه حسد، أو عين، أو قرين؟!

علما أني تكلمت مع شخص عنده فكرة عن الأمراض النفسية والروحية، وقال لي: ليس فيك شيء، وصحتك أحسن مني، تقرب من ربنا أكثر، ثم قال: والعلم عند الله إنك تعاني من مس القرين، وعندك نقص فيتامينات، مثل بي 12، وفيتامين دال، أنا فعلا تغيرت حياتي من ناحية نفسية وسلوكية.

أحب أن أتحسن يا إخواني أنا محتار، كيف أعمل؟ انصحوني، ودعواتكم لي بالفرج، ولجميع المسلمين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mhmad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الذي قال لك: إنه ليس بك علة، وحاول أن يطمئنك؛ توجيهه توجيه صحيح، جزاه الله خيرا على ذلك.

أنا من جانبي أقول لك: إنك تعاني من حالة بسيطة من قلق المخاوف، وقلق المخاوف لا بد أن يكون معه شيء من الوسوسة والتحليل السلبي للأفكار، وهذا يؤدي إلى اكتئاب ثانوي بسيط.

إذا التشخيص هو: حالة من حالات قلق المخاوف الوسواسي، ولا أريدك أن توهم نفسك بموضوع الحسد والعين والقرين، نعم هي مسلمات نؤمن بها، لكن الأمر اختلط على الناس، وهنالك الكثير مما هو خاطئ وغير دقيق في هذا السياق.

المطلوب منك – أخي الكريم –: أن تحرص على الصلاة في وقتها، وقراءة القرآن والأذكار، وأن ترقي نفسك، هذا يكفي تماما، ويحفظك - إن شاء الله تعالى – من كل ما هو ضار.

فكرة الخوف دائما تقاوم - هذا هو العلاج الرئيسي – وتحقر، والتفكير في الموت أمر يطرق على بال الناس، ويأتي كخاطرة لجميع الناس، وهذه الخاطرة حين تأتي يجب أن يوجهها الإنسان توجيها إيجابيا، وذلك من خلال أن يعيش الحياة بقوة، وأن يعمل لما بعد الموت.

أخي الكريم: أنت تحتاج قطعا لأحد مضادات قلق المخاوف، هنالك أدوية ممتازة جدا، وفيتامين (ب12) وفيتامين (د) قطعا تساعد، لكن لا أعتقد أنه في مثل هذه الحالة، بالرغم من أنها بسيطة، لكن التحسن من خلال الدواء أعتقد أنه سيكون مطلوبا.

إن استطعت أن تقدم نفسك لقسم الطب النفسي ما دمت موجودا في دولة قطر، هذا أمر جيد، وهو الأفضل، فقط احضر تحويلا من المركز الصحي، أو تحدث مع طبيبك على مستوى الرعاية الصحية الأولية في المركز الصحي، يمكن أن يصف لك مضادات لقلق المخاوف مثل: عقار يعرف تجاريا باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علميا باسم (استالوبرام Escitalopram) وهو متوفر على مستوى الرعاية الصحية الأولية.

أنت تحتاج أن تتناوله بجرعة صغيرة، وهي أن تبدأ بخمسة مليجراما من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجراما، أي تتناول نصفها لمدة أسبوعين، ثم اجعلها حبة كاملة – أي عشرة مليجراما– يوميا، استمر على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى خمسة مليجراما يوميا لمدة شهر، ثم اجعلها خمسة مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر أو عشرين يوما، ثم توقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات